جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 14:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يأتي اللقلق بالاطفال
تمر الاديان مثل جميع الثقافات البشرية بمراحل تطور مختلفة من التكوين الى الانتشار و التوسع الى الانكماش او من الردة الى الايمان الجديد بغيبيات اخرى و الملاحم بان كتابها كلام الله الى الاحتكاكات و قتل العلماء و ولادة حركات التعليم و التنوير او ما تسميه الالمانية بـ Aufklaerung بالانجليزية enlightenment و التعديل بانه كلام البشر و المصالحة مع الاديان الاخرى و قبول النتائج و الابحاث العلمية و السماح للانتقاد العلمي و تثبيتها في المجتمع و لكن دون اعطائها الحق في التدخل في التعليم و الدولة و تهميشها لحد ما.
هكذا تتحول الاديان الى مؤسسات سلمية اجتماعية تقليدية تدعو الى الايمان من منطلق جديد و تتخلى عن خلق صور الاعداء او ما تسمية الالمانية بـ Feindbilder اي تتخلى عن دورها الدكتاتوري و تتحول تدريجيا الى مؤسسة ديموقراطية. من الاديان التي مرت بمراحل طويلة من التطور و التعليم و التنوير Aufklaerung هي المسيحية الاوربية التي تحولت الى مسيحية اسمية سلمية هادئة مسيحية اجتماعية ثقافية متسامحة.
لربما الاسلام هو الدين الوحيد الذي:
اولا لم يمر بحركة تنوير لحد هذا اليوم و لا يزال يؤمن المسلم بالغيبيات و بان القرآن كلام الله و لا يزال يتدخل الاسلام في التعليم و الدولة و الحرية الشخصية و هذا يعني ان ان المسلم لا يزال كالطفل الالماني الذي يقرأ له الرواية الخرافية الجميلة بان اللقلق هو الذي يأتي بالاطفال راجع:
http://pregnancy.about.com/cs/secondpregnancy/a/babiescomefrom.htm
ثانيا و لان الاسلام لم يمر بمراحل التنوير فانه لا يزال يخلق صور للاعداء فهناك الكافر و الملحد و المرتد و هو لا يزال ينجب حركات تطرفية من امثال القاعدة و داعش و لا يزال يتحكم في ادارة الدول من ايران و العراق و السعودية. للمزيد عن الحكاية الخرافية الالمانية عن اللقلق الذي يأتي بالاطفال راجع:
http://www.wissen.de/warum-bringt-der-storch-die-babys
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟