النظام التعليمي في العراق ، وقرار - العبور - لطلبة المجموعة الطبيّة

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 4857 - 2015 / 7 / 5 - 01:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

النظام التعليمي في العراق ، وقرار " العبور " لطلبة المجموعة الطبيّة

أنا .. حالي كحال الكثيرين من كائنات جيلي " الديناصوريّة " .. أحاولُ أن الوذ بصمتي .. وعزلتي .. وانتظرُ لحظة انقراضي الأخيرة .. وأراقب من بعيدٍ هذه " الأعاجيب " التي تحدثُ في بلدي .. وكأنّها لا تخصّني .
لم أعُد مؤهلاً للحكم على الأشياء .. ولا حتّى للتعليق عليها .
اعترفُ أنها أصبحتْ أكبر بكثيرٍ من قدرتي على فهمها ، واستيعابها .
غير أنّ هذا " الخبر " الذي سانقلهُ لكم الان .. استفزّني .. وقطع عليّ سلام وحدتي .. و بهاء حزني الطويل الأجل .
يقولُ الخبر :
[ طالبت لجنة التعليم العالي والبحث العلمي النيابية في مجلس النواب ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، بإعادة العمل بنظام العبور " التحميل " للمجموعات الطبية.
وقالت مقررة اللجنة عبير الحسيني، اليوم السبت، في بيان لها : " نطالب وزير التعليم العالي بالنظر في قضية المجموعة الطبية ( الصيدلة، وطب الاسنان، والطب العام ) ، والعمل على الغاء قرار سابقٍ للوزارة ، يقضي بالغاء العبور " التحميل" لكليات المجموعة الطبية حصرا".
واضافت ان " القرار خاص فقط بالمجموعة الطبية، ولا يشمل الاختصاصات الاخرى "، مشيرة الى ان "المجموعة الطبية تستحق هذا القرار في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد".
وأوضحت الحسيني، ان " القرار معمول به في كل دول العالم وفي اكبر الجامعات العالمية "، مطالبة بـ "إعادة العمل بنظام العبور للمجموعات الطبية، لما لهم من أهمية لخدمة الوطن".
وتابعت إن "تأخير هذه المجموعة سنة بسبب التحميل يعتبر تأخير للنهوض بالبلد إلى الأمام".
يذكر ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة السابقة كانت قد أصدرت قرارا يقضي بإلغاء مواد التحميل في كليات المجموعة الطبية. ]
واسئلتي المرّة هنا ، كمرارة العلقَم ، هي :
- هل من المعقول ، والمقبول ، ان يكون هناك نظام تحميلٍ للراسبين بمادتين من طلبة المجموعة الطبية ، بحيث " يعبرون " بها .. وينجحون .. ويأخذونها معهم إلى المرحلة الدراسية اللاحقة ؟ .
- هل من المعقول ، والمقبول ، ان يكون هناك نظام تحميلٍ للراسبين بمادتين ، من طلبة جميع الكليات ، وليس المجموعة الطبية فقط ، في ظل ماتشهده انظمة التعليم في العالم .. من تطوّر غير مسبوقٍ في جميع المجالات ؟ .
- هل كانت الوزارة مخطئة باتخاذها قرار سابقٍ يقضي بـ " ان قرار ( عدم الشمول بالتحميل ، أو العبور ) هو قرار خاص فقط بالمجموعة الطبية، ولا يشمل الاختصاصات الاخرى " بحيث تطالب لجنة التعليم العالي في مجلس النواب بالغاءه ؟ .
- هل ان جامعاتنا ، ونظامنا التعليمي ، ومناهجنا الدراسية ، هي كتلك الموجودة في " أكبر الجامعات العالمية " لكي نطالب بـأعادة العمل بقرار العبور .. لأنّ " القرار معمول به في كل دول العالم وفي اكبر الجامعات العالمية " !!!!! .
- وماهو مثير للدهشة والعجب حقّاً هو قناعة لجنة التعليم النيابية بـالحقيقة المطلقة التي مفادها : " أنّ تأخير هذه المجموعة سنة بسبب التحميل يعتبر تأخير للنهوض بالبلد إلى الأمام" .
- هل هذه المطالب ، هي مطالبُ من كانوا يوما من افضل خريجي كليات الطب في العالم ؟. هل هي مطالبُ من كانوا سيصبحون زملاء لكلية الجرّاحين البريطانية ، بعد تخرجهم بسنواتٍ قليلة ؟ .
- هل تريد لجنة التعليم النيابية تخريج أطبّاءٍ ، يعبرون فوق جثثنا بعد تخرجهم .. بأخطائهم العلمية ، وخطاياهم المهنيّة التي لاتغتفر ، والتي تشهد مستشفياتنا ، وعياداتنا الخاصة ، الكثير ، والكثير منها كلّ يومٍ ، بل وكلّ ساعة ؟ .
- هل تعلم لجنة التعليم العالي النيابية ، بانّ الزعيم عبد الكريم قاسم ، كان قد أصدر قراراً بعبور الراسبين في المرحلة الأعدادية إلى مرحلة تعليمية لاحقة .. وان هذا القرار سميّ في حينه بقرار " الزحف " .. وان " الناجحين " بموجب هذا القرار أصبحوا مدعاةً للسخرية من اقرانهم لسنين طويلة .. وأنّ هذا القرار ( الذي اتخذّه الزعيم بنيّةٍ طيّبةٍ كعادته ) كان لطخةً سوداء في جببن التعليم العالي ، الذي لم تكن اللطخات الأكثر سواداً قد لطّختهُ بعد .. وأنّ " النيّات الطيبة " وحدها ، لا تبني دُوَلاً ، ولا ترفعُ من شأنِ أُمّة .
" وسفة " .. على طلبة المجموعة الطبية اذا كانوا قد طالبوا باعادة العمل بقرار " مشينٍ " كهذا .
" وسفة " .. على لجنة التعليم العالي ، في مجلس نوابنا الموقّر .
" وسفة " .. على كلّ شيء .

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل