أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - بقع سوداء على القميص الأبيض














المزيد.....

بقع سوداء على القميص الأبيض


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


بعد رحلة صيد مضنية بدأها بعيد الفجر بقليل واستمرت لعدة ساعات قرر ان يعود ادراجه، في طريق رجوعه وقبل ان يصل اطراف بلدته جلس ليرتاح على حافة جرف صخري عال وراح يجول بنظره الى الاسفل نحو الارض وشجر الزيتون والساقية القريبة....وفجأة لمح من بعيد أحد اصدقائه (منير) يسير بصحبة حبيبته (ندى) على حافة الساقية في الوادي... ولدهشته فقد تابعا سيرهما الى ان وصلا تحت الجرف الصخري، حيث يستريح، وجلسا اسفلا دون ان ينظر اي منهما الى الأعلى....كانا يتحدثان ولم يكن هناك مقدمات او استهلال للشروع في نقاش، بل كان كلامهما استمرارا لحديث بدأ من قبل يتخلله ويفيض منه وبه الألم وحرقة فراق بينهما يلوح في الأفق، فقد راحت ترجوه ان يقدر ماهي فيه من حرج حيث تواجه ضغوطا من أسرتها التي تريد ان ترى خطوة جدية من طرف هذا الشاب..وبدوره يحدثها عن أن أمامه سنتين ونصف من الخدمة العسكرية التي سيساق اليها في غضون أيام وبعد انتهائه من الخدمة عليه أن يبحث عن عمل وبعدها يفكر بخطبة وزواج...كانت ندى تبحث عن الفوز بأي شيء في نقاشها معه فتتابع كلامها وكأنها لاتحتاح الى تفكير فيما ستقوله او أنها فكرت من قبل فتتابع سريعا: لكنني لا أريد منك شيئا....لا أريد الا محبس (خاتم خطبة) وغيره لا اريد أي شيء، هي فقط هذه الدبلة (الخاتم) تلبسني اياها امام اهلي وبحضور اهلك... وعندها سيقوى موقفي واستطيع ان اواجه اهلي و العالم بأسره واحارب كل من يقول اي حرف عن علاقتنا...وسأنتظرك طيلة عمري وليس فقط السنتين والنصف مدة خدمتك وسأعيش معك بدون اي شيء...كانا يتوقفان عن الكلام ثم يتابعان... كانت اقصر قامة منه بقليل... اقتربت منه اكثر ثم التحمت به ثم مالت برأسها على صدره...وبدوره رفع يده اليمنى ليبسط ذراعه فوق صدرها ولتمتد اصابعه حول رقبتها...سألته: أتحبني كما أحبك؟ فأجاب بحرقة: أتشكين في ذلك!؟ تابعت: أرجوك أن تفكر أن حبنا يجب ان يعطى ما يستحق...أرجوك فأهلي يضغطون لكي أقبل من يتقدم لخطبتي وقد بدا رفضي غير مبرر أمام أهلي المطالبين بأن تثبت جديتك بخاتم صغير....! ومن جهته كرر منير تذرعه بالخدمة العسكرية والحصول على الوظيفة بعدها...وبديا يدوران في دوامة لايقدران على كسر جدرانها والخطو خارجها....صمتا لدقائق....ثم سألته من جديد: أتحبني!؟ وقبل سماع جوابه تابعت: أرجوك إفعل شيئا...أحضر والديك ليتكلما مع أهلي....! وهنا نطق بما لم يقله من قبل: لا استطيع لأن والدتي غير موافقة على ان تكوني معي...! قالها وتنهد...واما ندى فقد صدمتها هذه العثرة الجديدة فراحت تتفوه بكلمات غير مترابطة: امي... الخدمة...الوظيفة...سنتين ونصف... الخ تنهدت وتفوهت بكلمات كثيرة وكررت سؤالها مرارا عديدة نحن معا ام لا!؟ انت قريب ام بعيد!؟ نحن لبعض ام لا!؟ نحب بعض ام لا!؟ ثم شرعت تغني: يا جبل اللي بعيد خلفك حبايبنا بتموج متل العيد وهمك متاعبنا...اشتقنا ع المواعيد بكينا تعذبنا ياجبل اللي بعيد قول لحبايبنا... ثم راحت تبكي بحرقة قل مثيلها وبدوره كان منير يبكي ويحاول الكلام لكن صوته كان يتقطع فلم يستطع ان يتفوه الا بمقاطع من كلمات....بقيا لبعض الوقت على هذا الحال....انتبهت ندى ان دموعها الممزوجة بكحل عينيها تركت بقعا سوداء على قميصه الابيض فلفتت نظره الى انها لم تنتبه لذلك....واما من يرتاح من عناء رحلة الصيد في الأعلى فوق الحرف فقد وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه حيث خاف ان هما اكتشفا وجوده فماذا سيقول!؟ ومنذ متى يقبع هناك!؟ وهل سيعترف بسماعه كل الكلام ام بعضا منه!؟ وبنفس الوقت كان يكتوي بنار امنيته لو ان النقاش دار بحضوره و بمعرفتهم في مكان آخر ليتدخل ويبدي برأيه ويقول ما لديه بعد ان احتقن حزنا...! لم يطل وضعه كثيرا حيث وقفا والتصقا ببعض وبكيا بحرقة من جديد....ثم سارا في نفس الطريق الذي جاءا منه عند حافة ساقية الماء وتوقفا مرارا ليلتصقا ببعض قبل ان يغيبا عنه بين شجيرات الزيتون وتعرجات المكان....
بعد أيام سيق منير الى الخدمة العسكرية واما ندى فقد اختفت وانقطعت اخبارها!



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعب في العالم الافتراضي
- وتاريخها يبدأ بظهوره
- إن الحظ شاء
- خردة عشق من تمضى السنين
- وللشرق سحره*
- إنه منا وفينا!
- ما أجمله ذلك الصيف!
- باقة ورد مرفوضة
- قبر لمن لا قريب له
- ليتها بقيت اسما بدون صورة!
- رحلة في خيال وواقع الصديق المكبوت*
- جارة
- ما يتعمد إهماله أرباب نظام الأسد
- يا كاشف الأسرار!
- من ذكريات الخدمة العسكرية 1983
- حجر لايستجيب وكتاب يهدد!
- هل نميز أنفسنا بالكره في يوم الحب!؟
- الآه الفاشلة
- لقد تنافسوا مع الطاغية على القتل والدمار في سوريا
- استنساخ الوحش في مقارعته


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - بقع سوداء على القميص الأبيض