جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 22:32
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اللغة و اجهزة الاستخبارات الامريكية
لبعض المفردات تأثيرا كبيرا في حياتنا و تأثيرها السريع كالبرق كما يصفها الكاتب الامريكي Mark Twain هو فيزياوي و ذهني (مادي و روحي) في نفس الوقت. هل تعرف ان دائرة الاستخبارات الامريكية ابدت اهتماما كبيرا بتحليل كيفية صياغة المفردات المجازية metaphor في مختلف اللغات على شبكة الانترنيت و ابدت استعدادها لصرف مئات الملايين من الدولارات لاجل فهم عقلية متكلميها عن طريق تحليل الصور المجازية لتبدأ سفرتها الاستخباراتية في عالم المفردات المجازية.
يعتبر المجاز او الاستعارة في اللغة محرك الذكاء البشري اي ان هناك علاقة وثيقة بين الصور المجازية و الفكر لذا فهي المفتاح لما يجول في داخلنا و اهم عامل في صياغة التفكير و يذهب بعض الخبراء ابعد من هذا بانها صورة للغة نفسها قادرة حتى على القتل. هل تعرف كم شجار او معركة وقعت بين ابناء البشر بسبب كلمة و الانفعلات التي تجد منفذ لها في السب و الشتم: شتم والدتي او والدي لازم انتقم. نحن نسب و نشتم لاننا نهتم و نعتبره مهما we swear about what we care about و الا لما كنا ننفعل. يصعب احيانا علينا السكوت او نريد معاقبة الاخر بالسكوت و عدم المبالاة.
طبعنا لا يخفي علينا بان هناك مفردات في جميع اللغات ليست الا محاكاة لاصوات معينة او ما تسميها الانجليزية بـ Onomatopö-;-eia مثل غرغر و هلهل. لربما تكمن في هذه المفردات اسرار تطور لغة البشر لان هناك اصوات معينة تناسب شكل الفكرة او المادة فمثلا يعكس في اسلوب التصغير في العربية كليب و قبيل و حسين و كويت التصغير نفسه. الحقيقة حتى اصوات ابجدية اللغات لها تأثيرات بعيدة المدى في صياغة مفرات اللغة. السؤال هو الان: كيف يفكر العربي او الكردي و باية صور مجازية. هل تكشف اصوات اللغة العربية شيئا عن العرب؟ لنبدأ باعداد وصفة للشخصية العربية من خلال العربية نفسها و نكشف حياة الضمائر العربية الداخلية من أنا و انتِ و انتَ و هي و هو و نحن و انتن و انتم و هن و هم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟