عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 13:09
المحور:
كتابات ساخرة
قابلتُ صُدفَةً عراقيّاً سعيداً .. في العراق .
قلتُ لهُ مُندَهِشاً : ما هذا ؟ أعراقيٌّ .. وفي العراق .. و تعيشُ بسعادةٍ طافِحةٍ .. يا أخي في " الوطن " ؟ .
قال بثقةٍ : نعم . أنا سعيدٌ جداً . بل أنّني أعاني من طفَحٍ جلديّ .. من شدّة السعادة .
قلتُ لهُ : كيف ؟ أنتَ تعيشُ هنا ، في العراق . فكيف يمكنُ أن تكون سعيداً ؟ . إنّ السعداء يعيشون في بلاد اليمن السعيدة فقط ، لا غير ، أليس كذلك ؟ .
قال : لديّ وصفةٌ سحريّة تجعل العراقيّ سعيداً .. مع أنّهُ يعيشُ هُنا في العراق ، وليس في اليمن . ومع كونهِ يحبُّ " المولدّاتْ " ، و جاسم أبو المولدّة يحبّهُ أيضاً .
قلتُ لهُ : ماهي هذه الوصفة ؟ وكيف يمكنُ أن تعمل ، وأحدى طائراتنا القاصفة القاذفة ، ذهبتْ حاملةً صاروخ جو – أرض " ذكي " جداً ، لتقصف به " الأعداء " الأغبياء .. وحاولتْ ذلك 6 مرّات ، فلم ينطلق الصاروخ .. لا يدوياً ، ولا " أوتوماتيكيّاً " .. فعاد الطيار ، بطائرته " السوخوي " المتطورّة ( موديل 1980 ) إلى قواعده سالماً ( لا ضررَ .. ولا ضِرار ) . وعندما وصل إلى " النعيريّة لاند " .. سقط الصاروخ اليائسُ " تلقائيّاً " ، فوق " الأصدقاء " النعيريّين !!!!! .
قال : إنته صُدُك مخبّل . كيف يمكن ان تعيش سعيداً في العراق .. وانتَ " تُبَحْوِشُ " في جميع هذه التفاصيل الكئيبة ؟ .
قلتُ لهُ : ماذا أفعلُ اذاً .. ولم يعُد هُناك " ضوءٌ في نهاية النفق " .. بل لم يعُد هُناك نَفَقٌ أصلاً ؟ .
قال : عليكَ بالوصفة السحريّة . أنا لديّ هذه الوصفة .
قلتُ : ماهي هذه الوصفة يا " ابن عمّي " ؟ هاتها يمعوّدْ .. مو ذبحتني ؟ .
قال : سوّي روحك .. ميّتْ !!!! .
وعافَني .. وراح .
كان يبدو ميّتاً بالفعل .
ولكنّهُ كان .. سعيداً جداً .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟