|
الشهيد عمار
احمد جبار غرب
الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 12:44
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لازالت الانفجارات مستمرة ولازال العراق يعوم في بحر من ألدماء دوي المدافع لن يتوقف في الجبهات المتعددة وهي تروم الخلاص وانين الجرحى يتلى في كل شارع وحي ومدينه والضحايا بالعشرات ،تلك فاتورة ندفعها يوميا من دماء ابنائنا وهذا دليل ماساتنا و لازالت المفخخات تسرق ارواحنا بلا ذنب او جريرة ارتكبناه لا احلام فوق مستوى الخيال نريد، فقط ان نعيش ونحيا كما البشر في كل مكان، لكن خفافيش الظلام والقتلة المأجورين يأبوا الا ان يستمر النزيف وفي كل اسبوع لنا حفلة من دماء تسقي الشوارع ،رجال ،اطفال ، مثقفون نساء هل هي ضريبة وجودنا ؟وفي الاسبوع الماضي خطفت احدى الانفجارات التي وقعت في الكرادة احد دعاة السلام ورئيس معهد الحرب والسلام في لندن الشهيد الراحل عمار غالب الشاهبندر هذا الانسان الجميل الهادي المبتسم دائما كان في رحلة من لندن الى بغداد لزيارة وطنه بعد ان اعياه الحنين للأهل والأقارب والأصدقاء وأيضا اصدقاءه الاعلاميين ولم يدر بخلده ان سيكون احد الضحايا وفي اليوم الثالث لرحيله اقامت مؤسسة برج بابل للتطوير الاعلامي وهي منظمة مستقلة بحفل استذكار على ضوء الشموع والموسيقى الحزينة قدم خلالها الشعراء احمد عبد الحسين وحميد قاسم وصابرين كاظم قصائد رثاء لهذا الاعلامي الراحل وأيضا قدمت الشابة سارة ادم اغنية مملوءة بالحزن واللوعة اثارت انتبه الحاضرين كماقدمت فرقة موسيقى (حلم) مجموعة من الاغاني والموالات تنشد للحب والسلام وللعراق ارضا وشعبا وسماء والثبات من اجل استمرار الحياة وديمومتها رغم كل الجراح التي نعاني منها يوميا وقد حاولت في تلك الامسية الحزينة ان اسلط الضوء على الشهيد الراحل من خلال استذكار اصدقاءه ومحبيه في كلمات وما عرفوا عن عمار الاعلامي النشيط كونه انسان يحمل رسالة حب وسلام لكل العراقيين وللعالم اجمع وفي احد زوايا الباحة التي اقيم عليها الاستذكار التقيت بالأستاذ زياد العجيلي مدير مرصد الحريات الصحفية وقد حدثني عن الراحل قائلا..(انا اعتقد ان العراق قد خسر عمار وهو كان يحمل رسالة سلام زار كل اوربا ولندن واتى هنا الى العراق وفي ذهنه اهداف وطموحات نبيلة وكان يسعى ان يبني مؤسسات حقيقية تهدف الى اشاعة روح المحبة والسلام للعراق لكن يبدو من يبحث عن السلام تأكل الحرب وقبل ان يحقق مبتغاة ) ثم تحث المحلل السياسي والباحث امير جبار الساعدي عن دور الراحل في نشر قيم جديدة رغم الفترة الزمنية القصيرة قائلا( لقد كان استشهاد الناشط المدني والإعلامي عمار الشابندر عملية مفجعة ليس للوسط الاعلامي العراقي وحسب انما حتى الوسط الاعلامي الغربي والعربي الذي نشط فيه بشكل كبير ولم ينشط في مجتمع معين ولا في دين او طائفة او مكون بل كان نشاطه يشمل نسيج وكل اطياف الشعب العراقي الذي اصبح فيها معهد صحافة الحرب والسلام هو مدرسة حقيقية لمعنى السلام لقد كان باسما ومبشرا بتعايش سلمي وبحراك شعبي كبير ان يجتذب كل مناطق العنف التي قد صنعها ومع الاسف الشديد الكثير من الساسة الذين عملوا كيف يصنعون الفرقة بين ابناء الشعب العراقي حاول الراحل عمار الشاهبندر من خلال كادره ومعهده الذي نشط فيه ان يجمع هذا الشتات ليقول للعالم ان هذا البلد مازال حاضنا للحضارة والتراث وبالإمكان ان نزرع البسمة مرة اخرى من خلال السلام والتعايش الحقيقي من قبل اطياف الشعب العراقي ثم قالت الناشطة المدنية ذكرى سرسم معاون مدير مؤسسة برج بابل حول هذه الامسية (الشهيد عمار الذي يعد احد الداعمين لهذه المؤسسة هو احد ضحايا العنف المستشري في البلاد جراء تفجير ارهابي وهذا الارهاب الذي لا يميز بين شخص وآخر وبين فئة وأخرى انما هو ارهاب اعمى بكل المقاييس يستهدف الجميع وعلينا الوقوف ضده بكل الوسائل لأنه استهداف وجود واستهداف حياة نناضل من اجل ان تكون جميلة فيها المحبة والسلام والأمان وهذا الاستذكار هو رسالة سلام للرأي العام المحلي والعالمي نطالب فيه بوقف نزيف الدم المستمر يوميا في العراق ثم قال الاعلامي مصطفى الركابي مسؤول العلاقات العامة في راديو دجلة حول علاقته بالراحل وذكرياته عنه (الصديق والأخ الشهيد عمار الشابندر كما عرفته منذ اكثر من اثنا عشر عاما له مواقف كثيرة لكل من الاصدقاء والأحبة والزملاء انا شخصيا ومنذ سنوات كما اسلفت سابقا الرحمة له منذ اسبوع اتى للعراق من لندن لإطلاق مبادرة السلام وكنا حاضرين في فندق المنصور ميليا ومؤسف حقا ان يطلق مبادرة السلام وكان هو اول الغائبين عنها ونحن الان في مؤسسة برج بابل وقبل اكثر من خمسة ايام وتحديدا يوم السبت الموافق 2/5 كنا متواجدين هنا حيث كانت تقدم فعالية ثقافية وافتتاح معرض للفن التشكيلي وعزف للموسيقى ضمن المنهاج العام وكان اخر لقاء بيننا الله يرحمه وانا من عادتي دائما اوثق اللحظات بالصوروللاسف في ذلك اليوم لا اعرف سبب عدم توثيق تلك اللحظات ربما هو الزمن التعيس وشعرت بالخيبة لعدم توثيقها وهو كان اللقاء الاخير لكنه سيبقى متجدد بين ارواحنا وفي ذاكرتنا وعمار جاء ليطلق رسالة سلام ونحن نعاهده اننا سائرين بنفس النهج ونكمل ما بدئه وإيصالها الى ربوع بلادنا والعالم كان انسان مهني وخلوق وطيب وأنا في هذا الاستذكار اعزي نفسي واعزي الجميع باستشهاده ) ثم تحدث احد اصدقاءه عازف العود فهد عبد الرحمن عن الراحل وعن دوره في الحراك من اجل السلام قائلا (عمار الشابندر خسارة لكل العراقيين والاعلام العراقي ومجموعة حلم ووتعتبر هي اول فرقة تحظى بدعم عمارحيث كان اول البوم من انتاج معهد صحافة الخرب والسلام والاستاذ عمار هو مدير المعهد وهناك مواقف عديدة بيننا وهو رجل عظيم بعطاءه باسلوبه وبساطته وفي الفترة الاخير وقليل اسبوع من وفاته التقينا في فندق المنصور وقال لي صديقي فهد انا معروض علي ان اكون مدير المعهد في بيروت او في تونس وهناك تكون الحياة افظل من حيث الامان وحياتي مستقرة وعائلتي مستقرة ولكن هنا كثير من الناس تحتاجني وان اكون متواجدا حتى اقدم الذي استطيع ان اعمله وهناك دعم موجود من بريطانيا فلماذا لا نساعد اصدقائنا الذين يستحقون الدعم وهو رغم استقراه في بريطانيا ولآخر لحظة من حياته يحاول ان يرجع الى هنا لمساعدة الشباب اصحاب المواهب والإمكانيات من الذين لديهم الرغبة في خلق شيء جميل لوطنهم وإنسانهم وكان بإمكانه ان يصنع شيئا مفيدا لنا ونحن نحاول من خلال هذه الحفلة ان نستذكره بموسيقانا فقد كنت روحه تعشق الموسيقى كما هو حب الحياة بقيمها الحضارية الجميلة ونتمنى ومعي هذه الفرقة ان نقدم شيئا بسيطا لأجل روح عمار التي لازالت تسكن قربنا وفي مخيلتنا ثم تحدث المصور الصحفي كريم الدفاعي عن الشهيد الراحل عمار الشابندر قائلا (بقلوب مليئة بالحزن ودموع لازالت تنسكب على فقدان هذا الشاب الجميل الذي تحمل افكاره كل محبة وخير لجميع الناس وعندما سمعنا خبر استشهاده هزنا الخبر ولم نكن نصدق وهو الى وقت قريب كان بيننا ونحن نقول للخونة والأنذال ممن يمتهنون قتل الناس بتفجيراتهم البشعة اننا سنستمر بأهدافنا الانسانية النبيلة والتي استشهد عمار من اجلها ولآخر نفس منا ونحن نعاهد روحه التي حلقت عند بارئها بأننا سنكون محبين لرسالة السلام والمحبة وهذا الوطن العراق ،نقبل تراه ونقدس حضارته وتراثه ولا يمكن ان نفرط به مهما عمل الغادرون) وهكذا اسدل الستار على شخصية محبة تعشق الجمال والحياة وكانت في جعبته الكثير من الاشياء حاول ان يقدمها لوطنه وأبناءه من خلال عمله الاعلامي لكن لم يمهلوه فوقع صريعا بتفجيرهم الاحمق حاله كحال آلاف العراقيين الذين قضوا على هذا الدرب النبيل درب الشهادة
#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتهاك حقوق الطفولة
-
الفصلية ..عرف العشيرة يحجم دور القانون
-
تجمع الفرق المسرحية الاهلية بين الواقع والطموح
-
الفن التشكيلي ثقافة وضرورة
-
محنة اهلنا الايزيديون
-
قليل من الضمير ياسيادة الوزير
-
اياكم ايها السياسيين
-
وطني ..حبيبي
-
الفلوجة وعاء الدم
-
من اجل حرية صحفي
-
صباحنا الجديد ليس جديدا
-
الكتابة عشق
-
الارهاب تحت المطرقة العراقية
-
سيد بغداد
-
الاصوات النشاز
-
العيون السود..خذوني
-
السادية في الشعر
-
في حظرة الامريكي القبيح
-
الأسلوبية النقدية رؤية جماليه بمنظور أكاديمي
-
احباطات الواقع وخيار الرؤيا
المزيد.....
-
عام على الحرب في غزة.. ماذا تقول الأرقام عن البشر والحجر؟
-
فيديو طائرة دون طيار يظهر الدمار بجنوب لبنان جراء الغارات ال
...
-
-خلال ساعة واحدة-..الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق أكثر من 100 ص
...
-
بيروت ست الدنيا نعم.. أما صور الجنوبية فلها طعمٌ آخر
-
توصية باستخدام الوسائط الرقمية للأطفال خلال القراءة، ما أهمي
...
-
جونسون يصف شقة داونينغ ستريت بـ-وكر لتعاطي المخدرات-
-
لافروف يستفسر هل توجد في أرمينيا ظاهرة Quadrobers
-
بريطانيا تفرض عقوبات على قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي وال
...
-
السيسي يتحدث عن 3 أهداف لمصر منذ 7 أكتوبر 2023
-
قادة بلدان رابطة الدول المستقلة يلتقون في الكرملين تمهيدا لل
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|