احمد جبار غرب
الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 23:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اطل علي بعتب خجول وأنا مستغرق النظر الى صور الهائمين على وجوههم في الجبال متأملا المشهد ومتألما للمشهد مجاميع من النساء والأطفال والشيوخ يفترشون التراب ولا يريدون سوى ألحياة بأسوأ صورها بعد ان اقتض مضاجعهم الارهاب الجبان ..التفت الى صاحبي مستفهما عن بواعث عتبه قال لي استاذ احمد لماذا لا تكتب عنا نحن الايزيديون ونحن نعاني من الموت كل ساعة ودقيقة .. لقد سرقوا حياتنا وكل ما نملك وبالأمس ذبح اكثر من 350 مواطنا ايزيديا لا ذنب لهم او جريرة سوى انهم مختلفون في الديانة ، صعقت من خبره !كيف يذبح هؤلاء الناس كالدجاج في مجزرة بشرية ولا يستثنى منهم الاطفال والشيوخ بل ولماذا يقتلون ..لم اتمالك نفسي بعد ان حدثني بأسى عن مكابدتهم ولوعتهم في التيهان في العراء وليس لديهم مأكل او ملبس .. لم استطع حبس دموعي رغما عني في محاجر عيني وشهقت لربي ان يرحم هؤلاء عصرني كلامه واضمحلت شخصيتي امام هذا المشهد الدامي .. قلت له بعد ان هدأت قليلا وماذا عساني ان اكتب عن هذه الاهوال والرزايا والمظالم وهل تستطيع المفردات والجمل ان تعينني في التعبير عن مأساة بحجم وطن يتعرض لها اهلنا في في كل مكان ..قلت له انت اخي وصديقي انا اشعر بكل ما يحصل لكل العراقيين لاني انسان اولا وقبل فترة تعرض المسيحيون الى التهجير والتسليب من قبل عناصر داعش لم اكتب عنهم !وتعرض الجنود في قاعدة سبا يكر الى عملية قتل جماعي ولم اكتب عنهم ويتعرض اهلنا في المناطق المستباحة من العمليات العسكرية من كل اتجاه ولم اكتب عنهم قلت له ياأخي الدم العراقي واحد اينما يسفك ويمتهن نحن ابناء وطن واحد لا نشعر بقوتنا ألا من خلال وحدتنا في مشاعرنا وأحاسيسنا نحن نبكي الكردي والمسيحي والايزيدي والسني والصابئ وكل مكونات العراق وأطيافهم كل هؤلاء هم ابناء هذا الوطن لا استطيع ان احدد مشاعري اتجاه مكون على حساب اخر لان في ذلك قتل لروح المواطنة وضيقا في التعبير عن المشاعر وإذا كتبت سأكتب عن الدم الذي يوحدنا وعن الانسان العراقي مهما يكن دينه او عقيدته ..نعم صديقي كل العراقيون يعانون ويحلمون في اليوم الذي لا يسقط فيه شهيدا واحدا ..اتالم لكل ما يعانيه هؤلاء الضحايا وأشارك احزانهم ولأفرق في دماء يعضهم لا نهم من فصيلة دم العراق العظيم
#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟