قراءة شعرية في مجموعة الشاعر جواد غلوم حب امتناع لامتناع

احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 4959 - 2015 / 10 / 18 - 14:30
المحور: الادب والفن
    

صدرت عن دار امل الجديدة المجموعة الشعرية للكاتب والشاعر جواد غلوم في كتاب ب138 صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على32 قصيدة متنوعة تحاكي مختلف جوانب حياتنا المضطربة في بيئتنا غير العادية والتي تطالها المتناقضات والصراعات والكاتب جواد غلوم معروف بكتاباته الصحفية اللامعة وله بصمة في عدة صحف عراقية معتد بها ومن خلال قراءتنا له نعترف ان اسلوبه الشعري يختلف كليا عن تكنيكه الصحفي وربما يكون الحال طبيعيا لاختلاف النمطين ووجهتهما فالكتابة الصحفية تطلب معايشة للإحداث وتسليط الضوء على الحياة اليومية بكل اختلافاتها مع تلمس نبض الناس والتقرب منهم لاقتناص نفس الحقيقة بينما نرى في كتابة الشعر النزوع للفر دانية و والتعبير عنها بمجسات الاستشعار الوجداني وبما يحيط بالشاعر من اختلاجات عاطفية وسيكولوجية تحكمها طبيعة المجتمع او البيئة الحاضنة له و التي يعيش فيها ويتفاعل مع ما تفرزه من انبعاجات وإحداثيات تشكل مدخلا للتفاعل معها والتعبير عنها بشكل جميل وأنساق من المفردات العذبة والتي تسمى شعرا واستطاع الشاعر غلوم ان يوظف قدراته الابداعية ومهاراته في التوصيف في هذا الكتاب من خلال قصائد تلامس شغاف القلب من جهة وأيضا البحث عن جدل العلاقة بين المكان..الوطن ..البيت ..ألحبيبة بتشعيباته الرومانسية والأخلاقية ويحاول الشاعر ان يحاكي واقعه من خلال منظوره الشعري وإحساساته العاطفية والوجدانية غير بعيدة عن الاستدراك العقلي في طرح التساؤلات وعن ما يدور في مساحتنا المكانية والزمانية وتجدر الاشارة الى تنوع تركيبه الشعري من خلال قصائد تعتمد الانماط المختلفة فتارة يغني لنا نظم حر ومرة بشعر التفعيلة ومرة نثرا مفعما بالحيوية كلها خيارات من اجل تزويق المعنى وجعل القارئ يستدرك ثيمة المنجز الابداعي وتمكنه من الحضور والقبول لديه و الذي يبحث عما يجعله يعيش الحالة النفسية في مشهد القصيدة وان يكون مرحا ومنبسطا ويتعايش مع تطريب القصيدة وأجوائها الساحرة والانطلاق لفضائات رحبة من السمو والارتقاء
سادتي انتم نجوم ... وأنا الاخير رتبه
سحنتي شوهاء كالقار... ووجهي فيه ندبه
عشت ردحا في هوان ... ارتجي عدلا وحسبة
لا اطال الشامخ العالي... ولا امسك قبة
لم اكن يوما اريد الفوز ... او اصعد حلبة
عشت في الدنيا وحيدا... لا ارى الاجماع غلبة
قسمي مثل أبقراط ... اذا مجد طبه
هذا انموذج من قصائده الكثيرة حيث يتقن التوصيف الذاتي والمخاطبة بجمل محبكة قادرة على التأثير في المتلقي لم تكن مجرد عبارات دهماء انما لها كينونتها وقيمتها الاخلاقية وهي تتجانس مع الافعال بمتراكمات الماضي والحاضر تعكس فلسفة الشاعر واغتراباته ومكابداته مع تصوراته الذاتية التي يرسمها بمخيلة مدهشة وروح ثاقبة

جواد غلوم
شاعر وكاتب صحفي وأكاديمي عراقي من مواليد النجف /1949
لديه مجموعتان مطبوعتان
-حكاية الميمك الحزين /دار ناشرون –لبنان
حبال لأرجوحة متعبة /دار الغاوون -لبنان

#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات