من الانفال العربية الاسلامية الى الانفال الكردية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 17:53
المحور: القضية الكردية
    

لقد شاءت الاقدار ان يتغير معنى كلمة الانفال من اسم لسورة قرآنية و من المعنى العربي الاسلامي السابق الذي سوف نتطرق اليه لاحقا الى الانفال الكردية الى الابد لتلتصق بالابادة الجماعية و منذ تعرض الشعب الكردي اليها عام 1988. و لكن الانفال الكردية بدأت قبل هذا التأريخ و كانت تعنى التهجير و اعادة التوطين منذ سنوات تهجير الشعب الكردي من كردستان و منذ تسلم البعث الحكم في العراق 1963 ليستمر و يتغير معناه الى الابادة بالاسلحة الكيمياوية في حلبجة ـ الى بداية فرض الملاذ الامن من قبل الحلفاء في الكردستان الجنوبية.

الانفال من الثلاثي (نفل) و ان القاعدة الاساسية لمعاني الكلمة هي الزيادة على الاصل و الفائض. النوفلة هي الملحية اي استخراج الملح بعد تجفيف الماء بعكس السعودية التي لها اجهزة ضخمة لتحويل الماء المالح الى الماء العذب بعد التخلص من الملح (القرآن:ملح عجاج). اذن الانفاَل هي كل ما يقع في اليد على بركة الله و رسوله (القرآن: الانفال لله و الرسول) كقسمة و نصيب و حظ و يعتقد Fraenkel ان النفل و الحظ (القرآن: ذو حظ عظيم) كلمات دخيلة على العربية لانها تفتقر الى الاشتقاقات. النفل ايضا نبات يسمى الطريفلن Trifolium.

نفِل هو ما اٌعطي او اٌنجز كشيء اضافي او زيادة و الانفال هي هبة الهية او عطية (نفل يتيما) و (نافلة من المعروف) و هي صدقة اوعمل خيري لذا فهي تختلف عن الغنائم و ليست كما تعتقد القواميس العربية غنائم تستولى عليها المنتصر. الانفال هي الزيادة عن الفرائض (الصلاة و الصوم) و الواجبات و هي الخلف وحظ من الله. هذه هي فكرة الانفال الاصلية: الابادة الجماعية للشعب الكردي هبة من الله لحزب البعث لتقع هذه المجازر و الكاتب العربي لا يستطيع الا ان يكتب الا عن (القضية المركزية الاولى) الابادة و تهجير الشعب الفلسطيني.

ليست الانفال غنائم لان الغنيمة تعنى قتال او معركة بين طرفين متساويين و هناك طرف منتصر بينما الانفال هي جريمة كبيرة ضد الشعب الكردي المنكوب و الاعزل. شعب يقتل و يهجر من ارضه و لم يكن ابدا طرفا في وجه جنود و اسلحة البعث.

هذا المقال هو هدية لضحايا الانفال و حلبجة و تذكير بالابادة الجماعية للشعب الكردي لان الذي ينسى يسكت عن ابشع الجرائم ضد الانسانية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات