أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)














المزيد.....

الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 17:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)
جعفر المظفر
عربيا, الجواهري سيد شعراء القرن العشرين, الموزون والمقفى. ولم تكن مقالتي السابقة (الجواهري عظيم رغم أنف السياسة .. وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد) معنية بمقارنة الشاعرين من حيث مكانتهما الشعرية, بل ان إستدعاء الشخصيتين كان أتى في سياق البحث عن ماهية الشعر وصولا إلى تحديد أثر الإبداع الذاتي على تصوير مشهد اللحظة. ثم إني إخترت هاتين الشخصيتيين عمدا لتناقض موقفيهما السياسي, أو هكذا يبدو على الأقل حكمنا عليهما, ولو إني إخترت شخصيتين متماثلتين في الموقف السياسي أو متناغمين في المقدرة الشعرية لما واجهت معضلة على طريق بناء حالة لتجاوز الموقف السياسي وصولا إلى تقييم حرفي لحالة الإبداع الشعري.
والمسألة هنا من حيث المبدأ تخرج إلى فضاء اوسع يتناول أزمة الإنحيازات الذاتية, السياسية والجهوية والقبلية أو الطائفية, التي غالبا ما تجعل النفاذ إلى حالة تقييم موضوعية وحرفية للإبداع صعبة جدا, ثم تجعل الإتفاق على وجود مساحة للإبداع عراقيا خارج حالة التقلبات السياسية العنيفة والسريعة مستحيلا.
إن الكثير من العراقيين هم هكذا, يحكمون على موقفك السياسي أولا ثم ينفذون منه إلى صفاتك الأخرى فيعملقوك أو يقزموك, وقد دخلت علينا مصيبة الإنحيازات الطائفية لتزيد على سوء الحشف كيلات, والكارثة الكبرى أن نجد أنفسنا ونحن ندخل إلى الإبداع من خلال بوابة طائفية, فلا الرسام أو النحات مبدعا في عين الشيعي أو السني إذا لم يكن من أبناء الطائفة, فكيف ستكون عليه حال الشاعر إذن..
ثم من يقول أن تاريخ الجواهري السياسي كان متغلبا بالمقارنة مع تاريخ عبدالرزاق عبدالواحد, لأن الأمر هنا يعتمد على هوية المُقارِن السياسية. الملاحظ أن الحكم على الجواهري سياسيا خارج موضوعة المقارنة مع عبدالرزاق عبدالواحد سوف يتيح مجالا أوسع لرؤية مواقف الجواهري السياسية على حقيقتها وسنجد الشيوعيين ذاتهم على خلاف هنا مع الجواهري, وكذلك أنهم هاجموا السياب بعد أن حسبوه مغرقا في الأنا على حساب الـ نحن وكأنهم تعاملوا معه كسياسي كاتب ولا أقول ككاتب سياسي, فهنا أيضا الفرق كبير.
وأتساءل ماذا سيبقى للشاعر إذا أخذت منه وجدانه وذاته, لا شك انك تحوله إلى كاتب مقالة إفتتاحية في صحيفة سياسية ناطقة عن حزب بعينه. ولو تابعنا تقلبات الجواهري السياسية لضهر أمامه عبدالواحد متماسكا بغض النظر عن الإختلاف مع ماهية موقف هذا الأخير من صدام, لكن الملاحظ أنه ظل على موقفه حتى هذه اللحظة بما يجعله بمنأى عن تذبذبية وإنتهازية الموقف السياسي.
الجواهري مثلا قصيدته التحريضية على إستخدام لغة الحبال (فضيق الحبل وأشدد من خناقهم) التي قالها في حضرة بكر صدقي يحرضه على إعدام رجالات الحكم الملكي ثم إستعماله لنفس هذه القصيدة في مخاطبة عبدالكريم قاسم تشجيعا للغة العنف ضد خصومه البعثيين, والواضح في هذه القصيدة التحريض الإستباقي على العنف. وهناك قصيدة يمدح فيها الملك الأردني حسين بن طلال (أسعف فمي) في منتصف التسعينات كان قد قالها اصلا في مديح الوصي عبدالإله في الأربعينات. وهناك قصيدة إمتدح فيها البكر وأخرى إمتدح فيها حافظ الأسد. المقصود بها السرد التاريخي الموجز أن أقول أننا لو دخلنا للحكم على عظمة الجواهري كشاعر من خلال تاريخه السياسي فسنواجه كارثة تقييم حقيقية, وبالتأكيد فإن كارثية التقييم سوف تعتمد على اشياء عدة أولها موقفنا السياسي من الجواهري, وستتضاعف الكارثة لو دخلنا على الشاعر من خلال بوابة هويته الطائفية.
وكما قلت فإن الهدف البنيوي من المقالة لم يكن ذلك المحصور بميدان الشعر, بل إنني أردته أن ينطلق إلى افق اوسع, فالناظر إلى العقود السبعة أو الثمانية الأخيرة من عمر العراق سيجد أنها عقود تصاعدت فيها الخصومات تصاعدا بيانيا وصولا إلى حالة التمزق والإنحدار الحالية بحيث صار العراق مجموعة من الفئات والقبائل والطوائف المتقاتلة. وسط ذلك صارت محاولة البحث عن من هو الأفضل هي محاولة عبثية, فالجميع له حجته على الجميع, بحيث لو أنك شئت أن تبحث عن فصيل يستحق ان ياخذ مكانة الشعب لإحتجت أن تستورد شعبا من الخارج. نحن إذن نعيش أزمة حقيقية, من شروط حلها وجود مُحَكِّمين من خارج الحالة ذاتها, وهذا ما أحاول أن أصطف معه, وأجد ان علينا أن نوليه أكثر إهتمامنا, فلا نغيب في الشخصنة أو الفئونة حينما نحاول أن نقييم حالة تقتضي ولو درجة بسيطة من الحرفية.
إن الحديث عن بعض الحالات في يومنا الحالي يحتاج إلى شجاعة, فقد تتطلب موضوعة ما تأجيلها حتى يحين الظرف الذي يساعد على إستيعابها بشكل أفضل ومن ثم قبولها بشكل أسلم, لكن كيف يمكن لهذا الظرف أن يأتي بدون أن نساهم بتعجيل قدومه, وما حاجة الكاتب حينها إلى شجاعته يوم يصير الظرف أسلم. بل وما حاجتنا أصلا إلى كتاب من هذا النوع إن لم يساهموا ببناء الحقيقة كما يجب أن تكون.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالزاق عبدالواحد
- بين السماء والأرض .. حكاية الوطن الضائع
- حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى
- الوصول إلى منتصف الليل
- المسلمون والدولة اليهودية
- إيران والمالكي
- ما مر عام والعراق ليس فيه مِيوْ
- صناعة الفرح
- مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي
- ركضة طويريج لهذه السنة


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)