نار ذكية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 22:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الذكي و الغبي احكام يطلقها البعض على الاخر لا قيمة موضوعية لها مهما اراد الانسان ان يصف نفسه بالذكي و رغم ان للذكاء انواع متعددة multiple intelligence لا يقتصر على الادراك العقلي فقط لان هناك ايضا ذكاء عاطفيemotional intelligence لذا يهمنا ان نتعرف على الفكرة الاساسية التي يستند عليها مفهوم الذكاء. رغم اننا جميعنا نعرف ذكي – اذكياء و بان الذكي هو عكس الغبي و لكن ما هي الفكرة العربية الاساسية الاصلية؟ ترد الكلمة فقط مرة واحدة في القرآن في اواخر الفترة المدنية و لكن في سياق اخر كليا الا و هو سياق الحلال و الحرام (الا ما ذكيتم).

يستند هذا المعنى القرآني على الطهارة الدينية و اراقة الدم بعد ذبح الحيوان لجعله حلالا للاكل و اليوم تحولت مسألة الحلال و الحرام الى مسألة اسلامية بامتياز لتنتشر مواد الحلال الغذائية في كل انحاء العالم كماركة مسجلة. يعتقد ان هذا المفهوم اتى بالاصل من السامية الشمالية او من العبرية zikkah (طهر) و اني شخصيا افضل الاصل العبري لاعتقادي بان فكرة الطهارة هي من صلب الديانة اليهودية بعكس المسيحية التي لا تعطي اهمية لمسألة الحلال و الحرام في المواد الغذائية.

اتى استبدال الزاي العبرية او الدال الارامية بالذال في العربية ليتحول زكّا او دكّا الى ذكّا و يختلط مع الثلاثي العربي (ذكو) الذي يشيرالي اشتعال لهيب النار او الاحتراق كليا اي ان الكمال و الحدة و قوة الاشتعال و النار و الاحتراق الكلي هي الفكرة الاساسية التي يستند عليها الذكاء العربي. تعكس عدة ايات القرآنية و بغض النظر عن سياقها الديني ولع و لعب محمد بالنار(سيصلى نارا ذات لهب) و (اشتعل الرأس شيبا لدى زكريا) و (خلق الجان من مارج من نار).

اذا كانت فكرة الذكاء العربي تستند على اشتعال النار فان الالمانية klug تستند على الشجاعة و قوة الخيال بينما الانجليزية clever على المهارة اليدوية و الكردية / الفارسية zirak زيرك / زرنگ على الانتباه و اليقظة و الاستعداد و الخفة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل