أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن الأسد , داعش , و الآخرين














المزيد.....

عن الأسد , داعش , و الآخرين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4831 - 2015 / 6 / 8 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تعليقه على الحرب الأهلية الإسبانية التي شارك فيها شخصيا , يقول جورج أورويل ما يعرفه الجميع , من أن فرانكو انتصر بسبب دعم موسوليني و هتلر .. طبعا هذا الدعم مفهوم , ما يصعب فهمه هو موقف حكومتي فرنسا و بريطانيا .. يقول أورويل أنه في عام 1936 كان موقف فرانكو هشا لدرجة أن دعم بريطاني متواضع , و لو ببضعة ملايين من الجنيهات فقط , كان كافيا لإسقاط فرانكو .. و يؤكد أنه في ذلك الوقت كان قد أصبح واضحا أن الحرب بين هتلر و بريطانيا حتمية , و أنها واقعة خلال سنين فقط , و هذا ما حدث بالفعل .. يتساءل أورويل : ما الذي جعل الطبقة الحاكمة البريطانية تتصرف بهذا الجبن و النفاق , لتعطي إسبانيا لفرانكو و هتلر ؟ الاستنتاج الذي ينتهي إليه أورويل هو أن هذه الطبقة كانت في أعماقها , مؤيدة للفاشية , هذا طبعا إلى جانب مواقف كثيرة سبق لأورويل تسليط الضوء عليها و انتقادها , خاصة موقفها من صعود هتلر و صمتها أو تشجيعها الضمني لنشاط الفاشيين البريطانيين , بما في ذلك "جلالة الملك" .. هذا يطرح تساؤلا مهما , عن موقف الطبقات الحاكمة في دول المنطقة و العالم , من الأسد و من داعش .. استطراد هنا : أنا ضد التباكي على ثورتنا و على دماء الناس التي تسيل , و بالمطلق ضد قصة "تعالوا يا عالم , عملنا ثورة و عجزنا عن إسقاط الديكتاتور , عم يقتلنا , خلصونا و أعطونا حريتنا , بينوبكم ثواب" , و نفس الشيء أيضا مع داعش .. بقدر ما أعتقد بالتضامن بين الجماهير الثائرة و المهمشة , فإني أعتقد أن عجز أي ثورة عن الإطاحة بخصمها يشير إلى أزمة فيها أولا , على خلل في نضال هذه الجماهير و آلياته , ليست هي المسؤولة عنه , لكنها مسؤولة بما لا شك فيه , عن اكتشافه و التغلب عليه , بالأفعال , و بروح ثورية حقيقية .. يمكن تفهم موقف أوباما , هولاند و أمثالهما من مسألة التدخل المباشر , فالأول لا يرغب على الأغلب بتوريط جيشه في حرب على شاكلة حربي العراق و أفغانستان خاصة و اقتصاده مريض , و ربما دولته نفسها مريضة , و الاقتصاد الفرنسي ربما أسوأ حالا .. أيضا يمكن فهم موقف "دول الخليج" الأعجز عن الدخول مباشرة في الوضع السوري , لكن يبقى التساؤل المهم جدا : في 2012 كان من الواضح أن دعما بسيطا لتلك المجموعات الهلامية من المقاتلين المحليين التي تسمى بالجيش الحر كان كافيا بالفعل لإسقاط الأسد .. لم يفعلها أحد يومها , لا أوباما و لا هولاند و لا الملك عبد الله و لا حمد و لا إردوغان .. نفس الشيء ينطبق على موقفهم من صعود داعش , الذي سرعان ما سيشكل تهديدا "وجوديا" على استمرار أنظمتهم , هل يمكن تفسير كل ذلك فقط ببعض نظريات المؤامرة , الغبية ؟ لا بد هنا من بعض التحليل العسكري لنقض كل الكلام الذي قيل و يقال عن حصول الجيش الحر على أسلحة دفاع جوي أو عن توفير غطاء جوي الخ كشرط لهزيمة قوات الأسد : كل الانتصارات الباهرة التي حققتها مجموعات الجيش الحر في البداية و التي قادتهم إلى أسوار دمشق , تمت بأسلحة متواضعة جدا , تكاد تكون فردية , أما الهزائم التي يتعرض لها النظام اليوم فتعود لحصول منافسيه على الأرض على صواريخ مضادة للدبابات بكميات معقولة و أيضا على أسلحة مدفعية و مدفعية صاروخية خفيفة و قديمة الطراز , و هذا أيضا وراء الانتصارات التي تحققها داعش اليوم , و قواتها مكشوفة تماما لطيران التحالف و الأسد .. اليوم جميعهم ينتظرون نصرا يبدو كبيرا دفعوا مقابله ثمنا بخسا , أي دم السوريين , يستعدون لإعلان النصر , ليتوجوا "أبطالا" كل على طريقته : الملك سلمان : بطل سني , تميم : بطل الرأي و الرأي "الآخر" ( سني إخونجي ) , إردوغان : سني عثماني , رغم اعتقادي أن داعش هي التي ستحتفل بالنصر قريبا , ليس على الأسد وحده .... نعود لسؤالنا : عندما كان من الممكن إسقاط الأسد بدعم متواضع جدا و بخسائر إنسانية أقل بكثير لم يفعلها أحد منهم .. هل أورويل على حق ؟ هل هم في قرارة أنفسهم يتمنون استمرار الطاغية , و يخشون سقوطه على يد الجماهير الثائرة ؟ أليسوا هم أيضا فاشيون , تماما مثل ذلك الطاغية , و مثل داعش ؟ سنحصل على برهاننا الملموس عندما تثور شعوبهم ضدهم , سيكون مفاجئا للبعض أن نرى فيهم بشار آخر , ربما أكثر همجية ... و يشمل هذا التساؤل أيضا النخبة المثقفة و السياسية المعارضة في سوريا , التي مع كل موقفها الثابت ضد الأسد , تقضي وقتها اليوم في تلميع شخص لا يقل أسدية عن بشار كالجولاني و المراهنة عليه , و أيضا تلك النخبة في مصر التي انتهت إلى لعق حذاء السيسي العسكري , و منها من وقف ضد نظام مبارك , أو لعق أحذية الإخوان و من وراءهم , و منهم من وقف ضد مبارك و مرسي .. هل عند السلطويين ازدواج شخصية , حيث يكونون ساديين و مازوخيين في نفس الوقت ؟ ساديين تجاه الجماهير , و مازوخيين أمام أي شيء سلطوي , حتى لو كان منافسا أو معاديا , أمام فكرة السلطة نفسها , أمام نظام العبودية ذاك ؟ أنهم حتى و هم يكرهون سلطة ما منافسة أو معادية , يبقون في حالة عشق أو وله أو حتى تقديس لفكرة السلطة نفسها ؟ فيكرهون و يعشقون في نفس الوقت ما يكرهونه ؟ هل السيد هو أيضا عبد لذات الماكينة التي يستعبد الناس بواسطتها , أي السلطة ؟ هل السيد عبد للسوط الذي يجلد به عبيده ؟ الأكيد أن السلطة هي مرض الإنسانية الخبيث , سرطانها القاتل , و فصامها الغبي : إن رغبة أي إنسان , معظمنا على الأقل , حتى اليوم , في أن يكون سيدا على الآخرين , أكبر بكثير من رغبته في أن يصبح حرا , رغبته في أن يجعل الآخرين عبيدا أكبر من رغبته في أن يتحرر هو شخصيا من عبوديته ...



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس العمال - رابطة سبارتاكوس الشيوعية - 1947
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : مجالس العمال و اقتصاد المجتم ...
- كلمات واضحة - لكاتب مجهول
- على الأناركيين أن يقولوا ما يمكن لهم فقط أن يقولوه , للسيد د ...
- سوريا , و الشرق , إلى أين ؟
- كيف -تموت- الثورات
- جيمس هتشينغز : ما العيب في المدرسة ؟ ( الجواب : كل شيء )
- ورطة كبرى ( ماكينة العمل - الحرب )
- عرض لكتاب نوال السعداوي ( الوجه الآخر لحواء ) - ماجدة سلمان
- مبدأ الدولة لميخائيل باكونين
- مالاتيستا : أسلوب الحرية
- بيان من الأناركيين العدميين - إسبانيا - 2012
- -دفاع- لويزة ميشيل أمام المحكمة
- عن عملية استانبول -الإرهابية-
- عن غزوة تشارلي هيبيدو
- البغدادي و الإيغوكرات
- التهليل لمذبحة الفقراء
- على أبواب الذكرى الرابعة للثورة السورية و الربيع العربي
- التعايش السلمي و تأبيد حالة الاستثناء
- عن قيام داعش بإعدام امرأة بتهمة -الزنا- .....


المزيد.....




- ستيفي نيكس تؤجل حفلاتها بعد إصابتها بكسر في كتفها
- من هو المستوطن الإسرائيلي المتهم بإطلاق النار على الفلسطيني ...
- الحكومة الإسرائيلية تصوت بالإجماع على إقالة النائب العام غال ...
- مقتل الطالب السعودي محمد القاسم طعنا في مدينة كامبردج البريط ...
- -اليد الميتة-.. ما هو سلاح روسيا النووي الانتقامي الذي حرك ل ...
- التين الشوكي -كنز غذائي- ربما لا يعرفه كثيرون
- غزة: تسجيل مقتل 94 شخصا اليوم وتأكيدات بأن المساعدات الملقاه ...
- في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: عون يؤكد أن القانون سي ...
- قطاع غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين قرب مراكز لتوزيع المساعدات ...
- ماذا نعرف عن متلازمة غيلان باريه المتفشية بين الأطفال في قطا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن الأسد , داعش , و الآخرين