مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 00:54
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
في الأساس , ليس الغزو هو أصل الدولة فقط , إنما هو الهدف المتوج لكل الدول , كبيرة كانت أو صغيرة , قوية أو ضعيفة , مستبدة أو ليبرالية , ملكية , أرستقراطية , ديمقراطية , حتى الاشتراكية , بفرض أن المثال الأعلى للاشتراكيين الألمان , أي الدولة الشيوعية العظمى , قد يتحقق ذات يوم . و أنه أيضا نقطة الانطلاق لكل الدول , القديمة أو الحديثة , غير قابل للشك من أي كان , لأن كل صفحة من التاريخ العالمي تثبت ذلك بما فيه الكفاية .
لا أحد اليوم ينكر أن الغزو ( أو الاحتلال ) هو الهدف المعترف به للدول الحالية الكبرى . لكن يقال لنا أن الدول المتوسطة أو الصغرى , تفكر فقط بالدفاع عن نفسها و سيكون من السخيف أن تحلم بغزو غيرها . اسخروا كما تشاؤون , لكن هذا هو حلمهم مع ذلك , كما هو حلم أصغر فلاح أن يزيد ملكيته على حساب جاره , أن يوسعها , يكبر , أن يحتل , و بأي ثمن .
إنها نزعة قاتلة متأصلة في كل دولة , مهما كان كبرها , ضعفها , قوتها , لأنها ضرورة صادرة عن طبيعتها . ما هي الدولة إن لم تكن تنظيم السلطة , و في طبيعة أي سلطة عدم قدرتها على تحمل أي متفوق أو مساوي لها - ليس للسلطة غرض سوى السيطرة , و تكون السيطرة حقيقية فقط عندما يتم إخضاع كل ما يعترضها . لا توجد سلطة تتسامح مع سلطة أخرى إلا إذا أجبرت على ذلك , فقط عندما تشعر أنها عاجزة عن تدميرها أو الإطاحة بها . إن التأثير المباشر لوجود سلطة مساوية هو نفي لمبدئها و تهديد دائم ضد وجودها نفسه , لأن هذا مظهر و دليل على عجزها . بالنتيجة , فإن الحرب دائمة بين كل الدول التي توجد جنبا إلى جنب و السلام بينها ليس إلا هدنة مؤقتة .
إنه من طبيعة الدولة أن تضع نفسها , سواء أمام ذاتها أو جميع رعاياها , كغاية مطلقة . و يصبح خدمة ازدهارها , و عظمتها , و قوتها , الفضيلة المتوجة للوطنية . لا تعترف الدولة بأي آخر ( من نوعها ) : كل ما يخدمها هو شيء جيد , أما كل ما يعاكس مصالحها فهو مجرم - هذه هي أخلاق الدولة .
ميخائيل باكونين , لوكارنو , سويسرا , 1871
نقلا عن
https://robertgraham.wordpress.com/2014/04/06/bakunin-the-principle-of-the-state-1871/
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟