جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 10:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عقلية قل و لا تقل
يجب على مؤلف القواميسLexicograher او كتب قواعد اللغة ان يفهم بان اللغة لا تملى على الناس دكتاتوريا من قبل رجل او لجنة من الرجال من اصحاب عقلية (قل و لا تقل) كوصفة طبية pre-script-ion: تناول حبة واحدة بعد الفطور و حبة بعد الغداء و حبة بعد العشاء و ان من واجب اللغوي ان ينقل اللغة و قواعدها بأمانة عالية و كما هي و دون تدخل: واجب اللغوي هو فقط الوصف de-script-ion لا كتابة وصفة طبية pre-script-ion سواء تطرق الى اللغة في نقطة من الزمان و المكان synchronically او تأريخيا diachronically. املاء قواعد اللغة عمل دكتاتوري يتناقض مع مبدأ ديموقراطية و ديناميكية اللغة.
ديموقراطية اللغة تعني ان القواعد التي تطبقها الاكثرية هي التي تملى (دكتاتورية الاكثرية) و اذا ارادت اكثرية الناس خرق قاعدة لغوية سابقة (وفود البلد و اعضائها) الى (وفود و اعضاء البلد) فلها الحق لانه ليس هناك خطأ و صواب في اللغة فالاخطاء السابقة تصبح صحيحة اليوم و هكذا و هذا يتفق مع ديناميكية اللغة بان اللغة ليست ثابتة ميتة بل تتغير في الزمان و المكان.
المجتمعات التي تجهل قوانين الحياة الديناميكية الديموقراطية خضعت او تخضع لدكتاتوريات مختلفة تتبع عقلية قل و لا تقل. تحكم هذه المجتمعات دكتاتوريات مختلفة تؤمن بعلقية الاملاء في العائلة و الدين و السلطة و اللغة:
اولا دكتاتورية العائلة: دكتاتورية الاب و تهميش الام
ثانيا دكتاتورية الدين و الاوامر الالهية: كتبنا عليكم الصلاة و الصوم و الزكاة و حرمنا عليكم لحم الخنزير و هي جميعها اجبارية قمعية قسرية كدكتاتورية المصير العربي (كتبه زماني عليّ)
ثالثا دكتاتورية قواعد اللغة و عقلية قل و لا تقل كما وضحنا في بداية المقال
رابعا دكتاتورية السلطة و قوانين المتسلط و غياب المحاكم المستقلة عن السلطة.
و السؤال هو كيف يمكن لشخص تربى و ترعرع في ظل هذه الدكتاتوريات ان لا يفكر بغير عقلية قل و لا تقل؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟