أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - البكاء عند أسوار سنجار














المزيد.....

البكاء عند أسوار سنجار


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البكاء عند أسوار سنجار
جعفر المظفر
الحديث عن الخلافات الكردية العربية في العراق وخاصة حول ما يسمى بالمناطق المتنازعة ومثالها اليوم قضاء سنجار, هو حديث ذو شجون مركبة لخطورة أن يجري وفق مؤشرات قديمة ومتراجعة الأهمية.
لا تكمن مقاييس الوطنية في العراق بحب مفتوح على الأرض دون الناس, فالسبت من أجل اليهودي كما يقال وليس اليهودي من أجل السبت, أما أغاني الوله الصوفي فتصلح أن يغنيها بطران لم يشهد يوما من أيام العراق الداميات المهلكات.
إن أبشع أخطاء السياسة هي أن تسقط مفاهيم وحلول لمرحلة سابقة على مرحلة لاحقة دون أن تأخذ بنطر الإعتبار مجمل المتغيرات الأساسية الجديدة التي غالبا ما تأتي الأحكام دونها بمثابة أخطاء وليست حلول.
لنقف عند سنجار تحديدا, مدينة الإيزيديين التي هزت مأساتهم العالم كله. في هذه المدينة التي حررها البيشمركة لن تجد إيزيديا واحدا سيتعاطف معك حينما تتحدث معه حول وطنيتك المغلقة على مرتكزاتها الماضوية.
منذ لحظة الإحتلال الداعشي لأرض السنجاريين فقد بدأ تاريخ جديد لهذه المدينة ومنذ لحظة تحريرها على يد البيشمركة فقد بدأ مستقبلها الجديد, ولا أظن أن سنجاريا واحدا سوف يقبل بالخرائط القديمة, لا لأن الكورد قد حرروه من داعش فإستحقوا بذلك الجائزة ولكن لأنه سيظل يعايش رهبة ورجفة إحتلال أراضيه من جديد, وهي أخطار تعيد بلا شك تعريف الوطن والوطنية مؤكدة على أنها مستقبل أكثر من ماضي.
لقد نظرت إلى جميع الشرائط المصورة التي تستعرض حياة الإيزيدين فرأيت الأغلبية منهم يرتدون السروال الكردي وسمعت الأغلبية منهم لا يتحدثون العربية بل الكردية, وقرأت عنهم أنهم أقوام ذا أصول هكارية وكل ذلك يجعلهم أقرب للأكراد إن لم يجعلهم أكرادا.
والمؤكد أن الدول لا تتأسس أو تتوسع أراضيها إعتمادا على قراراتها المحلية, وضم سنجار أو غيرها من المناطق, المقرة دستوريا كأراض متنازع عليها, لا يعتمد بالنهاية على قرار من طرف واحد بل هو خاضع دستوريا إلى قبول الطرفين بإشراف طرف ثالث كالأمم المتحدة أو مجلس الأمن. والمعني هنا أن الأكراد لا يملكون كامل الحرية لضم أية منطقة من المناطق المتنازع عليها دون أن يوفروا لذلك غطاء دستوريا أو دوليا.
والكورد هم من ضمن صناع الدستور الحالي, بل من أهم صناعه والمستفيدين منه, لذلك لا أظن بأنهم سيتضررون في قضية سنجار إذا ما لجأوا إلى الدستور نفسه. وإلى أن يحدث ذلك وجب أن يكون قرار الضم مؤقتا, أما حكومة بغداد فعليها أن لا تتطاير من قرار الضم ولا تلعبها وطنيا أو قوميا لأنها حكومة محاصصات طائفية وقومية, وللتلطيف فهي حكومة مكونات, وأرى أنها يجب أن تكون سعيدة بقرار الضم المؤقت لأنه يعفيها من مسؤوليات أمنية لا تساعد عليه السياسة ولا تساعد عليها الجغرافيا. وبإنتظار أن تتغير الأوضاع سياسيا وأمنيا وفكريا فإن الإيزيدين لن يكونوا ميالين بكل تأكيد لأن يكونوا ضحية للوطنيات المجوفة والمخادعة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقلا عن فلان
- السيدة (العاصي) الزوجة الثانية أو الثالثة للجلبي .. حروب الم ...
- الشعب .. ما هو الشعب
- معركة الجوامع لا الشوارع . عائدية الإسلام لمن : للمعتدلين أم ...
- من أجل أن لا نفشل أمام الأغراب
- غدا تبدأ الهجرة المعاكسة
- سوريا واليمن .. بين الشرعية الأخلاقية والشرعية الدستورية
- لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)
- علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية
- الطائفية في العراق .. فصل الخطاب
- الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.
- صراع الحضارات .. فخ منصوب فلا تقعوا فيه
- في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن
- الناسخ والمنسوخ ... حل أم معضلة
- شرف ما بين النهرين وشرف ما بين الفخذين
- ثقافة الدولنة ونظرية المؤامرة والموقف من قضية الهجرة
- العبادي ليس راسبوتين العراق وعصاه ليست قادرة على أن تخلق الم ...
- في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي
- عن الحشد الشعبي .. حذاري من التعميم والتعويم ومطلقات التقييم ...
- دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.


المزيد.....




- زيادة كبيرة.. مصر تستقبل 3.9 مليون سائح خلال أول 3 شهور من 2 ...
- السودان: ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية في بورتس ...
- أوكرانيا: إصابة 11 شخصًا في هجوم روسي بطائرات مُسيرة على كيي ...
- الكرادلة يدخلون مرحلة الصمت الانتخابي قبيل انعقاد المجمع الم ...
- المحادثات النووية مع أمريكا - شكوك وأمل لدى المعارضة الإيران ...
- الجيش السوداني يعرض أسلحة غنمها من الدعم
- مصر.. الكشف عن قضية فساد تضم 16 مسؤولا حكوميا
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد تفجير عدد من آليات الجيش الإسرائيلي ...
- نتنياهو يتوعد بشن -المزيد من الضربات- على اليمن
- غزة.. 65 ألف طفل مهددون بالموت جوعا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - البكاء عند أسوار سنجار