مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 18:09
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مقدمة المترجم : تعرف كرايم ثينك نفسها بأنها مجموعة ( تعاونية أو تشاركية ) شكلها عمال سابقون , تتألف من خلايا مستقلة ذاتيا , استعارت اسمها من رواية جورج أورويل 1984 , الجريمة الفكرية كما عرفها النظام الشمولي في رواية أورويل هي الفعل الإجرامي المتمثل بحمل أفكار أو شكوك لا يصرح بها حاملها تعارض إيديولوجية الحزب الحاكم أو سياساته أو تشك في صحة ما يقوله و يفعله
من كتاب نهارات الحرب , ليالي الحب , لمجموعة كرايم ثينك
ما هي كرايم ثينك ؟ ( الجريمة الفكرية )
اليوم كل ما لا يباع و لا يشترى و لا يمكن تزييفه , هو كرايم ثينك
مقدمة : ما هي الكرايم ثينك
هناك شبح يجوب العالم , شبح الكرايم ثينك و الجبهة السرية التي تبشر به . في كل حمام داخل الشركات الكبرى , عند كل زاوية شارع , تحت كل سقف من الغيتوهات الى الضواحي يمكنك أن تسمع تلك الهمسات "ما هي الكرايم ثينك ؟ من هم ؟ و ماذا يريدون ؟" . هذه الأسئلة قابلة للاقتراب منها , و حتى يمكن الجواب عليها . ليست الكرايم ثينك مهمة لما هي عليه , بل لما ليست عليه : فهي ليست كغيرها منظمة تضم أعضاء . و لا طليعة نخبوية تريد قيادة الجماهير من الظلام إلى الخلاص - أظهرت التجربة آلاف المرات أن مثل هذه الأحزاب هي القوى الاجتماعية التي تخلق الجماهير . و هي أيضا ليست حركة , إما لأن مثل هذه الاشياء توجد فقط كجزء من التاريخ , و تخضع بالتالي لقوانينه - الولادة , فالصعود , ثم الانحطاط . و لأن الكرايم ثينك قوة توجد تحت تيارات التاريخ , و خارج سلسلة أحداثه , فإن كرايم ثينك هي البوادر الأولى لثورة ستأخذنا جميعا خارج التاريخ . كرايم ثينك لا تقهر لأنها بلا مركز , أميبية ( متحولة ) , غير مرئية . من هي كرايم ثينك ؟ يمكن أن تكون أي واحد - المرأة الجالسة بجانبك في الباص قد تكون واحدة منا . و ربما توجد نواة مستقلة من كرايم ثينك في مدينتك و أنت تقرأ هذه السطور , و قد تشكل أنت واحدة عندما تنتهي من قراءة هذا الكتاب . لأن كرايم ثينك هي تعبير عن الأشواق التي في كل قلب , قد تكون مجرد ثلاثة مسافرين إيطاليين في نزل إيطالي ليلي أو مئتي ألف خلية مستقلة في ثورة عارمة في الشهر المقبل . أما ماذا نريد - فعليك أن تسأل كل واحد منا , فردا فردا , و نأمل أنك ستعرف أكثر من مجرد الثقة بالناس عندما يجيبون على ذلك السؤال . لقد قيل عن أحد أسلافنا , عن مجموعة من الفنانين و المنظرين السابقين الذين نشطوا سابقا في ستينيات القرن العشرين , أن مجموعتهم كانت متميزة في أنها كانت تمثل موقفا و ليس إيديولوجيا ( ليس "موقفا" بل "اقتراحا" ) . سيكون مغريا أن نقول أن كرايم ثينك قد حسنت طريقتهم في أنها قد تأسست على أساس الرغبة المشتركة , عوضا عن النقد المشترك , لكن هذا أيضا يعجز عن التقاط النقطة . في أن كرايم ثينك هي شبكة رغبات , متفردة تماما بالنسبة للأفراد التي يشعرون بها , أن هذا ما يميزها . و بغض النظر عن أنها وسيلة للشبك بين هذه الرغبات , لخلق علاقات ذات نفع متبادل بين البشر ذوي الاحتياجات المختلفة . لهذا نجد البيروقراطيين و رجال الأعمال الذين يعتمد وجودهم على عزلتنا و إحباطنا يرتجفون في أحذيتهم . هكذا أصبحنا أول من أطلق النار في الحرب العالمية الثالثة و الأخيرة , الحرب التي ستخاض في سبيل التحرير الكامل .
كرايم ثينك لكم !
كيف تستخدم هذا الكتاب
من المهم أن نبين أن هذا الكتاب لم يصمم لكي يستخدم بالطريقة التي يستخدم فيها أي كتاب "طبيعي" . عوضا عن قراءته من الجلدة إلى الجلدة , و الإدلاء بآرائكم الروتينية الموافقة أو المعترضة أثناء قراءتكم ( و بدلا حتى من قرارك ب"تبني" أفكارنا , على طريقة المستهلك السلبي ) , ثم تضعه على الرف كملكية أخرى خاملة , فإننا نأمل أنكم ستستخدمون هذا الكتاب كأداة في جهودكم - ليس فقط لتفكروا في هذا العالم , بل أيضا لتغيروه . يتكون هذا الكتاب من أفكار و صور , قمنا بسرقتها و تعديلها وفقا لأغراضنا , و نأمل أنكم ستفعلون نفس الشيء مع محتوياته . و لا توجد حاجة حتى لقراءته كوحدة واحدة إذا لم تستمتعوا به , قول كهذا قد يبدو مكررا للإنسان العادي , على أي حال . لكن من فضلكم استخدموا الصور بكل الوسائل في بوسترات , و اقتطعوا جملا لكتاباتكم , و أعيدوا تفسير الأفكار و خذوها على أنها أفكاركم الخاصة , و قدموا المقالات على أنها أبحاثكم في درس علم الاجتماع - إذا كان يجب أن تحولوا هذه الأوراق إلى أي شيء , فهذا هو !
أما بالنسبة للمحتوى نفسه , فقد حصرنا أنفسنا في الجزء الأكبر هنا في انتقاد النظام القائم , لأننا نثق بكم فيما تبقى . الجنة مكان مختلف لكل واحد , أما الجحيم , هذا الجحيم بالتحديد , فإننا نعيش فيه بشكل مشترك . يفترض أن يساعدك هذا الكتاب في تحليل و تفكيك هذا العالم - ما ستبنيه لنفسك بعد ذلك فهذا متروك لك رغم أننا نقترح عدة أفكار عامة من أين نبدأ . في كتابنا التالي سنقدم اقتراحات أكثر تفصيلا , و سنشارككم بعض تجاربنا بحثا عن بدائل للبنى و القوى التي نهاجمها في كتابنا هذا . في هذه الأثناء تذكر : إن الرغبة في التدمير هي أيضا رغبة مبدعة ... تدمير سعيد ! ناديا سي
نقلا عن
http://en.wikisource.org/wiki/Days_of_War,_Nights_of_Love/Preface
الأناركية هي الفكرة الثورية القائلة بأن لا أحد مؤهل سواك ليقرر كيف يجب أن تكون حياتك
- إنها تعني محاولة أن تفهم كيف سنعمل معا لنلبي حاجاتنا الفردية , كيف نعمل مع بعضنا و ليس عند بعضنا أو ضد بعضنا . و عندما يكون هذا مستحيلا , فإنها تعني تفضيل الصراع على الخضوع و الهيمنة
- إنها تعني عدم وضع أي نظام أو إيديولوجيا فوق البشر الذين يفترض أن تخدمهم , و عدم وضع أي شيء نظري فوق الأشياء الحقيقية في هذا العالم . إنها تعني أن نبقى مخلصين للبشر الواقعيين ( و الحيوانات , الخ ) , أن نحارب لأنفسنا و لبعضنا البعض , ليس بدافع "المسؤولية" , و لا في سبيل "القضية" أو أية مفاهيم أخرى غير محسوسة
- إنها تعني ألا تقمع رغباتك لحساب أي نظام هرمي , بل أن تقبلها جميعها , و أن تقبل نفسك . إنها تعني ألا تفرض على نفسك أن تخضع لأي قوانين خارجية , ألا تحصر مشاعرك ضمن المتوقع أو العملي , ألا تغلق القفص على غرائزك و رغباتك لأنه لا يوجد سجن يتسع للروح البشرية في كل رحلاتها و علوها و عمقها
- إنها تعني أن ترفض أن تضع مسؤولية سعادتك بيد أشخاص آخرين , سواء أكانوا والديك , حبيبك , رب عملك , أو المجتمع نفسه . إنها تعني أن تأخذ مهمة البحث عن معنى حياتك و عن السعادة فيها على عاتقك أنت
أي شيء آخر سنبحث عنه إن لم تكن السعادة ؟ إن لم يكن لشيء ما قيمة لأننا لم نجد معنى أو سعادة فيه فأي شيء آخر يمكن أن يجعله مهما ؟ كيف يمكن لأشياء مجردة , لا معنى لها , مثل "المسؤولية" , "النظام" , "الملكية" أن تصبح أكثر أهمية من الحاجات الفعلية للبشر الذين اخترعوها ؟ هل علينا أن نخدم أرباب عملنا , آباءنا , الدولة , الله , الرأسمالية , القانون الأخلاقي , على حساب أنفسنا ؟ من قال لك ذلك على أية حال ؟
نقلا عن
http://en.wikisource.org/wiki/Days_of_War,_Nights_of_Love/A
ملاحظة من المترجم :
مهما كنت , ستكون ردة فعلك الأولية على هذه السطور عادة مزيجا من الفرح البدائي و النشوة الطفولية و ربما شيئا من حماسة الشباب , قبل أن يعود الكهل أو الأنا الأعلى داخلك ليفرض سلطته من جديد بعد ذلك , تماما كما جرى مع أنجلز بعد قراءته كتاب ماكس شتيرنر "المتفرد و ملكيته" , قبل أن يقوم ماركس بضبط تلك الأحاسيس و الحماسة في وقت لاحق و قمعها باستخدام منطقه السلطوي الحتمي "الناضج" و "العلمي" , حيث تقتل الرطانة العلمية الواقع و تستخدم المفاهيم و المصطلحات كبديل عن الحياة و المشاعر و التناقضات الحقيقية , و ما أن تتعود على هذا التزييف للواقع حتى تصبح بارعا به أنت أيضا .. لكن كي أتحاشى غضب أصدقائي الأناركيين الشيوعيين و دفاعا عن "الحقيقة" أولا سأوصي القارئ بمراجعة بعض التعليقات و الردود ( من هذا النوع ) على الكرايم ثينك , ( بعضها وجيه جدا بالمناسبة , خاصة ما كتبه كين كناب : "رغم حرصكم ألا تقعوا في حبال الإيديولوجيا لكن كتابكم يزخر بالتعليقات التبسيطية غير الكافية . في بعض المواضع تكونون منفتحين و متواضعين بشكل مثير للإعجاب , و في أماكن أخرى تقدمون أنفسكم و كأنكم تملكون الأجوبة الأكيدة على كل شيء ذا معنى من مغزى الحياة إلى .... . و كثير من توصيفاتكم للنضالات الراديكالية تبسيطية . مثال صغير من أمثلة كثيرة : إن وصفكم لكومونة باريس على أنها "نوع من مهرجان أناركي استمر لعدة أشهر , قبل أن يستعيد مفسدو الألعاب السيطرة و يذبحوا الجميع" هو تزييف كبير للواقع . حتى لو كان هناك جانب احتفالي من المهم أن ندركه , فقد امتلأت الكومونة أيضا بالمعاناة , و التضحية بالنفس , الوطنية , المساومات , التخبط , الخيانات , و المؤامرات السياسية الدنيئة , و الإيديولوجيات المتخاصمة ... كما أنكم تعرضون أفعال التمرد على أنها جيدة بالمطلق , و تعرضون النظام على أنه سيء بالمطلق . أما الواقع , فكما أن الكثير من الثورات و الحركات الراديكالية تمتلئ بالأخطاء و النواقص , فإن الكثير من جوانب المجتمع المعاصر إيجابية , أو قابلة لأن تكون . حقيقة أن البشرية تمكنت من البقاء حتى يومنا تعكس ذلك . نملك جميعا ميلا طبيعيا لنعبر عن وجهات نظرنا باستخدام تعابير جيد ضد سيء - ذلك أسهل لتأجيج الحماسة للنضال - لكن عندما تكون مغرقة في التبسيط فإنها تزيف الواقع و بالتالي تعيق أي نضال جدي .... ) :
http://libcom.org/library/crimethinc-comments-ken-knabb
http://www.anarkismo.net/article/3664?include_comments=true&-print-_page=true
لنعد إلى الرأي الآخر , تحدث كين عن نجاح البشرية في البقاء إلى يومنا هذا كدليل على وجود شيء ما إيجابي في النظام القائم , و ما سبقه , بشكل أو بآخر .. لا يساورني الشك أن كين لم يكن يقصد أن يدافع عن النظام القائم بقدر ما كان يسجل حقيقة واقعة بالفعل , أن المآسي التي أنتجتها و تنتجها كل تلك الأنظمة لم تؤد , حتى يومنا هذا على الأقل , لانقراض الجنس البشري , رغم أنه يمكن القول أنها كادت تفعل ذلك أكثر من مرة دون أن تنجح , كان الناس يتوقفون فجأة عن الانزلاق نحو الهاوية , و لا يبدو أن للنظام القائم ( يومها و لا الآن ) أي فضل في ذلك .. يوجد في كتاب كرايم ثينك نفسه مادة بعنوان "هناك فرق بين الحياة و البقاء على قيد الحياة" , تقول : مهما كان ما تقوله العلوم الطبية , هناك فرق بين الحياة و البقاء على قيد الحياة . أن تكون حيا يعني أكثر من أن ينبض قلبك و يعمل دماغك , أن تكون حيا بالفعل شيء أكثر ذكاءا و أكثر روعة . تقيس أجهزتهم ضغط الدم و الحرارة , لا المتعة , أو الرغبة أو الحب , أي كل ما يعطي الحياة معنى . ليصبح هناك معنى لحياتنا من جديد , لنعيشها إلى أقصاها , علينا أن نعيد تعريف الحياة نفسها . علينا أن نتخلص من تعريفهم السريري المحض , بآخر يتحدث عما نشعر به بالفعل .... الخ
أخيرا , للعودة إلى الأصل إن أحببتم , موقع الكرايم ثينك بالانكليزية هو
http://www.crimethinc.com/
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
