أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - علي بن أبي طالب .. شر القتلتين هي الثانية














المزيد.....

علي بن أبي طالب .. شر القتلتين هي الثانية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي بن أبي طالب .. شر القتلتين هي الثانية
جعفر المظفر
مع أني رجل علماني وأعتبر العلمانية السياسية الكاملة, وليست العلمانية النص ونص, هي الحل للمشاكل التي تجابه الوحدة الوطنية وتختصر إلى حد كبير, ضمن نظام برلماني سليم, أو تحت راية (دكتاتور عادل), كثيرا من مشاكل الفساد والنفاق والكذب على الخالق والمخلوق, وأن قراءة تاريخنا يجب أن يعاد النظر فيها لكي تكون أكثر قدرة على خلق مستقبل أفضل,فإني مع ذلك, كنت وما زلت, حينما أقف في حضرة الإمام
علي أبكي, ليس حزنا عليه وإنما رهبة منه, وأنا القائل في قصيدة لي عنه:
قل لي أبا الحسنين هل فاتتك مكرمة / إلا وكنت لها أو فوقها نسبا
ولقد كتب عن علي بن ابي طالب كتاب كثيرون, وفي المقدمة منهم مسحيون مثل جورج جرداق ونصري سلهب اللذان إعتبرا عليا أميرا للمتقين من كل الأديان وليس حكرا على طائفة معينة أو دين لوحده.
ولعلي لا اجد غضاضة حينما أقول أن اٌلإقتراب من الرجال العظماء, حينما يتم خارج مساحة التقديس الديني, وبمقياس عظمة الأخلاق ومبدئية التمسك بها سوف يجعل حتى اللادينين معجبين بهذا العظيم, لا بل إني اعتبر ان قضية التقديس الدينية هذه من شانها أن تخلق اصناما وليس رجالا عظماء, لأنها تكون وسيلة لتسويق الرجل لا وسيلة لتعليم وتعميم أخلاقيته.
ولست أرى رجلا عظيما سُوِقَّت عظمته ضد أخلاقيته, مثلما وجدت الأمر مع
إبن أبي طالب, إذ تم سلب أخلاقياته الإنسانية ومواقفه المبدئية لصالح تسويقه كمقدس أولا, بمعنى تجريده من قيمه السلوكية والفكرية الإنسانية التي جعلت منه عظيما وتحويله إلى مراكز لتفريغ الحزن المزمن وتعويض الفقر والحرمان والقبول بالخنوع بطريقة تكفل التنفيس وليس الإتفجار بوجه الظالم, أي ظالم, من اي دين أو مذهب أو طائفة. وفي هذا يتساوى عندي حاكم فاسق ورجل دين منافق.
أما من هو أكثر عداوة لعلي فأجده من بين مدعي محبته ونصرته أكثر مما أراه بين من يحبه لأخلاقيته, إذ إنني ما رأيت عظيما يسلب من سيرته الحقيقية ليستخدم في تنشيط الفرقة الطائفية وتفعيل الإحتلافات الإجتهادية مثلما رايته مع فعلة المنافقين هؤلاء الذين نحوا بإتجاه إستخدام تاريخ الرجل بشكل يخدم توجهات ذات طابع سياسي بحت أو لمصالح بناء مؤسسات كهنوتية تقاتل بإسم الرجل لكنها في الحقيقة تقاتل ضده.
لقد إغتال بن ملجم عليا وهو في سجدته, لكن التاريخ سيؤكد بعد ذلك أن الرجل قتل مرتين, مرة على يد عدوه بن ملجم, تلك التي جعلت منه
شهيدا, ومرة على يدعي محبيه منافقا ومتاجرا ويسوقه بطائفية مقيتة,
وإن شر القتلتين هي القتلة الثانية, وهي قتلة تحاول أن تسرق من الرجل عظمة القيم الأخلاقية التي إستشهد من أجلها.
وأجزم لو أن الرجل يستيقض من ميتته لساعة لصاح في وجوه الكثيرين من أولئك الذين يدعون محبته, ايها المنافقون أنتم القتلة الحقيقيون, ولعمل سيفه في وجه كل كذاب دجال ومنافق, وحينها لن يبقى في حكومتنا ولا في أحزابها الدينية, رجل يجرأ على أن يدعي محبته في العلن ويقتله في كل ساعة وكل لحظة.
يا علي .. أنا لا أبكيك في قتلتك الأولى وإنما أبكيك في الثانية.
لأن الثانية هي شر القتلتين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى الصوفي في رحلتة الى ايران .. قراءة أولى
- دوا كحة
- يا للعجب, أنا طائفي شيعي دون أن أدري .. من رسالة إلى صديق شي ...
- كما في الطبيعة, كذلك في السياسة : الوباء وباء
- ثورة سنية ضد الشيعة .. هذا ما قاله المالكي
- قراءة في حادثة إختطاف جثمان طارق عزيز
- كذبة إسمها المصالحة الوطنية
- بوش يعتذر
- الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة
- المشكلة الطائفية والقومية في العراق
- السنة العراقيون والعلاقة مع داعش.
- دوران الأرض .. عراقيا
- فائق الشيخ وعاصفة الحزم
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - علي بن أبي طالب .. شر القتلتين هي الثانية