أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - لعب في العالم الافتراضي














المزيد.....

لعب في العالم الافتراضي


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


من سرد (....) لصديقتها:
أسرني عالم الانترنت فابتعدت عن عالم الواقع...أصبحت ازور صديقاتي وأتعرف بغيرهن على الانترنت، ووجدت انني أستطيع ان أكتب بحرية بدون خوف، ورحت ألهو فأنشأت حسابا انترنتيا باسم رجل وغازلت صديقاتي وعرفت عنهن ما يخبئنه، وجهدت بالحصول على موعد مع صديقتي (.....) لالقاها ولم اكن اعرف انها ستذهب للقاء الشاب الذي يدردش معها ويكلمها عن الحب... أغلقت ذلك الحساب على الانترنت...وتألمت قليلا وندمت حين رأيتها حزينة، اصبحت الهو كما اشاء واتسكع في عوالم لم اعتقد انني يوما سأدخل بها...ومن جديد خطر لي ان افتح حسابا جديدا على موقع التواصل وأتقمص شخصية رجل اعمال عربي مقيم في فرنسا وتواصلت مع (.....) لأنني اعرف انها تحب ان تسافر الى فرنسا وتقيم بها....في البداية تعففت قليلا ولكن عندما لعبت ببرامج الصور بصورة شاب تركي (حصلت عليها من الانترنت) ووضعتها امام برج ايفيل على صفحتي تراخت ولانت قليلا ودردشت معي بشيء من الحذر...ورحت آخذ من صفحة الشاب التركي صوره تباعا وارسلها لها مركبة قصصا عن النعم التي اعيش بها كرجل اعمال وعن رحلتي الى تركيا و...و... و شعرت انها غرقت في التفكير برجل الاعمال الذي سيحقق احلامها وتلاشت أسئلتها واصبحت لا تلحظ حتى التناقض في كلامي وفي قصصي التي أركبها عن نفسي بل وتوقفت عن سؤالي ان اكلمها بالصوت او ان افتح الكام....بعد حوالي اسبوع تحدثت معها على ارض الواقع هاتفيا وبالكبع بصفتي صديقتها لأسمع الفرح في نبرات صوتها...وتواعدنا ان نلتقي، زرتها وروت لي كيف ان الله ارسل لها نعمه بهذا الشاب المهذب الوسيم الذي يخاف الله ويريد الاستقرار فقط...وحدثتني عن أشياء حدثتها عنها (بصفتي رجل اعمال في فرنسا) بشيء من المبالغة واشياء لم احدثها عنها مطلقا بل اطلقت العنان لمخيلتها وراحت تفرش الارض بالسجاد الاحمر تحت قدميها....لا أخفي كم كان حد استمتاعي بهذه المغامرة كبيرا دون ان افكر بما قد يحصل...يوما سألتها عن عنوانها لأرسل لها الهدايا من باريس...ففاجأتني بأنها لا تريد هدايا انما تتوقع تحديد موعد قدومي لخطبتها وللزواج منها فقد كلمت والديها عني...! هنا شعرت ان عمر الكذبة بدأ يقصر....وخلال اسبوع من التكرار اليومي للطلب وجدت نفسي أطلب منها رقم هاتف والدها واقول لها انني سأتصل بوالدها يوم الاربعاء بعد ان اكون قد وصلت بلدهم بيومين...ثم تابعت..لم أعتمد باي من الفندقين سأنزل كامبينسكي ام الآخر...!! واتفقنا على هذا الاساس... بشيء من الخبث ونشوة اللعب رحت افكر بأنها ستنتظر طويلا...ثم أغلقت صفحتي الانترنتية....بعد حوالي اسبوعين كان الفضول يقتلني لأعرف ماذا حصل فزرت صديقتي المنتظرة الفارس عصام لأجدها لا تتمكن من اكمال جملة في حديثها دون ان تجهش في البكاء....بكيت معها وحضنتها وتمنيت لو انني استطيع عمل اي شيء لأكفر عن فعلتي او ان استطيع تقديم شيء لها، وآلمني اكثر انها راحت تفكر ملتمسة الاعذار لعصام الذي لا يمكن ان يكون غدارا او خائنا ولكن لربما جاء الفندق وهناك اختطفته احداهن بعد ان رأته وسيما وعرفت كم هو ثري...! أحزنتني.. آلمتني.. وجعلتني أشعر انني عديمة الاحساس... ومنذ ذلك اليوم قررت ان لا ألهو او العب بعواطف وآمال البشر واحولها آلاما.
في وحدتي حزنت وهجرت الانترنت نهارين وليلتين....وانا في غم من فعلتي وندمي كانت تأخذني وتعيدني الهواجس احيانا والافكار التي اعتبرتها بناءة احيانا اخرى...قلت لنفسي هل يعقل ان تحب الفتاة شخصا لم تره العين!؟ وقلت بل عي رأت صورته! ولكن الصورة لشاب ومن يكتب لها أنثى! وبعد جهد رحت أجيب بنفسي مادام هناك قلبا ينتظر الحب فسيتعلق هءا القلب بصورة بل وانةلم يرى صورة فسيركب الصورة التي يريدها في رأسه وقلبه وروحه.. وأكثر...وتداعت افكاري وصممت ان أبدأ بالتعارف الجدي فلربما يكون نصيبي من يحبني كما احبت صديقتي ذلك الشاب عصام ...! لن اكذب...كما لن اكشف هويتي ومن انا فورا ولكنني سأوضحها لاحقا بعد ان نتعرف والشاب ببعضنا جيدا...لن اقع بأخطاء صديقتي فسأصر على الكلام صوتيا معه وسأصر ان يفتح لي الكام! وبالفعل أنشأت حسابا باسم قريب من اسمي الاول وبكنية هي، في الواقع، الاسم الاول لجدي..ولم انتظر الا ساعات حتى تواصل معي احدهم و اسمه رشيد كلمته بالصوت والصورة وكان مهذبا وقال انه يعمل بمطعم في فرانكفورت بالمانيا...بقيت اركز في التحدث معه لمدة يومين وانا فرحة جدا به وبدأ يخطط معي للقادم...ولكنني تلقيت طلبا للتعارف من آخر فتكلمت مع الجديد وكان طالبا في اسبانيا ويحمل الكثير من القيم والاخلاق فاستمتعت بالحديث معه وهو اصغر سنا من الاول، ما جعلني اميل لان اهمل ذلك الذي يعمل بمطعم في فرانكفورت واتابع مع الطالب في اسبانيا بالدردشة وهو يحدثني عن نيته في الزواج السريع واصطحابي لنعيش معا بسعادة في اسبانيا وسيكون لدينا اولاد...وبعدها تلقيت طلبا للتعارف من شخص اخر يعيش في الولايات المتحدة الامريكية ويعمل كمهندس هناك وفرحت كثيرا واخذني الحديث معه واهملت العربي الذي يعيش في اسبانيا وبدوره انصد الأخير عني غاضبا....ورحت أتجول بمعرفتي بين الشباب بسرعة جنونية فعرفت من العامل البسيط الى العاطل عن العمل ومن الجدي الى الذي يسعى ليرى جسد أنثى عربية بعد ان مل رؤية النساء البيض...وكنت استمتع بكل واحد منهم لما فيه ولما يبغي...وارتفعت ثقتي بنفسي لأظن انني قادرة ان احصل على اي رجل من بحر الرجال المتوفر على الانترنت ولم اشعر بالحرج لانني بعيدة عن اعين ونظرات من اتواصل معه بل وعن مراقبة المجتمع لي...لا احد يراني وجها لوجه...وفوق كل شيء، لماذا أمتنع وكل من هؤلاء الرجال له حلاوته ونكهته الخاصة....أشبه نفسي في تلك الفترة بأرنب قفز داخل حقل ليقع على اعداد كبيرة بل اكوام من الجزر فراح يقضم من كل جزرة قليلا وينتقل للاخرى...وفجأة جاء صاحب الحقل ليحمل جزره فهرب الارنب...واما صاحب حقل شبابي او رجالي فكان انعدام القناعة ورحيل ماكان متاحا لي في الماضي!



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتاريخها يبدأ بظهوره
- إن الحظ شاء
- خردة عشق من تمضى السنين
- وللشرق سحره*
- إنه منا وفينا!
- ما أجمله ذلك الصيف!
- باقة ورد مرفوضة
- قبر لمن لا قريب له
- ليتها بقيت اسما بدون صورة!
- رحلة في خيال وواقع الصديق المكبوت*
- جارة
- ما يتعمد إهماله أرباب نظام الأسد
- يا كاشف الأسرار!
- من ذكريات الخدمة العسكرية 1983
- حجر لايستجيب وكتاب يهدد!
- هل نميز أنفسنا بالكره في يوم الحب!؟
- الآه الفاشلة
- لقد تنافسوا مع الطاغية على القتل والدمار في سوريا
- استنساخ الوحش في مقارعته
- هموم أبو مصطفى


المزيد.....




- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - لعب في العالم الافتراضي