أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - استحقاقات راهنة














المزيد.....

استحقاقات راهنة


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 08:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حاولت في المقالة الأخيرة (الأسبوع الماضي) إلقاء الضوء على مشكلات نظرية علمية ومنهجية تتصل بواقع الحال العربي الراهن، وكان ذلك قد وضعنا أمام ما اعتبرته مدخلاً بحثياً علمياً إلى ذلك، وأشرت إلى جانب من العالم العربي رأينا فيه نموذجاً لما نحن الآن بصدده، من سوريا إلى اليمن إلى أقطار عربية أخرى مثل العراق والسودان. أما ما تبقى من الأقطار المذكورة فرأينا أنها ربما تتطلب بحثاً آخر مختلفاً عن بحث البلدان التي أتينا على ذكرها. وأما ما أتينا عليه فقد أدخلناه في حقل عالم يمر بتحولات متعددة من التقدم والتراجع، ومن الانقلابات والصراعات العسكرية، والنزاعات السياسية وكثير من المناوشات والسجالات الثقافية، ناهيك عن الصدامات الحضارية المتصلة بالهوية والتراث والحداثة والإصلاح والثورة على امتداد القرنين التاسع عشر العشرين. وقد حدث ذلك لأسباب داخلية وأخرى تتصل بالغرب كقوة استعمارية غازية، وأسباب غير ذلك تدخل في خانة الاحتكاك الحضاري العام والثقافي الخاص.

وبالطبع فإن ذلك يدخل أيضاً في خصوصيات البنية الداخلية الاقتصادية والمجتمعية والسياسية والحضارية والثقافية، ومدى ارتباطها بـ«الآخر» الآتي من الغرب بحمولاته المتعددة في مرحلة الإمبراطورية العثمانية وبعد تفككها أخيراً. وإذا كانت الأمور تتضح في سياق التطور التاريخي، فإن ضبطها يستدعي وضعها في حالة متحركة والنظر إليها بهذه الكيفية. فإذا خصصنا الحديث أكثر، وجدنا أنفسنا في بيئة اجتماعية عربية في القرن الثامن عشر، وهنا يتعين على الباحث أن يذكر ذلك متموضعاً في شبه الجزيرة العربية، حيث كانت «نجد» مركز السلطة العربية المستقلة عن الخلافة أو المنادية باستقلالها فعلياً، وهناك أسس الشيخ محمد بن عبدالوهاب تياراً دينياً مرتكزاً بالأساس على التراث الديني الذي خلّفه الشيخان أحمد بن تيمية وابن القيم الجوزية.

كان بن عبدالوهاب قد عاش ما بين 1703 و1791، وهنا تتعين الإشارة إلى أن الحركة الدينية الإسلامية والاجتماعية، التي أسسها كانت في أحد مقاصدها المضمرة، نمطاً من الدعوة إلى الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية الغازية، وكان ذلك قد أتى بصيغة دينية «إصلاحية» داعية إلى ذلك الاستقلال، والذي ربما رأى فيه بن عبدالوهاب مخرجاً من العبء الذي فرضه دعاة العثمانية. والظاهر أن هذا الموقف جاء في مرحلة تاريخية كانت تشهد بواكير أولية لدعوة الإصلاح الديني في مصر. لكن الملاحظ أن دعوة بن عبدالوهاب لـ«إصلاح ديني» ارتبطت بهاجس الاستقلال عن الأجنبي العثماني، بدرجة يتعين الكشف عنها عبر المنهج التفكيكي في قراءة الأحداث. ولعل الأمر هنا يختزن «خطاباً» رمزياً غير معلن يقوم على عدم الاعتراف بما كان قائماً في شبه الجزيرة العربية.

وحيث إن شبه الجزيرة العربية تواجه الآن خصوماً وأعداء من الغرب والشرق، فإن ثمة حاجة للتمييز التاريخي بين الثروات والطاقات الكبرى التي تمتلكها هذه المنطقة، وبين الأبعاد الرمزية والدينية، بحيث نضع أصبعنا على موقع الانطلاق: متابعة للإرهاصات الإصلاحية الدينية بالتشابك مع تعميق اتجاهات التحديث والتطوير الحضاري عبر أجيال جديدة من الشباب. أما المسوغات الكامنة وراء ذلك فأهمها الاستمرار في التطوير والتحديث، ذلك لأن المطلب الحالي لـ«الآخرين»، في المحيطين الإقليمي والدولي، إنما هو استنزاف العالم العربي بأجمعه، وهذا ما يتحتم أن تبدأ مواجهته الآن وليس غداً، وهو ما قد بدأ فعلا.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»
- «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»
- يوم حشر سوري عالمي!
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - استحقاقات راهنة