جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 21:41
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بين العرض و الارض 2
كما يقول الفيلسوف الالماني الكبير هايدغر الاصل هو المادة ة و المكان و الطبيعة قبل المجاز و الاستعارة. يتبين من المعاني المجازية و الاشتقاقات الكثيرة لهذا الثلاثي بان العربية تميل الى المعاني المجازية بكثرة لدرجة انها تبتعد كثيرا عن المعنى المكاني الاصلي و يلعب البعير دورا مركزيا في كثير من المعاني المادية و المجازية وهذا يدل على تطور لغوي واسع النطاق من لغة بدائية الى لغة متطورة جدا بسبب تأريخها و احتكاكاتها و دورها كلغة الثقافة الاسلامية لفترة طويلة فمثلا كان العرض يشير سابقا الى المقايضة و دفع التعويضات (اخذت هذه السلعة عرضا) و (نحن نعرض منه اي ندفع تعويضا) و لكن و بعد تداول النقود اصبح العرض يقابل للطلب اي تحول المعنى من المعنى المادي الى المعنى المجازي.
ادناه قائمة بكيفية تطور بعض المعاني و هي فقط قائمة نوذجية لان البحث الكامل في جميع المعاني و الاشتقاقات يتطلب الكثير من الوقت.عندما تزداد مساحة العرض و يتوسع التعريض تعددت المعاني و زاد الغموض (عرّضت لفلان / تعرّض بانه بخيل) بسبب زيادة مساحة العرض لدرجة:
اولا يتحول العرض الى الزنا و الفاحشة بسبب التجاوز (جاءت بولد عن عراض / ابن معارضة) و الغش و الخداع و التعريض بالفاحشة و الجنون (عٌرِض الرجل) ( جاءت بولد عن عراض اي من مجهول الاب)
ثانيا تتحول المساحة الى مرعى (عرض الماشية)
ثالثا تحولت المساحة و السعة الى الطاقة و القدرة (على الكلام) و الامكانية و المعارضة على المجابهة
رابعا تتحول المساحة الى جوانب ( عارض الريح اي ادار البعير جانبه للريح) و الخفة (تمشى معارضة للنشاط اي مشى البعير بخفة و حيوية) او النظر من جانب (نظر اليه معارضة)
خامسا يتحول العرض الى المقارنة (كتب كتابا عن معارضة) و الاختلاف (لقحت عراضا اي لقحت الناقة بفحل الخيل)
سادسا تتحول المساحة بسبب وسعها الى الكرم (اعرض في المكارم) و الهدايا (اشتر عراضة لاهلك)
سابعا تتحول المساحة الى التعبير و المخاطبة (تعرضوا لنفحات رحمة الله) و التصدي (تعرض لي فلان بسوء)
ثامنا تتحول المساحة الى الوسط (رأيته في عرض الناس اي بين الناس)
تاسعا بخصوص ريحة الجسم (فلانة طيبة العرض)
عاشرا تتحول المساحة الى التكبر (العرضني او يمشي العرضنة)
اخيرا علم العروض في الشعر
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟