جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 22:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سؤالا المانيا ام عربيا؟
السؤال هو: هل يمكن ان نتعلم من التأريخ؟ سؤال يسأله كل واحد كل يوم و لكن يكمن في هذا السؤال ايضا الندم مما حدث و فيه نوع من الاعتذار. اصبح هذا السؤال ايضا سؤالا المانيا بامتياز بسبب الحروب التي سببتها المانيا و مشكلتها مع نتائجها المرعبة على الشعب الالماني و الشعوب الاخرى و شعورها بالذنب تجاه الشعب اليهودي بصورة خاصة.
نعم التأريخ هو ثقافة الذكرى - ترسانة حربية مملوءة بالحوادث و مصير البشرية و الشخصيات. يبين التأريخ ما هو ممكن و ما هو غير ممكن. التأريخ هو حجرة التعذيب و التجميل في نفس الوقت. يطلب الشعب اليهودي من المانيا:
اولا تعويضات مالية شبه ابدية لا تنتهي مدتها
ثانيا على الشعب الالماني ان لا ينسى الى الابد ما حدث اي ان على كل جيل تربية الاجيال القادمة على التذكير والشعور بالذنب الجماعي.
ولكن يكمن في الحرص اليهودي على عدم النسيان و التذكير امرا دينيا يهوديا مهما في توراة العهد القديم الا و هو الذكرZachor و انك ترى كيف ان القرآن يكرر بالضبط هذا الامر اليهودي في ايات كثيرة مثل (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر) لدرجة ان الذكر اليهودي تحول الى ذكرا اسلاميا بامتياز.
شخصيا ارى مشكلة في الذي يحول الذكر الى مسألة دينية من ناحية و لكن من ناحية اخرى ينسى بنفسه بسرعة ما ارتكبه من جرائم ضد الانسانية. لقد سيطر الاسلام على مساحات شاسعة - قتل و قضى على ثقافات و هويات كثيرة و لكن دون ادنى اثر للتذكير و الشعور بالذنب بما حصل للشعوب المنكوبة ناهيك عن دفع التعويضات المالية. احدث مثال هو ما اقترفه حزب البعث العربي ضد الشعب الكردي من عمليات الانفال و الابادة الكيمياوية و عمليات التهجير و التعريب دون ان يعتذر الشعب العربي العراقي بالنيابة كاشعب الالماني و يذكّر بما حدث و يعوض العوائل المنكوبة على الاقل ماليا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟