نعمة البعير

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 13:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لماذا تقول العرب (نعم) عند الايجاب و لماذا تتجنب اللغات المحكية (نعم) احيانا في (ايوة و صحيح و زين و اوكي) ..؟ هل لان نعم ثقيل اللفظ في الايجاب و يبدأ بحرف النون حرف النفي في كثير من اللغات؟ لماذا تتفنن العربية في النفي اذن في (لم و لا لن و ليس) مقابل كلمة نعم؟ (نَعَمْ) هو اختصار لـ (نَعٍمَ) الفعل الاصلي و هو من افعال المدح يقابله (بئس) من افعال الذم و هذا يؤكد اهمية المدح الذم في المحيط البدوي العربي السابق و الشعر العربي لغاية يومنا هذا.

نَعَمْ اي هذا مقبول او قد يشير الى هبة ما او القيام بعمل خيري او التهننئة و التزكية (نعيمة). هناك انواع اخرى ايضا مثل نٍعٍم و نَعٍم و نَعام و نَحَم و لكن هناك ايضا نَعَمٌ جمع انعام و هناك نعائم جمع المفرد نعام (طير كبير لا يطير) و من هنا يتبين بان (نعم) اتى من صلب الثقافة البدوية العربية الصحراوية لان هناك علاقة بين الانعام و المال (الماشية و الابل) و يشير (نعم) الى العكس تماما و يعوض عن قساوة الحياة الصحراوية. راجع مقالاتي السابقة: (من البعيرية الى العربية). كيف يمكن العيش في الصحراء بدون بعير؟

هناك كلمات اخرى تؤكد بان (نعم) لم يكن يستعمل للايجاب سابقا دون اهمية البعير في المحيط الصحراوي القاسي. فكل شيء يخفف من القساوة و الحر هو نعمة و ناعم و نعم و قصة اجل للتاكيد قصة اخرى تماما. من المال (البعير) ننتقل الى نعم عيشه (عيش ناعم) اي اصبح سهلا ثريا جيدا عم / انعم صباحا ثم ننتقل الى النعومة و الجنس الناعم و وفرة الغذاء و نعمة الله (هبة من الله) و انعم عليه بشيء ليتوجه المعنى الى الطبخ انعم طبخه و تنعم و تمتع لنصل الى جنات النعيم و نعمة الحياة و النعائم الكواكب و النعائم الصادرة و كانما رجعت توا من شرب الماء المادة الاساسية للحياة و النادرة في الصحراء.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل