أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ضد الدولة .. مع الوطن














المزيد.....

ضد الدولة .. مع الوطن


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضد الدولة .. مع الوطن
جعفر المظفر
أمس إستمعت إلى حديث الدكتور العبادي في مجلس النواب .. كان الرجل هادئا مبتسما ومعقولا وأجد أن ليس من العدالة ولا من الحكمة أن لا نقول بحقه كلمة حق.
في الحالة التي نحن عليها لا يصح مطلقا ان تكون لنا مواقف أيديولوجية مغلقة تساوي بين الجميع دون تقدير لمن يحمل شمعة في وسط ظلامنا الدامس, كما أن من المهم أن نحدد مساحة خصوماتنا بحيث لا تتحول من خصومة ضد الدولة إلى خصومة ضد الوطن.
لا أعلق على العبادي أمل أن يخرج بالعراق كاملا من أزمته الخانقة, فهو في النهاية إبن لتجربة ونظام تأكد عجزها البنيوي عن تقديم حلول إجتماعية وسياسية كفيلة بتحقيق نهضة عراقية حقيقية, بل وتأكد أيضا أنها هي التي أسست لتلك الأزمة. غير أن ذلك لا يلغي الحاجة إلى إدراك أن المعركة الحالية مع داعش هي مواجهة مع قوى تستهدف شروط الحد الأدنى من الوجود العراقي. ومن الضروري معرفة أننا خرجنا الآن على الأقل من مساحة المواجهة مع طبيعة دولة ونظام إلى مساحة الدفاع عن وجود وطن وبقاء إنسان, أو فلنقل أننا بتنا نعيش تناقض الساحتين معا..
في المساحة الأولى فإن من حقنا أن نختلف مع شكل الدولة وطبيعة النظام السياسي بكل ما تحتويه تلك المساحة من تناقض بين الدولة العلمانية الوطنية التي نؤمن بها وبين دولة الإسلام السياسي الطائفي التي تأكد أنها عاجزة عن الوفاء والتناغم مع إحتياجات النهضة والوحدة الإجتماعية, لكن علينا أن نحرص أن لا ينسحب هذا التناقض إلى مساحة باتت المواجهة فيها متوزعة بين قوى تدافع عن وجود وطن وإنسان وإنسانية مع قوى تدافع عن طبيعة نظام سياسي ودولة, وأخرى تقف بالضد للقضاء على كل ذلك مجتمعا.
وفي ساحة المواجهة مع داعش نحن بتنا جميعا في صف بينما داعش وكل من يتمترس معها, أفرادا وقوى ودول, وتحت أية ذريعة, هي تماما في الصف النقيض. اي رؤيا لا تستطيع التمييز بين شروط الساحتين وإحتياجاتهما هي رؤيا تصدر من عين عمياء او عقل اعمى أو من إرتباطات مشبوهة أو من خيال مريض.
إن القضية الأهم هي قضية تعريف ساحات وترتيبها من حيث المعنى والأهمية. في الساحة الأولى أنا أختلف مع العبادي وكل قوى الإسلام السياسي بكل شقوقه وتفرعاته, فهي ساحة يدور الصراع فيها حول طبيعة نظام وشكل دولة. لكن في الساحة الثانية أنا ألتقي معه لأن التناقض المركزي فيها هو ذلك الذي يتأسس على بقاء وطن.
صحيح أن الساحة الثانية لا تلغي الأولى, أي أن الدفاع عن وطن لا يلغي التناقض مع النظام والدولة, لكنه يوجب معرفة من يتقدم على من, وكيف تدار علاقة هذا بذاك, ولذلك لن يكون غريبا ان يجتمع الآن في خندق المواجهة ضد داعش من يتناقض مع شكل النظام السياسي مع من يناصره.
في الساحة الأولى إختلِفوا مع العبادي, فكرا ونظاما ودولة, لكن في الساحة الثانية: إنصروه .. لأنكم تنصرون وطنا.
إن الشبه بين المالكي وبين العبادي أن كلاهما يقودان عربة نظام إسلاموي طائفي محاصاصاتي لا يمكن لبنيته أن تبني دولة وطنية ناهضة أو عادلة, غير أن الفرق بينهما, وهو كبير في هذه المرحلة, ان الأول سار بهذه العربة في دروب وعرة وتعاريج مهلكة وأزقة ضيقة وحفر عميقة وكهوف مظلمة فزاد العربة عطلا والطرق خرابا والراكبين ضررا في حين أن الثاني يحاول ان يجعلها تسير في دروب أقل وعورة وأوسع أزقة وأخف مزالق.
وبينما يبقى التناقض بيننا وبين طبيعة الدولة وهوية النظام السياسي قائما فإن إجتماعنا على نصرة الوطن في هذه اللحظة يظل هو الأقوم.
وفي هذه المرحلة الحالكة: لا مانع من أن تلعن الظلام لكن على شرط أن تشعل شمعة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق
- داعش تطهر العراق من أصنامه
- يوم تنجح العملية ويموت المريض
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها
- علمانيون ولكن ضد العلمانية
- ليس دفاعا عن الإسلام .. ولكن !
- هل داعش لوحدها من يتآمر على الإسلام
- العلمانية عراقيا .. حاجة بقاء وليست حاجة تطور فقط
- بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالزاق عبدالواحد
- بين السماء والأرض .. حكاية الوطن الضائع
- حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد


المزيد.....




- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة
- -خطة الجنرالات- التي اغتالوا أنس الشريف بسببها
- القسام تبث مشاهد لاستهداف وقنص جنود الاحتلال شرق مدينة غزة
- ممر ترامب- الجديد.. فرصة كبيرة لتركيا وفخ لروسيا وإيران
- -القمة العربية للشعوب- تدعو لحراك واسع لوقف الإبادة والتجويع ...
- ترامب يستقبل بوتين في ألاسكا.. و-تغيير ذو أهمية- في البرنامج ...
- فيديو.. -الشبح- في السماء خلال استقبال ترامب لبوتين


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ضد الدولة .. مع الوطن