أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - البغدادي و الإيغوكرات














المزيد.....

البغدادي و الإيغوكرات


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 07:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الإيغوكرات - ماو , ستالين , هتلر , كيم إيل سونغ - ليس صدفة أو انحرافا أو انفجارا للاعقلانية , إنه تجسيد لعلاقات النظام الاجتماعي القائم" - فريدي بيرلمان

في البداية يكون الإيغوكرات فردا معزولا و عاجزا , تماما كالجميع , لكنه يتمرد على المشهد في بحثه عن إنسان "منعتق" أو "متحرر" , عندها يصبح ثائرا .. ثم يحول ثورته تلك إلى "فكرة" .. مسلحا بالفكرة , رغم أنه مازال صامتا و عاجزا كالآخرين , لكنه لم يعد مثلهم , فقد أصبح شخصا "واعيا" , استحوذ على الفكرة .. و ليثبت ذلك لنفسه و للآخرين , يجب أن يراه الآخرون على نحو مختلف , أن يأكدوا له و للبقية أنه يمتلك "الفكرة" بالفعل .. مازال وحيدا , معزولا , محاصرا بالمشهد , لكنه يجد طرقا "للتواصل" مع الآخرين , ليس بتحطيم المشهد , بل بأن يحيط نفسه بأشخاص يفكرون مثله , يمتلكون نفس "الفكرة" , يثبتون لبعضهم البعض أنهم "مختلفون" , أنهم الشعب المختار .. عند هذه النقطة تصبح الفكرة غير قابلة للتعديل أو النقض , أي محاولة لمراجعتها أو "تطويرها" هي "خيانة" أو "ردة" , يقوم أصحابها بتجميدها , لتكتسب أكثر فأكثر صفات توليتارية ( شمولية ) صريحة .. لكي يحمل الأفراد "الفكرة" يصبح ضروريا أن يتوقفوا عن التفكير .. بدلا من الهدف الأول ( الإنسان المتحرر ) يصبح الوعي ( أو استحواذ الفكرة ) هو الهدف , ثم يتجسد ذلك الهدف ( أو الفكرة ) في الحزب أو المنظمة : مجموعة من الناس المعجبين ببعضهم و بذواتهم , سيشكل هؤلاء المؤسسة الأولى .. هنا يسطع نجم التخصصيين "بالفكرة" , الذين يقتصر إنتاجهم الفكري على ترديد بعض "الحقائق المعينة" .. هنا تسيطر وحدة الإيديولوجيا , السلطة المطلقة للمتخصصيين "بالحرية" .. بنقدها و رفضها للمشهد إيديولوجيا تكرر منظمة المتخصصيين بالحرية إنتاج علاقات المشهد داخلها .. ثم تندار المنظمة التي استحوذت على "الفكرة" نحو العالم , لتغير الواقع بما يتناسب مع "فكرتها" : تصبح المجموعة "ثورية" , تريد أن تنقل شكل و طبيعة العلاقات داخلها إلى مستوى المجتمع بأسره .. عندها , يصبح من "الثوري" ألا يتأخر أحد عندما تصدر قيادة التنظيم الأمر , دون أي تردد أو فرصة للتفكير .. عندها تمسخ "الفكرة" أكثر لتصبح مجرد تبرير لممارسات التنظيم القمعية الداخلية .. تتوسع المنظمة باستخدام أساليب الدعاية أولا ثم أساليب الخداع .. يحاول الإيغوكرات الناشئ جاهدا توسيع نطاق هيمنته على أعداد أكبر من الأفراد : سيصبح "قائدا جماهيريا" .. يصبح هدف التنظيم الصريح هو اكتساب أعضاء جدد , لم تعد الفكرة ذلك النجم الساطع , تصبح مجرد وسيلة لبلوغ تلك الغاية , تتحول إلى أي شيء يمكنه أن يجتذب أكبر عدد من الأتباع , و شيئا فشيئا تبتعد عن "انعتاق الإنسان" و تأخذ بالدوران حول التخلص من "أعداء حقيقيين أو وهميين" : تدب الحياة في كلمات أو صور مجردة كالمرتدين , أعداء الثورة أو أعداء الشعب أو العملاء أو غيرهم , و يصبح استئصالهم هو الهدف الجديد للفكرة .. يعوض الإيغوكرات عن ضعف "منظمته" و محدودية شعبية "فكرته" , و شعبيته هو بالذات , بصور مشهدية "مرعبة" , إنه يحتاج أن يظهر أقوى مما هو عليه بالفعل .. لا يكفي تملق و احترام أتباعه , إنه بحاجة إلى أن ينافس المشهد نفسه في الإثارة و الغرائبية , فيبدع طقوسا مدائحية غرائبية تكرسه سيدا للمشهد .. عندما كانت الطبقة الحاكمة تحتكر المشهد و تستخدمه لخلق أفراد معزولين عديمي الحيلة , كان هو أحدهم , رفض الإيغوكرات المشهد , لكن ها هو يعود إليه , ليستخدمه لنفس الغرض , لحسابه هذه المرة .. أولا يتصالح الإيغوكرات مع المشهد , ثم يبدأ بالاستحواذ عليه .. عبر لينين عن ذلك بقوله : نريد أن ننتزع جهاز الدولة الرأسمالية من يد الرأسمالية , أن نجعله حتى أكبر , أكثر شمولية , أكثر "ديمقراطية" , هذا هو وعد الإيغوكرات و برنامجه الحقيقي : إعادة إنتاج إثارة المشهد , و إعادة إنتاج عبودية أمثاله للمشهد .. باستيلائه على المشهد , يستكمل الضحية السابقة للمشهد تحوله , لقد أصبح إيغوكرات , أصبح خليفة


الإيغوكرات : تعبير اخترعه بعض المفكرين التحرريين لوصف الديكتاتوريات الشمولية الصاعدة في النصف الأول من القرن العشرين .. يتألف من كلمتي إيغو : تعني أنا أو ذات , و كرات و تعني حاكم .. استخدمها هؤلاء المفكرين التحرريين لإعطاء وصف أدق لقادة تلك الأنظمة الشمولية من مجرد وصف ديكتاتور .. يهدف النظام الشمولي لإقامة مجتمع مغلق و موحد , لم يعد يتألف من أفراد , حيث تعرف الجميع بنفس الأهداف و الآراء و الممارسات .. حسب المفكر الفرنسي ليفورت عرفت الستالينية الشعب بالبروليتاريا , و البروليتاريا بالحزب , و الحزب بقيادته , و تلك القيادة بالإيغوكارت ...

SPECTACLE :
المشهد : عنى به الفيلسوف غي ديبورد ثقافة الصور التي تحل مكان الواقع و تنفصل عنه , و تحول البشر إلى متفرجين سلبيين , معزولين , فاقدي القدرة على التواصل .. حسب ديبورد , تسلع الرأسمالية الأفكار و التجارب الإنسانية و تمسخها إلى مجرد صور , مستقلة عن البشر , عن صانعيها



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهليل لمذبحة الفقراء
- على أبواب الذكرى الرابعة للثورة السورية و الربيع العربي
- التعايش السلمي و تأبيد حالة الاستثناء
- عن قيام داعش بإعدام امرأة بتهمة -الزنا- .....
- ترجمة المنشور رقم واحد للمجموعة الألمانية المعادية للنازية , ...
- عن الفردية و التمرد للأناركي الفرداني الإيطالي رينزو نوفارتي
- أناركيون
- لا تقتل لليو تولستوي
- رسالة إلى الخليفة البغدادي
- تعليق على مقال الدكتور عصام الخفاجي جهاديو الحركة الشيوعية و ...
- موقف منظمة أهدوت ( الوحدة ) الأناركية الشيوعية الإسرائيلية م ...
- في نقد الحالة السورية
- في البحث عن -حقيقة-
- سنوات الستينيات و السبعينيات اللاهبة
- العنصرية المعادية للسوريين , و العنصرية المضادة , و موت الأو ...
- رسالة إلى الرفاق الأناركيين الكرد
- زوال أوهامي عن روسيا , لإيما غولدمان
- عن المجموعة الأناركية كرايم ثينك crimethinc
- الدين , و الثورة .. بين التاريخ و الحاضر
- الأناركية النقابية عن الإضراب العام


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - البغدادي و الإيغوكرات