|
العراق : تظاهرات .. و ضريبة مبيعات .. و أشياء أخرى
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 11:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق : تظاهرات .. و ضريبة مبيعات .. و أشياء أخرى
( 1 )
عن ضريبة المبيعات على كارتات تعبئة الهاتف النقّال
- ان ضريبة المبيعات يتحملّها مستهلك الخدمة ( أي المواطن ) .. وليس مقدّم الخدمة ( أي الشركات ) . ولا يمكن القبول بوجود تفسير " عراقي " لهذه الضريبة ، يختلف عن تفسيرها في جميع دول العالم .. وعن معناها في جميع الكتابات الأقتصاديّة - الماليّة . - انّ الضرائب التي تدفعها ( تتحملّها ) الشركات ، هي ضرائب الدخل و / أو الأرباح . وقد تدفع الشركات رسوماً أخرى لجهات حكومية ذات صلة بنشاطها الرئيس . وقد تفرض هذه الجهات غرامات على الشركات تتعلق بوجود مشاكل عالقة ، أو الأخلال بتنفيذ الألتزامات المتفّق عليها مع الدولة . وينظّم كلّ ذلك بقانون ، أو يدخل ضمن شروط وأحكام التعاقد بين الطرفين المتعاقدين ( الحكومة والشركات ) . - انّ ضريبة المبيعات هذه قد أقرّها " نوّاب " الشعب . ولا يُعقلُ أنّهم قاموا بإقرارها ( وتشريعها ) دون فهمٍ واضحٍ لطبيعتها . و دون معرفة الشخص ( المادي او المعنوي ) الذي سيتحمّل عبئها في نهاية المطاف . و دون إدراكٍ ( أولّي ، وبسيطٍ ، و كافٍ ) لـ " مرونتها " السعرية ( تغيّر الطلب على الخدمة بتغيّر سعرها ) ، ومرونتها الدخلية ( تغيّر الطلب على الخدمة بتغيّر الدخل الحقيقي للمستهلكين ) . انّ هذا " الفهم " ضروري جداً للحيلولة دون قيام بعض هؤلاء النوّاب بالتنكّر لهذه الضريبة عند وضعها موضع التطبيق ، أو قيامهم بتفسيرها ( لاحقاً ) ،تفسيراً مُناقضاً لمحتواها ، والتمويه على الهدف المطلوب تحقيقه من فرضها أصلاً . - ان ضريبة المبيعات على كارتات تعبئة الهاتف النقّال ( وشبكات الأنترنت ) قد فُرِضَتْ على المواطنين بموجب المادة 33 - أ - من قانون الموازنة العامة الأتحادية لجمهورية العراق للسنة المالية 2015 الصادرة بالعدد 4352 في 16 شباط 2015 ( اي قبل ستة اشهر تقريباً ) .. فلماذا لم يعترض عليها احد في حينه ( لا من المواطنين ، ولا من نوّاب الشعب ) .. ولم يقم احد بالدعوة إلى " إطفاء " الموبايلات على الفور ؟ . - ان عائد هذه الضريبة يعود بأكمله للدولة ، ويقيّد ايراداً نهائياً لصالحها .. ولا علاقة ( مباشرة ) لشركات الهاتف النقّال به . - عندما " تطفّي موبايلك " فان الدولة العراقيّة هي الخاسرة ، وليست شركات الهاتف النقّال . لأنّك تضيّق بذلك ما يسمى بـ " وعاء الضريبة " .. وتحرم الحكومة من حصة متزايدة من مبيعات كارتات التعبئة . - لماذا تقوم بحملة " شعواء " على الأنترنت ، اسمها " طفّي موبايلك " .. تستفيد منها الدولة ايضاً ، وتزداد من خلالها مبيعات ( وارباح ) خدمة الأنترنت ، و بالتالي شركات الأنترنت .. و لا تقوم بحملة " طفّي انترنيتك " .. مادامت ضريبة المبيعات مفروضة على الخدمتين معاً ، و مادام العبء الذي تتحمله ( كمستهلك للخدمة ) هو ذات العبء المالي في الحالتين ؟ - الذين سافروا الى الخارج ، واولئك الذين يعيشون في الخارج ، يعرفون ان ضريبة المبيعات يتم دفعها هناك دون تذمّر من قبل المستهلكين . وانّ هذه الضريبة تشمل قائمة واسعة من السلع ( بما في ذلك الأساسية منها ) . وأنّ البائع لا يستفيد منها . وعندما لاتكون " مواطناً " أو " مُقيماً " في دولة تفرض على مواطنيها ضريبة المبيعات ( كما في دول الأتحاد الأوروبي ، على سبيل المثال لا الحصر ) ، فأن بأمكانك مراجعة الجهة الحكومية ذات الصلة بالموضوع ، مستصحباً معك قوائم مشترياتك من متاجر ذلك البلد ، و ستعيد اليك الجهة المعنية المبلغ الذي دفعته كضريبة مبيعات ( وليس البائع ) .. فالبائع يستحصل الضريبة فقط ، ويحوّلها الى الحكومة ، والحكومة هي التي ستقوم بإعادة المبالغ المستقطعة منك ( كضريبة مبيعات ) ، من " خزينتها " .. إليك .
( 2 )
عن : رئيس الوزراء يجمّد صلاحيات وزير الكهرباء ،ويشكّل لجنة برئاسته لإدارة ملف الكهرباء بعد مظاهرة يوم الجمعة ، أصبح السيد رئيس الوزراء ( عمليّاً ) وزيراً للكهرباء . و بعد حملة يوم السبت "طفّي موبايلك"،سيصبح السيد رئيس الوزراء وزيراً للأتّصالات . وإذا تكرّرَ اعتصام القطارات في الشوارع ،سيصبح السيد رئيس الوزراء وزيراً للنقل . وإذا استمرّ الناس بالتظاهر ، سيصبح السيد رئيس الوزراء وزيراً للداخلية . و إذا أصرّ " المثقفّون " على التظاهر ، سيصبح السيد القائد العام للقوّات المسلّحة ، وزيراً للثقافة . عندها سيعود المثقّفون العضويّون إلى " ثكناتهم " . وسيكتبون هناك نصوصهم " الواقعيّة " ، عن حرّياتهم " المُتَخَيَّلة " .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انثروبولوجيا .. ريفيّة !!!!
-
الكهرباء .. الكهرباء
-
سرجون الأكّدي
-
برج العذراء .. إلى الأبد
-
السوق
-
فنّ الحكم ، وادارة ملفات السياسة والأقتصاد .. في كوكب الصين
-
سيدتي الحكومة
-
أمّي .. وأنجيلا ميركل .. وأنديرا غاندي
-
موجز تاريخ العيد
-
لا تخسري الرائحة . المرأةُ .. رائحة
-
5 + 1 إيرانيّة .. و 5 +1 عراقيّة
-
درهم جمهوري .. و 12 رغيف خُبز
-
درهم مَلَكي .. و 12 رغيف خُبز
-
القلوب الكسيرة .. التي تلبطُ على الرمل
-
بلادي التي تجور .. وأهلي الشحيحون .. و دولتي الفاشلة
-
محكمة لتاريخ النفط ، والعائدات النفطية ، في العراق الحديث (
...
-
محكمة لتاريخ النفط .. في العراق الحديث
-
عُصبة سبارتكوس .. في قيصريّة حنَش
-
يمعودين شنو السالفة .. إنتو وين ؟
-
كيف يكونُ العراقيُّ سعيداً .. في العراق
المزيد.....
-
-ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع
...
-
آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان
...
-
نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح
...
-
الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
-
لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
-
القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق
...
-
صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم
...
-
رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال
...
-
مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
-
علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|