أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - صبيحة شبر ..عطاء متجدد














المزيد.....

صبيحة شبر ..عطاء متجدد


احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 21:55
المحور: الادب والفن
    


في السرد يحاول القاص ان يعبر عن حالات أبطاله الإنسانية أو مشاكلهم الواقعية ، من خلال تجميع الصور الذهنية المخزونة في ذاكرته وتوظيفها في خدمة الفعل الدرامي للحدث ، وهو قطعاً لايستطيع تصوير الفعل إلا بهذه الطريقة ويكون ملزماً بها ،وللتخلص من إشكاليات الحوار أو الأفعال المستنبطة للحكاية التي يرويها وهو قادر على إتحاف القارئ بالدهشة المتوخاة والمتابعة الرشيقة للحكاية من خلال إثارة تحريضية بالتساؤلات أو الأفعال التي تعكس جو القصة أو الموضوع المطروح ، ولعل القاصة صبيحة شبر والمهتمة في البناء السردي لقصصها تحاول الوصول بناء إلى تلك النقطة ، وهي الاستشفاف والبحث عن الواقع من خلال شخصيات غاضبة أو مستكانه أو مستلبة تسعى للوصول إلى الحقيقة بالوسائل التي تمكنها من فهم الحالة المراد معالجتها، وهي متمكنة في الحيز اللغوي الذي تمتلكه وخلق المفردة التي تلاؤم السلوك السيكولوجي للشخصيات ، وهي خريجة اللغة العربية كلية الآداب وربما يكون الوضع السياسي الذي مرت به قد ترك بصمة في اغلب إعمالها المليئة بالشجن والحس الإنساني في أنها تبحث عن العلاقات الخلاقة وسط المجتمع المتدهور المليء بالتناقضات والذي يحاول سحق منظومة الجمال والحب لتبلد بعضاً من شخوصه وتسلط البعض الأخر ، أنها رهافة حسها ودفقها الإنساني ولعل أصعب حالة يمر بها المرء هو كيفية الولوج لقاع الروح وخبايا الذات في شخصيتنا الإنسانية واكتشاف العاطفة المهذبة ورومانسية الفكرة الواقعية التي تكتنفها ، وهذا ما تعمل من اجله القاصة صبيحة شبر في اغلب إعمالها منذ ان صدرت لها مجموعتها الأولى (التمثال)من مطبعة الرسالة في الكويت عام 1976الى مجموعتها الثانية التي صدرت عام 2005 من وكالة الصحافة العربية في مصر وعنوانها (امرأة سيئة السمعة) ، ويمكن القول ان العمل القصصي هو تشذيب للواقع وترجمة للسلوك ومحاكاة بدقة متناهية من خلال الفعل والحركة أو الحوار ، ويمكن للكاتب أو القاص ان يعطي اجمل الثمار من إبداعه الأدبي كلما كانت المحاكاة طبيعية وقريبة من جذورها الواقعية ويبقى له الكثير من الإضافات لانجازه الأدبي بحيث يرتقي سلم التفرد الخلاق في مايحبك من جنسه الأدبي ، وهو يراقب بأمانة الطبيعة الإنسانية وتجسيدها في صور شتى منها ماهو ايجابي ومنها ماهو سلبي ، بعد إن يتم تصوريها من خلال الفعل أو الحركة أو الحوار والمرونة التي تتعامل بها مع المفردة لها وقع جميل على النفوس
وفي مجموعتها القصصية الأخيرة المعنونة (لست أنت )الصادرة عن دار ضفاف للنشر والطباعة لعام 2012تحاول التحرك من خلال محاور العائلة والبيئة القريبة منها ، لكي تصطاد الشخصيات وتفعلها وتحاول استدراج سلوكها السلبي أحياناً في دائرة الصراع القائمة مع ذاتها ومع محيطها الاجتماعي ، وهي تعطينا أمثلة لذلك وقد نجحت في جعلنا ننشد لمتابعة فصول قصصها المتأنية إلى أخر كلمة منها ولعل اللغة الزاخرة التي تستخدمها وطيف المفردات وتشعبها تعطينا طمأنينة خاصة اتجاه العمل وبلورة فكرته باتجاه المضامين التي ينشدها النص، وسبر أغواره ولغة السرد ليست عملية سهلة إنما تخضع للتقييس والمماحكة ،ويتطلب جهداً كبيراً ونفساً مضنياً لإيصال القارئ إلى الذروة ، وهذا ما تعمل عليه القاصة المبدعة صبيحة شبر التي ولدت في كربلاء وعاشت ازدواجية المقدس الروحي والفكري معا وهي تحاول التوفيق بينهما وإزالة بعض الشوائب التي علقت ما بينهما



#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملتقى الخميس الابداعي يحتفي بالفنانة عواطف السلمان
- الوجه الاخر للقوة
- ملتقى الخميس الابداعي يحتفي بالناقد العراقي شجاع العاني
- انتعاش القاعدة في ظل الفخاخ الامريكية
- دولة السطو على القانون
- الابداع والتوريث
- خبراء الشريعة ...االموسوغ والهدف
- سحب الثقة ام سحب البساط
- بين(الهجع) والسامبا شجون
- كيف نخرج من المأزق؟
- تساؤلات غير بريئة
- حلالس وحرامس
- حفل تكريمي
- (لا املك أجنحة لكنني احلم) قراءة في مجموعة الشاعرة أطياف رشي ...
- واقع السينما امس واليوم
- احتجاج
- سركون بولص بين الاغتراب والحداثة
- كسوف شمسنا
- خريفنا وربيع لارا لوهان
- مذكرة قبض قضائي ونقض كردستاني


المزيد.....




- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟
- حلم مؤجل
- المثقف بين الصراع والعزلة.. قراءة نفسية اجتماعية في -متنزه ا ...
- أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بع ...
- باسم خندقجي: كيف نكتب نصا أدبيا كونيا ضد الإستعمار الإسرائيل ...


المزيد.....

- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- پیپی أم الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - صبيحة شبر ..عطاء متجدد