جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 17:55
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ارهاب النظام المكاني
العالم بنظرة و نظرية مكانية The world order from a
spacial perspective
تجيب زوجتي اذا بحثت عن مكان لوضع اكياس المسواق و سألتها: اين اضعها؟ ضعها في اي مكان تجده فارغا da wo Platz ist اي حرفيا: هناك في المكان الذي تجده. الالمانية بالتأكيد لغة مكانية جدا في نظرتها وعقليتها. لقد كتبت سابقا بالانجليزية عن النظرة الالمانية المكانية:
Spacial German Perspective
و النازية الالمانية كانت مكانية جدا في اغتصاب اراضي الغير.
لا يمكن النظر الى المكان من بعد واحد لان المكان متعدد الابعاد. لا يستطيع الانسان الا ان يعيش في المكان و لكن المكان يرتبط ارتباطا وثيقا وفق الباحثة الاجتماعية الالمانية Ulrike Jureit و نظرية المكان (من زاوية تأريخية و اجتماعية) بالارهاب و الاستعمار و العنصرية و الابادة العرقية. ألا يجب ان يكون ارهاب النظام المكاني العالمي واضحا لنا كلنا عندما نلقي نظرة بسيطة على تقسيمات العالم اليوم؟
لا تعرف الشلالات و الانهار الحدود الا جغرافيا و مناخيا. لا تعرف الطيور حدود صنعها الانسان لتقسيم العالم الى دول لاخضاع شعب لسلطة شعب اخر. لقد بشرتنا الحروب العالمية و الثورات الصناعية و الاعلامية و التوسعات الاسلامية على مساحات شاسعة و الثورات العسكرية بتنظيمات استعمارية سياسية جديدة. تمتاز هذه التنظيمات المكانية بصفة تكثيف المكان و سلبه و الى انتقال شرعية المكان عن طريق الخوف و الارهاب و القتل - الى اسقاط شرعية الطرف الاخر و الابعاد و التهجير.
هكذا تكتسب الحكومات و الدول كالتي تسمى بـ تركيا (الاتراك) و العراق (العربي) و ايران (الفارسي) و المانيا النازية و امريكا (الانجليزية) او ما سمي بـ (العالم الجديد)... و دول كثيرة اخرى شرعية جديدة لم توجد اصلا او شرعية على حساب شرعية الشعوب الاصلية. انظر ماذا عمل انظمة العالم اليوم بديانات عريقة و بشعوب عريقة كالاقباط و التمازيغ و الاكراد في الشرق. لم تتحول هذه الشعوب العريقة الى اقليات فقط بل اسقطت عنها شرعية المكان على ارضها.هل ترى كيف تلاحق الحكومة التركية الاكراد على ارض كردستان الشمالية (لانها تعتبرها تركيا بعد سقوط الشرعية الكردية) و الجنوبية. خلقت التنظيمات المكانية العالمية (حلف الناتو و الوارشو سابقا) شعوبا بلا ارض و ايتاما و لاجئين (مهاجرين) و مبعدين و سجناء ومضطهدين دينيا و عرقيا و قتلى في اجزاء كثيرة من عالمنا و ارضنا..
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟