أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - السادية في الشعر














المزيد.....

السادية في الشعر


احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


في قضايا الادب والفن يستوجب على صانع تلك الاشكال ان يلتزم بالخطاب الانساني والتي من اجله انبثقت الفنون والآداب وهما خلاقة جمالية ابتكرها الانسان ليعبر عن طقوسه المميزة والمتفردة والتي يسمو بها في هذا الكوكب اذن الادب والفن رسالة انسانية نوظف من خلالها رؤانا وأفكارنا وإبداعاتنا لتشكيل منظومة جمالية غاية في الرقي والعظمة تخدم الانسان وتجعله يتمتع بذائقة وسمو عاليين وغالبا ما ينجز المبدع او المثقف مشروعه الثقافي ضمن اطر اجتماعية ومعطيات الواقع الذي نعيش فيه لكي تعطي ثمارها ونتائجها المرجوة فمن الغريب ان يكتب روائي قصة وضمن المحيط الواقعي خارج اطار هذا المحيط ربما يستل شخصيات وأفعال او مشاهد تغطي حدثا او وصفا او فكرة لكن ان يتحدث عن خارج المألوف والسياقات المرتبطة بهذا الواقع فيعطي الانطباع لدى القارئ بعدم الجدوى في ذلك بل والعبثية احيانا صحيح اتاحت لنا الحرية ومفاهيم الحداثة المتحضرة ان نلج وبكل قوة وإصرار جدار الغير المعقول وخارج سياقات المنظر الواقعي الذي نكتسب منه قدراتنا وأفكارنا وحاجاتنا ولعل البعض منهم قد توغل كثيرا في ذلك الى ابعد مدى وتجاوز على ما يعرف بالتا بوات او المحرمات وهذا الجانب مباح ومحفوظ الحقوق الملكية في المجتمعات الديمقراطية والتي اكتسبت شروطها السائدة والمفاهيم المتعلقة فيها خلال مئات من السنين فكان ذلك امرا طبيعيا ينتقد فقط على التقنية التي يعمل عليها او على فنية العمل الابداعي وشروطه اما الفكرة فهي محاطة بصك الحرية الذي لا يكسر او يخترق اطلاقا بل هو تابوا لا يمكن التجاوز عليه كما ذلك واضحا في الافلام والقصص والروايات التي تتحدث عن المسيح وعن القديسة العذراء وعن يوسف وغيرها الكثير بل وفي بعض الافلام يوجه الانتقادات لشخصية البطلة والتي تشكل محرما تناولها بسلبية او نقد .. وفي مجتمعاتنا العربية الابداع والانجاز الثقافي وكل اجناس الادب والفن تحت الوصاية الرسمية والاجتماعية وإذا كانت الشركات او المؤسسات الغربية تدعم مشاريعها الثقافية ولا تفكر في الخسارة اطلاقا فتصرف مئات الملايين و الكثير من الاموال لكي تتمكن من ايصال الصورة الابداعية للمتلقي بشكل كامل
وتقنعه بالفكرة والعمل الذي يشاهده او يقرئه لكننا في العالم العربي خاضعين لمزاج السلطة ورقابتها وأيضا لبعض الواجهات الثيقراطية وللتقليد الشعبية وطقوسها الدينية ولهذا تظهر اعمالنا من حيث الكم كثيرة لكنها شحيحة من حيث النوع و طابعها الابداعي والجمالي فاغلب الدول العربية ومنها العراق لاتساهم في مشاريع ثقافية بالأموال ألا أذا كانت تخدم مصالحها او تلميع من صورتها ويظل المبدع العراقي بين نارين نار تكويه لأنه عاجز عن تحقيق احلامه في انتاج عمل يرتقي لأعلى مستوى نتيجة الظروف المادية ونار المنظومة الاجتماعية السائدة والعائمة على التقاليد لكن مع هذا هناك اصرار بخلق المنجز الراقي رغم كل الظروف وأعود للموضوع الاساسي وهو ضرورة التزام المثقف والمبدع ايا كان اشتغاله بمسلمات لا ينبغي الغائها او التجاوز عليها طالما هو ينتمي الى هذه البيئة والمحيط وينطق ويكتب باللغة التي نشأ وترعرع عليها وفي الاونة الاخيرة صدرت قصيدة للشاعر الكبير سعدي يوسف والذي يعيش في المهجر قصيدة اساء فيه الى الرسول اولا والى السيدة عائشة زوجة الرسول بما لا يمكن تحمله وهي بمثابة محراث لتهييج مئات الملايين من المسلمين بكل فصائلهم ومحاولة اثارة فتنة بين العراقيين ونحن نصارع من اجل ان لا يحدث هذا بل ولازال يسقط العشرات كل يوم نتيجة ظاهرة التطرف والغلو في في فهم بعض المفاهيم ولا اعتقد ان العالم والحياة قد خلت من المواضيع لنأتي الى هذا الموضوع ونفرشه على بساط من جمر وصحيح ايضا انه عبر عما يدور في اعماقه وما يستشعر فيه ضمن مجاله الابداعي لكن عليه توخي الحذر من الانشطاط والانجرار الى تلك الاجواء التي تنذر بالأخطر لأنه يقع ضمن المنطقة الحمراء والمليئة بالالغام..ان اي مثقف مهما كانت ايديولوجيته او معتقده يرفض ان تكون تلك الشخصيات متناولة بشكل ساخر ومضحك وشبقي وهي لطالما كانت رموز لا يدنو منها احد مهما كان موقعه نحن هنا لسنا ضد الحرية لكننا ضد الحرية المنفلتة والتي لا تقدر ابعاد نتائجها وتكون وبالا على المجتمع ويبدو ان فهمنا للحرية بشكل سلبي لا يقتصر على عوام الناس وإنما هناك الكثير من المبدعين يجعلون من الحرية سوطا لجلد الناس بأفكارهم ورؤاهم ويفرضون منطقا خاطئا عليهم وتلك ليست رسالة المبدع والمثقف الذي يستلهم القراء بل والأجيال افكارهم الجميلة والمتميزة لتكون لهم نبراسا في حياتهم وبالتالي فهم الرسالة الانسانية للآداب والفنون



#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حظرة الامريكي القبيح
- الأسلوبية النقدية رؤية جماليه بمنظور أكاديمي
- احباطات الواقع وخيار الرؤيا
- في عشية التظاهرة
- مدينة الثورة والواقع الصعب
- الارهاب..احد اسلحة الدمار الشامل
- في الاسلام السياسي تكمن ماساتنا
- ظهورالوحش الطائفي والسجود للشيطان السلفي
- اسلوب الكاتب بصمته
- في ذكرى يوم الطفل العالمي.. تطلعات وامال لاطفالنا
- الحفر بالكلمات
- ناهدة الرماح
- حرية الصحافة في خطر
- خيالات
- بغداد عاصمة الثقافة العربية
- حوار مع السيدة شميران مروكل سكرتيرة رابطة المراة العراقفية
- قادمون يابغداد
- لقاء قنديل والمالكي والهاجس الليبرالي
- حوار مع الفنان حسين كاكائي (فن الكرافيك واحتضان الواقع)
- العري المقدس والشرف العربي


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - السادية في الشعر