جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 21:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
على خط الدثار
اذا كان المدثر من (الدثار) للاشارة الى التغطية بعباءة او برداء او بثوب يغطي الانسان عادة نفسه به عند استلام ايات الله باية طريقة كانت خشية منه كما تقول التفسيرات الاسلامية القرآنية عند تفسير اية المدثر (يا ايها الدمثر قم فانذر و ربك فكبر..) فان محمد كان يستعد لاستلام الايات بلبسه دثار قبل التنزيل اي ان محمد و بلبسه الدثار كانما كان يرفع سماعة التلفون للاتصال بالله ليقوم الله ببث الاخبار اليه على خط الدثار و هذا يتناقض مع فكرة ظهور الوحي من دون ميعاد و لكن الظاهر ان محمد طور بمرور الزمن طريقة خاصة للاتصال بالله: (انتم الشعار (الغطاء / اللباس الداخلي) و الناس الدثار (الغطاء الخارجي).
فكرة التغطية هي فكرة عامة منتشرة في الاديان عند الاتصال الهاتفي بالهخ ولكن المدثر في العربية ليس دائما دثارا و رمزا لتنزيل الايات القرانية بل يشير مجازيا الى شيء يخبأ او الى شخص غير مكشوف او مجهول - غير معروف - غير مهم - كما اعتبر اهل مكة محمد (بانه كان شخصا هامشيا او بعبارة اخرى متدثر و سريع الدثور اي النسيان: حادثوا هذه القلوب بذكر الله فانها سريعة الدثور).
الفكرة البدائية لدثر هو المخبأ او الملجأ الذي لم يبق منه اثر لانه غطي بالرمل بسبب هبوب الرياح و كل شيء يندثر يصبح كبيرا بالعمر و ينقرض (دثر الشجر). تنقلنا فكرة التغطية الى الجمع و التكديس و التكاثر: اموال دثر – اهل دثور – عسكر دثر و لكن الزمل هو الركض على جانب كالاعرج (عند الفرس او الزمال / الحمار الوحشي) او يشير الى الخفة و الكبرياء و من هنا ياتي التزميل و المزمل بمعنى تغطية حمل الزمال (تزميل بثيابه) لان الزمل هو الحمل او المصاحبة على ظهر فرس يتبع كالزميل (الصديق) اي ان الزميل هو الفارس الخلفي الذي يتبع الفارس الامامي.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟