الفن التشكيلي ثقافة وضرورة

احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 20:06
المحور: الادب والفن
    

في دعوتنا لحضور هذا الملتقى المتنوع ثمة تساؤلات اثارها عنوان الجلسة والجدل المتوقع في حركة الفن التشكيلي كونه ثقافة ام ضرورة ونحن في العرق وكجزء من المنظومة الانسانية نؤثر ونتأثر بمعطيات الواقع وصحيح ان الفن هو موهبة دفينة في دواخلنا لكنها تستمكن وتحدد ثم ما تلبث ان تظهر وتبزغ لتعبر عن شخصية الفنان وتلاقحه الروحي والمعرفي مع البيئة الحاضنة له ليعطينا فهما فرديا عبر مجسات التقاط للصور الحياتية والفعاليات الانسانية من خلال تفسيره الجمالي للأشياء التي نراها في واقعنا، والحركة التشكيلية في العراق فيها من الثراء والخصوبة ما يجعلنا في موقع متقدم عربيا وعالميا وهذا ليس غريبا فالرواد من الفنانين قد خاضوا غمار تجاربهم بفهم عميق وبأكاديمية تجلت في اعمالهم الكبيرة والمميزة والفنانة غرام الربيعي تحاول اثارتنا من خلال تساؤلاها لنميط اللثام عن تجربتنا الانسانية في الفن التشكيلي الذي تعدى الحدود او الاطار المحلي محلقا الى ابعد مدى في فضاء الابداع والتميز والحقيقة ان الفن التشكيلي هو ضرورة للتعبير عن احساسات عميقة ومشاعر تختلج في نفوسنا نحن لا نرسم بأصابعنا ابدا نحن نرسم بمخيلتنا وتلبية لدهشة الواقع الذي يؤثر فينا ويدنا هي اداة لتوصيل اهداف اللوحة وأبعادها الجمالية وبناء ذوق حسي وانطباع لدى المتلقي في مكنوناته وللفن التشكيلي في كل فروعه بدايات تاريخية فمنذ بدأ الخليقة كان اهتمام الانسان بالتعبير عن ذاته ..هذا الكائن الفيلسوف والمتمرد دائم التساؤل ودائما ما يعطينا اجابات قد تكون قلقة احيانا لجوانب كثيرة من حياته ويعبر عنها بأشكال فنية زاخرة في عمق التأريخ فقد كان الرسم هو احدى الوسائل المعرفية من خلال اعتباره لغة للتفاهم فأبتكر الرموز والدلالات ليؤسس مرحلة جديدة من حياته وهذا ما تدلنا عليه الرقم الطينية القديمة وأيضا فن النحت وجد منذ القدم حيث كانت تصنع الالهة في طقوس التعبد في العالم القديم ، اذن الفن التشكيلي ضرورة وثقافة ايضا فمن خلال اللوحة نستشعر البعد الجمالي للألوان في تركيبها وفي صنع حكايات ومأثورات ممتعة تدخل القلوب وتشعرنا بالانبهاروايضا تثير فينا التساؤلات والتحريض الذهني وهذا الفهم لا ينعكس على اللوحة بل يتجلى في كل فنون التشكيل وفي واقعنا العراقي المعاصر والمضطرب ربما يكون الفنان في وضع قلق للتعبير عن هذا الواقع وهل يحاول ان يتجرد منه ليعطينا فنا خالصا بعيد عن تراكمات نعيشها لتتجسد موهبته ونظرته وإبداعه في حريته في خلق الاشكال او نجعل من واقعنا المرتبك موضوعا انسانيا لصنع عملا فنيا يساهم في التعاطي الايجابي في التعبير عن اللحظات المؤلمة التي نعيشها وتلك هي المشكلة القديمة التي يعاني منها الفنان فهو يريد فنا خالصا لايتاثر في ايديولوجية او موروث سياسي او فلسفي حتى لايتقولب ضمن هذا الفهم ويفقد احساسه الفطري بالأشياء من خلال نزعاته الفردية وإحساساته في التذوق والاستلهام ولكننا كبشر دائما ما نكون انسانيون نتأثر بمعطيات الواقع ونعبر عنه من خلال عمل نحتي او خزفي او لوحة لنخرج انفسنا من دائرة الانا المبدع الى المشاركة الوجدانية في همنا الانساني الواحد

#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات