أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كذبة إسمها المصالحة الوطنية














المزيد.....

كذبة إسمها المصالحة الوطنية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كذبة إسمها المصالحة الوطنية
جعفر المظفر
عجيبة هي الدعوة إلى المصالحة حينما تقوم على أسس تتناقض مع جوهر الدعوة نفسها. مثلا تشكيل وزارة خاصة بالمصالحة يجعلنا نعتقد بداية أن الفكرة نفسها هي لغرض مكيجة الواقع البشع والنقيض لثقافة اللامصالحة نفسها, فلو كانت هناك محاولة جدية لمصالحة وطنية لتطلب الأمر أن تكون الدولة برمتها وبداية من مؤسساتها العليا وعناصرها القيادية مؤمنة حقا بالمصالحة وعاملة من أجلها.
كل أحزاب الإسلام السياسي لا تؤمن مطلقا بالمصالحة بل أراها على العكس من ذلك تخوض صراع حسم وجود مع كل القوى الأخرى في سبيل الوصول إلى دولتها الخاصة, ويوم يزول نقائضها المرحليون ستراها تأكل بعضها البعض,وبالنسبة لها: الخصوم الطيبون هم الخصوم الميتون.
وحينما اسمع عن المصالحة أحس أن هناك تدليس في تشخيص طبيعة الخصم الذي يجب ان تقوم المصالحة معه. من ناحية أخرى هذه الأحزاب الميليشياوية لا تؤمن اساس بحالة إسمها الدولة الوطنية وغير معنية اساسا في عملية بنائها, بل أنها على العكس من ذلك كانت قد تأسست كنقيض لها, فلماذا إذن تتصالح ومع من تتصالح ووفق اية أسس ولأية غاية. إن مهمة هذه القوى هي أن لا تتصالح وليس العكس مطلقا.
ما يضحك أيضا في عملية المصالحة أنها حسب إدعاء عباقرة الحكم العالي يجب ان تقوم مع العناصر التي لم تتلوث يدها بدم الشعب العراقي, حتى كأن هناك يدا سياسية عراقية لم تتلوث بعد بهذا الدم, أو ان اياديهم هي بالذات خارج دائرة التلوث هذه, وكأننا بذلك أمام مصالحة من النوع التي تقوم مع الملائكة, في حين أن الخطوة الأساسية لأية مصالحة عراقية تقوم على طريقة هادئة للتعامل مع قضية الدم العراقي الذي لم يبقَ حاكم أو نظام بريئا منه. وبمناسبة الحديث عن الملائكة فهي أيضا صارت أياديها ملطخة بدماء الشعب العراقي ما دامت هذه الفصائل تدعي في الكثير من الأحيان ان الملائكة تقاتل إلى جانبها .
إن النسبة المطلقة من السياسيين العراقيين, قديمهم وجديدهم, ملوثة أيديها بدم الشعب العراقي, هذا إذا كان تعريف الشعب العراقي يشمل الجميع وليس حكرا على طائفة او حزب, ولذلك فإن المصالحة الحقيقية يجب ان تبدأ اساسا بهؤلاء الملوثة ايديهم بالدماء العراقية لكي يتفقوا على طريقة للعيش المشترك غير مسموح فيها مرة أخرى لأية يد ان تتورط بدماء العراقيين.
هل هناك أمل بالمصالحة الحقيقة في ظل الوضع الحالي .. من يفكر بإمكانية تحقيقها هو واهم وعليه أن يستيقض من أحلامه أو أن يتخلى عن أكاذيبه.
الوضع العراقي بما آل إليه لم يعد يتحمل مسالة المصالحة هذه. في البداية كان يمكن الحديث عن أحلام كهذه, لكن المحتل, إلى جانب قوى بماض بغيض, لم يكن من مصلحتها أن تقوم مصالحة أو حتى تقارب سياسي بين الخصوم, فلقد جرى العمل لزرع كل ما من شأنه أن يثير الإقتتال وذلك تحقيقا لأهداف إستراتيجية كان الكثيرون يتطلعون إليها بعد إزاحة النظام الدكتاتوري السابق الذي لم تجرِ إزاحتة لصالح عيون الشعب العراقي.
الوضع العراقي الحالي سيستمر إلى نهاية تكون فيها المخططات الإسراتيجية الإقليمية والدولية قد وصلت إلى مشارفها, عند ذلك سوف تتغير الأمور بإتجاه يتلائم وحالة تلك المصالح. اما المصالحة الآن فهي لا محل لها من الإعراب, بل أن الذي هو في محل الإعراب الآن هو اللامصالحة لإدامة زخم تحقيق المصالح على إختلافها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش يعتذر
- الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة
- المشكلة الطائفية والقومية في العراق
- السنة العراقيون والعلاقة مع داعش.
- دوران الأرض .. عراقيا
- فائق الشيخ وعاصفة الحزم
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث


المزيد.....




- أول تعليق من السعودية على وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان ...
- ماكرون يصف نشر قوات غربية كبيرة في أوكرانيا بالعديم المعنى
- السفير الأمريكي في إسرائيل: التقارير حول اعتراف ترامب بالدول ...
- السعودية.. -القتل تعزيرا- لمواطن ارتكب جرائم إرهابية
- كتائب القسام تنشر رسالة جديدة لأسير إسرائيلي
- -NBC-: ويتكوف سيقدم لبوتين قائمة مقترحات أعدتها واشنطن وكييف ...
- مستشار خامنئي يرد على أنباء عن نية ترامب اعتماد تسمية -الخلي ...
- بيسكوف: تصريحات القادة الأوروبيين تجاه روسيا تحمل طابعا تصاد ...
- ماكرون يتحدث عن إمكانية تمديد الهدنة المقترحة في أوكرانيا لا ...
- سكان كراتشي يرحّبون باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستا ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كذبة إسمها المصالحة الوطنية