فرانز مهرينغ عن باكونين , برودون , و ماركس

مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 01:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

"إن فهم سريع و أساسي للعلاقة بين الرجلين يمكن الوصول إليه من مقارنة ماركس ببرودون التي قام بها باكونين بعد عدة سنين كان فيها على خصومة عنيفة مع ماركس . "إن ماركس مفكر اقتصادي جدي و عميق و لديه ميزة هائلة على برودون في أنه مادي حقا . على الرغم من كل محاولاته ليحرر نفسه من إرث المثالية الكلاسيكية , بقي برودون مثاليا عنيدا طوال حياته , كان يميل في لحظة ما إلى الإنجيل , و بعدها إلى القانون الروماني في لحظة أخرى ( كما أخبرته قبل وفاته بشهرين ) , و بقي ميتافيزيقيا حتى نهايات أصابعه . كانت مشكلته الرئيسية أنه لم يدرس العلوم الطبيعية أبدا و لم يعتمد أساليبها . لقد امتلك غرائز سليمة أظهرت له الطريق الصحيح أحيانا , لكن العادات المثالية أو السيئة لتفكيره ضللته , فسقط مرة تلو أخرى في أخطائه القديمة . هكذا أصبح برودون تناقضا دائما , عبقرية قوية و مفكر ثوري حارب بلا هوادة ضد أوهام المثالية لكنه لم ينجح في الانتصار عليها أبدا" , هذا ما قاله باكونين عن برودون .. "ثم ينتقل بعد ذلك لوصف شخصية ماركس كما بدت له : "كمفكر , كان ماركس على الطريق الصحيح . لقد وضع فكرة أن كل النطورات الدينية , السياسية و القانونية في التاريخ ليست السبب بل نتيجة التطورات الاقتصادية . هذه فكرة عظيمة و مثمرة , لكن لا يرجع كل الفضل فيها يرجع إليه . كثيرون غيره و قبله عرفوها بشكل ما حتى أنهم عبروا عن ذلك جزئيا , لكن الفضل يعود إليه في المقام الأخير لتطوير الفكرة بشكل علمي و جعلها الأساس لكل تعاليمه الاقتصادية . على الجانب الآخر , فهم برودون و قدر فكرة الحرية بشكل أفضل من ماركس . عندما لم يكن منشغلا باختراع أية عقائد أو أوهام , كان برودون يمتلك غريزة أصيلة لثوري , لقد احترم الشيطان و تبنى الأناركية . من المحتمل جدا أن ماركس كان سيطور نظاما أكثر عقلانية للحرية مما فعل برودون , لكنه كان يفتقر إلى غريزة برودون . كألماني و يهودي , كان سلطويا من قمة رأسه إلى أخمص قدميه" , هذا ما قاله باكونين عن ماركس" ..

نقلا عن

https://libcom.org/library/bakunin-marx-split-1st-international-franz-mehring

#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل