أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في السياسة والعقيدة وما بينهما














المزيد.....

في السياسة والعقيدة وما بينهما


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من باب الأهمية حقا ان تفيدنا أزماتنا المتكررة لتحديد نوعية الإقترابات من موضوعة التحالفات والمواقف السياسية غير المقيدة بتعنت العقيدة أو بالتبعية الإقليمية المحورية.
مثلا تجربة نظام الحكم السعودي لا تشجع على إنحياز لهذا النظام دون أن يتقدمه شرح يتضمن بكل دقة ووضوح مساحة وحدود الموقف المقصود بالحوار أو المعني بالرأي, وربما يجد الكاتب نفسه مجبرا على تضمينه أيضا ما يؤكد على موقفه السياسي والعقائدي الضد للنظام السعودي لكي ينقذ نفسه من النيران الصديقة, أما النيران المعادية فمن شأنه ان يعتبر أن صواريخها المدمرة تأتي وكأنها ضريبة يدفعها لقاء رأي حر وإجتهاد يعتقد بصحته ويجوز فيه الصواب والخط.
لم تترك سياسة شيطنة الخصوم التي باتت الأطراف المتصارعة تستعملها ضد بعضها البعض مساحات حرة مفتوحة يمكن للكاتب أن يقول فيها أراءه دون أن يفكر بداية بما سيتعرض إليه من إتهامات مباشرة ورخيصة, وكان من نتائج هذه السياسة المزيد من الكتابات التي تعتمد على المجاملة والتورية أو الإنحياز المُسيَّس.
إن الحذر واجب, فالمشاكل كثيرة وعميقة ومستعصية, اما الوعي فقد تراجع كثيرا والدليل على ذلك هذا السعار السلفي الاصولي الطائفي الذي يسود منطقتنا . تستمع إلى عدد غير قليل من شيوخ السعودية وهم يرعدون ويزبدون ويتوعدون ويهددون فتشعر وكأنك لم تبرح بعد مكان وزمان ما قبل معركة فتح مكة, أما إذا نظرت إلى وجوه الكثيرين منهم فسوف تتخلى عن أمنيتك بدخول الجنة.
ثم تستمع إلى ما يصدر من عدد غير قليل من شيوخ الشيعة في إيران والعراق فتشعر أنك عدت إلى زمن معركة كربلاء وإنك بت مطالبا بالبحث عن يزيد في اي مكان تذهب إليه فتتخيل نفسك وكأنك شرطيا تحت أمرة المختار الثقفي.
وقلت ان الوعي قد تراجع, والأحرى أن اقول ان الوعي قد غاب وأفل في منطقة بات العقل فيها على مشارف ان يتحول أيضا إلى زائدة دودية.
لكن علة العاقلين ستكون على نفس المستوى لو إننا إشتغلنا بقوة ذلك الحذر لكي لا نتفحص ولو قليلا إمكانية ان يكون الموقف السياسي للنظام المُشيطَنْ, سواء كان إيرانيا أو سعوديا, لصالحنا وطنيا أو لصالح الحق بالتعريف المبدئي المجرد من تاثيرات الإنحيازات السياسية.
وهنا سأضرب مثلا: لو إتبعنا مبدأ الشيطنة التاريخية للسعودية لما تمكنا من رؤية ما قدمته السعودية من خدمة كبيرة لشعب مصر حينما وقفت ضد مشروع الأخونة وضد المشروع الأردوغاني التركي. صحيح أن موقفها ذاك الذي أخرج مصر من ورطة أن تكون ضحية لفكر أخواني متعنت وقدم بدوره خدمة كبرى للحركة العلمانية لم ياتي مجانيا او كان تأسس على إيمان مبدئي بقضية العلمانية وإنما جاء لأن خطر الأخوان بعد وصولهم للسلطة وسيعهم لإقامة دولة الخلافة وخلق محور عربي وإسلامي بقيادتهم ومتحالف مع النظام الأردوغاني قد جعلهم يتحولون من موقع الحليف إلى موقع النقيض. هذا الأمر الكبير لا يمكن للشيطنة إلا أن تخفيه مما يتسبب بأضرار أكيدة ناتجة عن عدم تقدير متعنت لإملاءات المصالح وأثرها الكبير على صعيد تقدير إتجاهات التحالف.
وكما في الإقتصاد كذلك في السياسة يمكن القول أن هناك منطقة سياسية حرة غير خاضعة لنظام الضرائب العقائدي, وفيها يجب ان ينشط الفكر والتخطيط السياسي بعيدا عن تعنت العقيدة لكي يمنح الدولة القدرة على متابعة المتغيرات ومن ثم تقدير طبيعة التحالفات المرحلية المطلوبة, أو على الأقل فهم وإستيعاب حركة المتغيرات بعيدا عن التعنت الأيديولوجي او التبعي لأحد محاور الصراع.
بالأمس مثلا وقفت السعودية إلى جانب نظام الأئمة الزيدين ضد ثورة السلال وأرسلت جيشها للقتال ضد تحالف عبدالناصر - السلال السني بقياسات هذه المرحلة الطائفية المتعفنة. ذلك لا يعني أن السعودية كانت خرجت من معطفها الوهابي, إلا أنه يعني ان الأنظمة تحتاج إلى قدر من البراغماتية لتحديد هوية القوى الأقرب إليها, وفي تلك المرحلة فإن نظام البدر الزيدي كان الأقرب إليها من نظام السلال السني المعادي للإسلام السياسي, لكن الأمور ستنقلب عكسيا تماما في حالة أخوان مصر إذ رأينا كيف ان السعودية وقفت بكل حدية إلى جانب السيسي العلماني ضد مرسي الأخواني, وفي كلا الموقفين ظلت السعودية في داخل معطفها الوهابي, فلم تتحول في حالة التحالف مع حكم الإمام البدر إلى دولة زيدية شيعية كما ولم تتحول في حالة التحالف مع السيسي إلى دولة علمانية.
كلا النظامين السعودي والإيراني يبحثان عن مصالحهما السياسية بعيدا عن تعنت الهوية الدينية أو المذهبية, وعلى العراق ان يخرج من دائرة التبعية لأحدهما وأن لا يضع نفسه في الأرض الحرام بينهما, إذ أن بإمكان نار الجانبين المتحاربين أن تصيبه بمقتل حقيقي.
بالنسبة لنا كوطنيين عراقيين فإن من المهم أن لا تكون لنا إنحيازات تاريخية مذهبية تعمينا عن رؤية الموقف السياسي المشترك سواء مع الجانب الإيراني او الجانب السعودي. لكن المشكلة هنا تبدو على الشكل التالي فما دمت شيعيا فينبغي ان تكون على الدوام مع إيران ضد السعودية, والأمر ذاته سيحصل حينما تكون سنيا, اي ان تكون على الدوام مع السعودية في اي موقف قد بات لهما شأن النقيض فيه, رغم أن القضية الأصلية المعنية بالإختلاف قد تتطلب موقفا يختلف مع كلا الموقفين او ينحاز لأحدهما بدفع من المصلحة الوطنية العراقية التي يجب ان تتقدم على طبيعة الإملاء المذهبي أو القومي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق
- داعش تطهر العراق من أصنامه
- يوم تنجح العملية ويموت المريض
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها
- علمانيون ولكن ضد العلمانية
- ليس دفاعا عن الإسلام .. ولكن !
- هل داعش لوحدها من يتآمر على الإسلام


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في السياسة والعقيدة وما بينهما