أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد جبار غرب - الارهاب..احد اسلحة الدمار الشامل














المزيد.....

الارهاب..احد اسلحة الدمار الشامل


احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 20:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعل العمليات الاجرامية التي حدثت في اوربا ابان الحرب الباردة بين القوتين العظميين كانت تعطي رسائل ضغط على كل السياسيين بتغيير منحى سياساتهم وإدخال عنصر الاصلاح في برامجهم السياسية رغم انها لم تكن من الجسامة والإيذاء مثلما تحصل الان او حصلت في اوقات سابقة من القرن العشرين ورغم ان الاعمال الارهابية التي حدثت والتي تبنتها قوى المعارضة السياسية في اوربا لم تكن بالحجم المهول لكنها تمتلك مقومات التأثير على الواقع السياسي وتغيير بوصلة الاتجاهات السياسية وقد حققت البعض اغراضها السياسية في كسب الجمهور والسلطات الى مطالبيها كما في المملكة المتحدة حيث خاض الجيش الجمهوري الايرلندي السري حربا شعواء من اجل قضيته العادلة في الاستقلال والاعتراف به وكانت مجمل الاعمال العنيفة قد اكدت ان التطرف لأوطن ولا حدود له فهو ينبت في كل الأصقاع ويمارس على نطاق واسع وبالتالي كان العنف رغم كونه محدودا إلا انه يتصف بالتهذيب في ممارساته وكلنا نتذكر بان الجيش السري الايرلندي كان يبلغ الشرطة المحلية عن القنابل التي يزرعها قبل انفجارها ولما سآلو لماذا تفعلون ذلك اجابو بأنهم لا يريدون قتل الابرياء وإنما يريدون توصيل رسائل الى النظام الحاكم و لكي لا تلحق ضررا بالأبرياء وبالتالي تشوه معالم النضال الثوري الذي يسعى الى تحقيقه في اوساط المجتمع البريطاني ولا توجد مقاربه بين الارهاب الذي يمارس اليوم والذي يهدد البشرية جمعاء بالفناء وبين العنف الممنهج والمسيطر عليه سابقا وقد اتخذت الاساليب الارهابية في وقتنا الراهن اساليب وحيل من اجل الاطاحة بأكبر عدد من الضحايا ومن الناس الابرياء الذين ليس لهم ذنب او جريرة لكي يعاقبوا بالقتل الجماعي وبما يسمح لنا ان نؤكد ان غاية الارهاب هو زرع الرعب الاجتماعي والإبادة الجماعية وخلق التوترات بين ابناء المجتمع الواحد لكي ينفذ بمخططاته الشريرة الى داخل المجتمعات ولتنفيذ اهدافه السياسية المطلية بواجهة دينية والتي غالبا ما تكون غاية لاستدراج الناس ذوي الوعي المحدود والذين يعانون من التخلف والعقد المرضية وما يجري في ارجاء المعمورة من عنف ودمار يزكى بأطر دينية وتدعمه اجندات اقليمية خبيثة بالمال والإعلام والعدة والعدد وكما يحدث في العراق وسوريا ومصر وتونس وليبيا وغيرها من البلدان ان حجم الدمار والعنف الذي تسببه تلك العصابات الارهابية والإعداد الهائلة التي تقع يوميا جراء ممارساتها في وطننا الجريح العراق تجعل من الوضع القائم حاليا بؤرة للإخطار والتحديات للعالم كله لان اخطبوط الشر ومافيا القتل تنتشر بسرعة عبر حواضن لها في كل مكان فلا غرابة ان تمتد تلك الخيوط الى امريكا او بريطانيا او روسيا وتعبث بالأوضاع الداخلية لتلك البلدان وبما يهدد امنها الاجتماعي للخطر ومن هذا المنطلق يجب مواجهة الة الشر هذه بإجماع عالمي واضح وشفاف وليس اجتزاء ما هو مصلحي ونفعي لبعض الدول المستنفذة وإغلاق الابواب امام اجتثاث هذه الظواهر الهدامة ومحاربتها بكل السبل لتخليص البشرية من ارهابها وسطوتها ان اعتبار الاعمال الارهابية جرائم ابادة جماعية ضد الانسانية امر حري بالمناقشة والقبول لكون ما يقع من ضحايا نتيجة هذه الاعمال كبير جدا ولا يمكن السكوت عليه واذا كانت اسلحة الدمار الشامل تعطي الحق بمحاربة من يمتلكها لقوة تدميرها وضخامة تأثيرها فمن الاولى محاربة الاعمال الارهابية وباعتبارها سلاح للإبادة الجماعية وينبغي على الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي اصدار التشريعات التي تجعل من الارهاب جريمة منظمة وضد الانسانية وكما ادانت سابقا النازية والفاشية وغيرها من الحركات ألعنصرية ان سقوط الابرياء في كل يوم على مرأى ومسمع العالم امر مخجل جدا دون التحرك وإيجاد حلول لهذه الافة الخطيرة وينبغي على الدول الكبرى محاربة هذه الاعمال والتصدي لها بكل شجاعة وعزم حتى تتخلص البشرية من اثارها ولعل ما يقوم به شباب عراقيون من حملة عبر صفحات التواصل الاجتماعي باعتبار الاعمال الارهابية جرائم ابادة جماعية هو مستوى من النضج الواعي لمخاطر هذه الجرائم واستدراك نتائجها على كل المجتمع العراقي لهو جدير بالتحية والتعاطف والتأييد وفي الوقت نفسه مطالبة القوى المؤثرة في العالم من النظر لهذه المسالة بواقعية اكثر لما تشكله تلك الاعمال من تداعيات على كل المنظومات والشرائح الانسانية من الطفولة والمرأة وبنى المجتمع التحتية ..ان مجرد الوقوف جانبا رغم كل هذه التحديات تشكل وصمة عار في جبين الانسانية..ان الصمت اذا لم يكن تواطئا مع هذه الاعمال الارهابية فهو جبن وانحدار لمستوى الحضيض ومسمار يدق بقوة في نعش انسانيتنا



#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الاسلام السياسي تكمن ماساتنا
- ظهورالوحش الطائفي والسجود للشيطان السلفي
- اسلوب الكاتب بصمته
- في ذكرى يوم الطفل العالمي.. تطلعات وامال لاطفالنا
- الحفر بالكلمات
- ناهدة الرماح
- حرية الصحافة في خطر
- خيالات
- بغداد عاصمة الثقافة العربية
- حوار مع السيدة شميران مروكل سكرتيرة رابطة المراة العراقفية
- قادمون يابغداد
- لقاء قنديل والمالكي والهاجس الليبرالي
- حوار مع الفنان حسين كاكائي (فن الكرافيك واحتضان الواقع)
- العري المقدس والشرف العربي
- فرح
- آل سعود والحرب على غزة
- ملتقى الخميس الابداعي يحتفي بالقاص نعيم مهلهل في اتحاد الادب ...
- صبيحة شبر ..عطاء متجدد
- ملتقى الخميس الابداعي يحتفي بالفنانة عواطف السلمان
- الوجه الاخر للقوة


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد جبار غرب - الارهاب..احد اسلحة الدمار الشامل