مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 21:58
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
ليف تشيرني
ليف تشيرني ( ؟؟18 - 1921 ) كان شاعرا روسيا أناركيا سجنه النظام القيصري في سيبيريا بسبب نشاطه الثوري . في عام 1907 نشر كتابا بعنوان الأناركية "الترابطية" ( القائمة على ارتباط الناس مع بعضهم ) , تحدث فيه عن "الاتحاد الحر بين أفراد مستقلين" . كان تشيرني متأثرا بالأناركي الفرداني ماكس شتيرنر * . عند عودته من سيبيريا عام 1917 أصبح ذا شعبية كبيرة بين عمال موسكو . و كان أيضا سكرتير فيدرالية موسكو للمجموعات الأناركية التي تشكلت في مارس آذار 1917 . في ربيع 1918 ردا على القمع المتزايد لكل معارضة و لحرية التعبير , شكلت الجماعات الأناركية المنضوية في فيدرالية موسكو مجموعات مسلحة , سميت بالحرس الأسود , و لعب ليف تشيرني دورا فعالا في تشكيلها . في ليلة الحادي عشر من أبريل نيسان 1918 هاجمت التشيكا , الشرطة السرية التابعة للبلاشفة , مبنى فيدرالية موسكو و اصطدمت بمقاومة مسلحة من الحرس الأسود . قتل حوالي أربعين أناركيا و اعتقل قرابة خمسمائة آخرين . في 1919 انضم تشيرني إلى مجموعة أناركية سرية , أصدرت عددين من نشرة إخبارية شجبت الديكتاتورية الشيوعية على أنها أسوأ استبداد في تاريخ البشرية . في 25 سمبتمبر أيلول 1919 قامت مجموعة صغيرة من الاشتراكيين الثوريين و الأناركيين بتفجير مقر لجنة موسكو للحزب الشيوعي احتجاجا على تفاقم القمع . قتل 12 شيوعيا و جرح 45 آخرين . في آب أغسطس 1921 نشرت أزفستيا موسكو تقريرا رسميا أعلن أن "عشرة من قطاع الطرق الأناركيين" قد أعدموا رميا بالرصاص دون محاكمة . كان بين من أعدموا ليف تشيرني رغم أن بول أفريتيش يشير في اثنين من كتبه عن الأناركيين الروس أن تشيرني أعدم في سبتمبر أيلول من ذلك العام , و ليس في أغسطس . رغم أنه لم يشترك في الهجوم على مقر لجنة موسكو , فإنه كان , بسبب اتصالاته بالمنظمة الأناركية السرية , هدفا مناسبا لإلصاق التهمة به . رفض الشيوعيون أن يعطوا جثته لأسرته ليدفنوها , و كانت هناك إشاعات مستمرة عن أنه كان قد مات تحت التعذيب .
* تشبه فكرة تشيرني هذه تصور شتيرنر عن اتحاد بديل عن الأشكال الهرمية للمجتمعات , سماه اتحاد المتفردين
نقلا عن
http://simple.wikipedia.org/wiki/Lev_Chernyi
غايتانو بريشتي
هو أناركي أمريكي إيطالي قام باغتيال الملك الإيطالي أمبرتو الأول . وجد ميتا في السجن , "انتحر" على يد حراسه . ولد في توسكاني عام 1969 . قتل في 22 مايو أيار 1901 . هاجر غايتانو بريتشي من إيطاليا إلى الولايات المتحدة و كان يعمل و يعيش في مجتمع الأناركيين الإيطاليين - الأمريكيين في باترسون , نيو جيرسي , عندما أدت الاحتجاجات على رفع أسعار الخبز إلى مظاهرات شملت كل إيطاليا . في ميلان , أمر الجنرال بافا بيكاريس بفتح النار من المدافع على مظاهرة سلمية , مما أدى لمقتل المئات . "تمت استعادة النظام" , بعدها قام الملك أمبرتو الأول بكل وقاحة بتتويج الجزار بيكاريس بوسام رفيع . نتيجة لهذه الأحداث قرر غايتانو أن يقتل الملك . فذهب إلى مونزا في إيطاليا حيث كان الملك يزورها و أفرغ فيه ثلاث طلقات في 29 يوليو تموز 1900 .
"امتلك ذلك الرجل الشجاعة ليقتل الملك .. حسنا , ذلك الرجل غايتانو بريتشي الذي جاء من أمريكا , ذلك البلد الرائع وراء الأفق , لم يبد لي في خيالي الطفولي , كوحش , بل كبطل عظيم" إي . أريغوني - , الحرية : حلمي
تولى الدفاع عن بريتشي المحامي الأناركي فرانسيسكو سافييرو ميرلينو , و حكم عليه في ميلان , في 29 أغسطس آب 1900 بالأشغال الشاقة مدى الحياة في سجن سانتو ستيفانو في جزيرة فينتوتيني ( حيث سجن الكثير من الأناركيين على مر السنين ) .
"ذات يوم بينما كنت في مقهى مع ماكس و فيكتور , قرأت في صحف بعد الظهيرة عن مقتل الملك همبرت على يد أناركي . كان اسم القاتل غايتانو بيريتشي . تذكرت صاحب الاسم : أحد الرفاق النشطاء في مجموعة باترسون الأناركية , في نيو جيرسي . فكرت كم هو غريب أنه قد قام بعمل كهذا , فغايتانو ترك في انطباعا مختلف كثيرا عن معظم الإيطاليين الذين عرفتهم . لم يكن أبدا صاحب مزاج سريع الغضب و لم يكن من السهل إثارته . تساءلت عن الشيء الذي قد يكون دفعه لقتل ملك إيطاليا . قال فيكتور أن اضطرابات الجوع في ميلان عام 1898 , هي السبب المحتمل لفعلة بيريتشي . كثير من العمال فقدوا حياتهم ذلك اليوم نتيجة هجوم الجنود على الناس الجوعى و العزل . سار هؤلاء نحو القصر المحاط بقوة عسكرية كبيرة تحت قيادة الجنرال بافا بيكاريس . و تجاهل الناس الأوامر بالتفرق , عندها أعطى الجنرال أوامره التي انتهت بمجزرة للمتظاهرين . امتدح الملك همبرت الجنرال بيكاريس "لدفاعه الشجاع عن القصر الملكي" و منحه وساما لفعلته المجرمة .. أعرف أي تعذيب سيلقاه في السجن و تذكرت المعاملة الرهيبة للوتشيني , ضحية أخرى للصراع الاجتماعي القاسي . بقينا لبعض الوقت في المقهى , نناقش الخسارة الهائلة لحياة البشر المنخرطين في حرب الطبقات الرهيبة في كل البلدان . و كشفت لأصدقائي عن الشكوك التي بدأت تراودني منذ فعلة ساشا ( تدليل الكسندر بيركمان , صديق غولدمان و رفيق حياتها , الذي حاول اغتيال هنري فيك عام 1892 انتقاما للعديد من العمال المضربين في شركة فيك الذين قتلوا على يد مأجورين من قبل فيك نفسه و حكم عليه بالسجن 14 عاما بسبب محاولة الاغتيال الفاشلة تلك ) , رغم أني أدرك تماما حتمية مثل هذه الأفعال التي تنتج عن الظروف السائدة"
إيما غولدمان , كيف عشت حياتي , الفصل 22
"كان لدي ارتباط آخر في باترسون , نيو جيرسي ... كنت سعيدة بهذه الفرصة لأعرف المزيد عن بيريتشي و عن حياته . ما سمعته من أقرب رفاقه أقنعني مرة أخرى بمدى صعوبة أن نعرف حقا ما في قلب الإنسان و سهولة أن نقوم بالحكم على الآخرين على أساس معطيات سطحية . كان غايتانو بيريتشي أحد مؤسسي جريدة المسألة الاجتماعية , الجريدة الأناركية الإيطالية التي تصدر في باترسون . كان حائكا ( خياطا ) ماهرا اعتبره أصحاب العمل كعامل مجتهد و رصين , مع ذلك كان أجره يبلغ 15 دولارا في الأسبوع فقط . كان يعيل زوجة و طفل , مع ذلك تمكن من أن يقدم تبرعات أسبوعية للجريدة . حتى أنه ادخر مائة و خمسين دولارا أقرضها لهيئة تحرير الجريدة في لحظة حرجة من حياتها . اعتاد بيريتشي أن يقضي وقت فراغه في المساء و أيام الآحاد في المساعدة في عمل المكتب و في الدعاية . كان محبوبا و محترما بسبب إخلاصه هذا من كل أعضاء المجموعة . حتى جاء يوم طالب فيها بيريتشي على نحو مفاجئ استرجاع القرض الذي منحه من قبل للجريدة . قيل له وقتها أن هذا مستحيل . لم تكن هيئة تحرير الجريدة تملك أية أموال و كانت خاسرة في الواقع . لكن بيريتشي أصر و رفض حتى أن يعطي سببا لطلبه هذا . أخيرا نجحت المجموعة في تدبير المبلغ لترد دين بيريتشي . لكن الرفاق الإيطاليين شعروا باستياء مرير من سلوك بيريتشي , وصفوه بالبخيل , يحب المال أكثر من مثله العليا . و نبذه بعدها معظم أصدقاءه . بعد عدة أسابيع وصل خبر اغتيال غايتانو بيريتشي للملك أمبرتو الأول . مع وصول تلك الأخبار أدرك أعضاء مجموعة باترسون أنهم قد ظلموا الرجل بقسوة . لقد أصر على استعادة نقوده ليؤمن أجرة سفره إلى إيطاليا ! لا شك أن إدراك الظلم الذي عاملوا به بيريتشي أثقل كاهلهم أكثر من استيائه هو منهم . لكي تكفر عن ذلك قررت مجموعة باترسون أن تقوم بدعم ابنة رفيقهم الشهيد , و كانت طفلة صغيرة جميلة جدا .
إيما غولدمان , كيف عشت حياتي , الفصل 23
نقلا عن
http://recollectionbooks.com/bleed/Encyclopedia/BresciGaetano.htm
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟