أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة














المزيد.....

الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 15:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة
جعفر المظفر
ليس من صالح الأحزاب الشيعية قيام دولة عراقية خاصة بالشيعة فزوال التناقض مع السنة ضمن دولة واحدة سوف يفقدها ميزة تفعيل ذلك التناقض بإتجاه الحفاظ على بنية المجتمع العراقي الطائفية المجزئة التي تأسست وفق حساباتها وقياساتها تلك الأحزاب, وأي زوال لتلك البنية سوف يزعزع الأساسيات العقائدية لتلك الأحزاب.
لقد ظلت المظلومية تلعب دورها الأساسي في تشكيل حركات المعارضة السياسية الشيعية عبر التاريخ, وكان هناك إغراق في تعميم واستخدام هذا الفكر بحيث أنه ألغى الحاجة إلى ريادة أية أفكار أساسية أخرى وضيَّق إلى حد كبير مساحات تواجدها, فالفكر السياسي لهذه الأحزاب لا يصلح لبناء دولة وإنما لمعارضتها, وهذا ما واجهته هذه الأحزاب حينما أصبحت في الحكم, فبدلا من أن يكون لها برنامجها السياسي البديل الذي تذهب من خلاله لبناء الدولة اكتشفت هذه الحركات أنها مقيدة بالفعل بفكر لا يجد نفسه إلا في ساحة معارضة تلك الدولة وليس معارضة سلطتها فقط, وحينما تمكنت من السلطة وجدت نفسها في موقع الخصم والحكم في ذات اللحظة.
حتى مع وجودها على رأس الدولة فإن هذه الأحزاب كانت تتصرف معها بمنطق الخصم مما أدى إلى إضعاف حالة الإنتماء وبما إنعكس على شكل علاقاتها مع الدولة وفق مستويات واضحة من غياب الإخلاص حتى تكاد تشعر أن هناك ميل واضح لا لبناء الدولة وإنما لتهديمها وكأن هناك كراهية غريزية بين هذه العناصر ودولتها. إن هذا يوضح إلى حد ما معنى فقدان الحماس للعناية بالدولة الجديدة والعمل على توفير الضمانات اللازمة لبناء حالة متماسكة ومتفاعلة أخلاقية وإبداعية حتى تكاد تكتشف أن هناك صعوبة تواجه حالة الإندماج والإنتماء بين العناصر التي تتصدر الدولة وبين الدولة ذاتها. إن هذه الأحزاب حتى مع وجودها في قمة سلطة الدولة لا تشعر بأنها جزء من الدولة, وهي لم تستطع الإنتقال من مساحة الخصومة إلى مساحة الحكومة, بل على العكس من ذلك تراها تتصرف وكأنها تعيش الحالة ونقيضها في ذات اللحظة.
الواقع أن مفردة المعارضة لا تصلح مطلقا لوصف الحالة التي عاشت وترعرعت في ميدانها تلك الأحزاب التي لم تكن من ناحية جوهرية معادية لصدام حسين ونظام البعث وإنما كانت معارضة للدولة العراقية ككيان, وإنما ما يصلح لوصف الحالة هو القول أن تلك الأحزاب كانت تعيش حالة خصومة واضحة مع الدولة القديمة, لكنها أيضا لا تملك برنامجا إيجابيا لبناء دولة جديدة ينقلها من حالة رد الفعل الذي تجسده حالة المظلومية إلى مساحة الفعل الذي يشترط عليها مغادرة موقع المظلومية لتحمل مسؤولية البناء من موقع الريادة.
إن إنتقال هذه الأحزاب إلى مساحة خالية من الشكوى والتظلم هو أشبه بالطلب من منبر بكائي تغيير نشاطه إلى الغناء.
كما أن القدرة على تحقيق نقلة نوعية في البنية الفكرية لهذه الأحزاب هي مسألة صعبة أو حتى مستحيلة ولهذا فهي بحاجة إلى استمرار حالة المظلومية بشكل دائم وذلك لن يتحقق إلا من خلال وجودها في ساحة واحدة مع الخصم النوعي السني بما يضمن لها دائما تفعيل أساسيات لعبة الخصومة التاريخية بين الشيعة والسنة, وإذ تخلو هذه الأحزاب من أية برامج ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية ولا ترتكز في إطارها ومرتكزها الفكري إلا على المسألة الدينية وبخاصة في شكلها المذهبي فإن تطورها خارج إطار هذه المسألة بالذات يصبح صعبا وحتى مستحيلا, فهي بطبيعتها قوى مرحلية لا تمتلك أفقا مفتوحا على العالم بكل نواحي تطوره الاجتماعية والثقافية والاقتصادية, ولذا فهي غير صالحة للعيش خارج ميدان فكرها الدينوسياسي, وستبقى ممارستها للسياسة محصورة بالصراع على السلطة لأنها لا تستطيع أن تمد مساحة ذلك الصراع لكي يخرج على أصول اللعبة إلى ساحات أخرى قد تنال من بنيتها العقائدية التي تأسست عليها, وعليه فإن هذه الأحزاب بالإضافة إلى حاجتها الماسة لوجود الخصم التاريخي في ساحة واحدة فإنها هنا ستكون بحاجة إلى تفعيل ثقافة الخصومة المطلوبة لضمان التأييد الطائفي اللازم لبقاء هيمنتها على السلطة, فالوحدة الوطنية هنا ستكون ذات وصفة عجيبة, هذه الوحدة لا تقوم على وحدة تقارب بل على وحدة خصومات, كما وستؤدي الديمقراطية هنا دورا تخريبيا حيث ستكون وظيفتها الإعتماد على تفعيل تلك الخصومات لإبقاء حالة الشد الطائفي قائمة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة الطائفية والقومية في العراق
- السنة العراقيون والعلاقة مع داعش.
- دوران الأرض .. عراقيا
- فائق الشيخ وعاصفة الحزم
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق


المزيد.....




- ترامب يعلن شن غارات جوية على 3 مواقع نووية في إيران
- إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
- إسرائيل تقتل ظل نصر الله بإيران: تصفية رمزية أم بداية مرحلة؟ ...
- سر المهلة والقنبلة الخارقة.. لماذا أجل ترامب قرار ضرب إيران؟ ...
- ترامب عن مهلة الأسبوعين لإيران: الوقت وحده هو الذي سيخبرنا
- خبير عسكري: تحصينات ديمونة قديمة واستهدافه سيطول هذه المناطق ...
- عاجل| وسائل إعلام إيرانية: دوي انفجارات في شرق #طهران ومدينة ...
- ملك البحرين يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري
- تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. اكتشاف بقايا -إيمت- المصرية ...
- إسرائيل تعلن إحباط هجوم إيراني على رعاياها في قبرص


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة