|
التقدُميةُ والتمدُن
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 16:55
المحور:
المجتمع المدني
لستُ مُتزَمِتاً ولا تقليدياً أكثر من اللازم .. فحتى بعد تجاوزي الستين من العُمر ، فأنهُ من العادي بالنسبةِ إلَي، أن تتخلَل الجلسات مع الأصدقاء ، بعض القفشات المَرِحة او حتى النكات التي فيها بعض البذاءة ، بين الحين والحين ، لترطيب الأجواء ، والإبتعاد مُؤقتاً عن الأحاديث السياسية اليومية ، المُتعِبة والمُحبِطة . ولكن أن تتحّوَل الجلسة ، بالكامل ، الى ساحةٍ ، لِسَرد الغزوات الجنسية والإفتخار بِما اُنجِزَ في حانات بيروت وملاهي تبليس ومحلات المساج في بانكوك ... الخ ، فأن ذلك إسفافٌ في نظري ، ونَمَطٌ لا أستسيغه . ........................ أيضاً ، هنالك بعض الذين يعتمرون أقنعة " اليسار والتقدُمية " ، يتصورون ، ان الحديث الرئيسي ، في لقاءاتهم ، ينبغي ان يدور ، حول الإلحاد والتهجُم على الأديان بأساليب رخيصة ، ويتفاخرون فيما بينهم بأنهم بالضِد مِنْ كُلِ إيمانٍ .. ويتوهمونَ ، بأن ذلك كافٍ ، لأن يكونوا ثوريين وتقدُميين ! . وإذا طلبتَ منهم ، أن يُناقشوا " الفكر " ويبرهنوا على صِحة ما يعتقدون ، فأنهم يتهربون ببساطة ، لأنهم على الأغلَب لايفقهون شيئاً ! . وفوق ذلك والأمَرُمن ذلك ، فأن البعض من أمثال هؤلاء ، مُنافقون أيضاً ، فهُم خارج الجلسات ، يتملقون رجال الدين ، بل حتى يُمارِسون الطقوس الدينية . والبعض الآخر ، يعتقد بأن الذي لايشرب الويسكي والعَرق والبيرة ، فليسَ من المعقول ، أن يكونَ مُتمدناً .. بل ، كُلّما أفرطَ ، كانَ ذلك دلالةً على أنهُ مُتمَرِد وثوري درجة أولى ! . وإذا قلتَ لهُ : من الأفضل ان تكون مُعتِدلاً في شُربِكَ ... ينتفِض ويقول لكَ بأنكَ رجعيٌ مُتخَلِف ! . ........................ لا أدّعي بأنني قديس ... فأنا مثل معظم الناس ، قمتُ وأقومُ وسأقومُ ... بِما تتطلبهُ حياتي اليومية ، من مُمارسات وأفعال ، قَد لاتُرضي البعض ... لكنني بالتأكيد ، لا أفعلُ ذلك ، على حساب الإعتداء على حُرية " الآخَرين " في مُعتقداتهم وأفعالهم . وأحاوِل ( قَدر الإمكان ) أن أكون صادقاً مع نفسي ومع الآخرين .. فلا أتظاهَر في نَدوةٍ عامّة ، بأنني مُثقّفٌ مُلتَزِم وأتكلمُ عن القضايا الكُبرى .. ثم بعد ساعاتٍ فقط ، أتحمسُ في جلسةٍ خاصة ، للإسهابِ في حديثٍ تافهٍ لايليق ! . ...................... أسمعُ بأشخاصٍ ، تكون محاور الحديث في جلساتهم ، حول الجنس والإلحاد وشرب الخمر فقط ، وهم بعيدون كُل البُعد ، عن " التمدُن والتقدُمية والثورية " .. فهُم في الصباح التالي ، يُمارسون السُلطةَ في مقراتهم او دوائرهم ، على أسوأ ما يكون الإستبداد والفساد .. ورجعيون ومتخلفون في التعامُل مع عوائلهم ومع المُحيط الإجتماعي . التمدُن والتقدُمية والثورية ... لاتشترط أن تكون مُبتذلا في أقوالك ، أو سكيراً او مُلحداً . فالتمدُن والتقدمية والثورية ... إسلوبٌ راقٍ لمُمارسة الحياة .
لمعرفة اخر تطورات فيروس كرونا في بلدك وفي
العالم كله انقر على هذا الرابط
https://ahewar.org/Corona.asp
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,244,345,265
|
-
على جانِبَي جِسر الأئِمة
-
.. مِنْ عَشيرة المُحافِظ !
-
الحرامي المُحتَرَم !
-
الضابطُ نائمٌ !
-
العراقُ عظيمٌ .. وليخسأ الخاسئون !
-
ربوبي
-
- إصعدوا شُبراً أو شبرَين - !
-
تعديلات على مسوّدة مشروع دستور أقليم كردستان
-
قصّة مدينتَين
-
إمرأة إيزيدية لِرئاسة أقليم كردستان !
-
صراعات ... وتِجارة
-
أحلامنا الضائعة
-
في الذكرى 81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
-
ديمقراطيتنا الهّشة ... على المَحَك
-
داعشيات
-
إبن ستة عشر كلب .. ولن يدفَع !
-
اليوم العالمي لل - سُعادة - !
-
الحكومةُ والشعب
-
عن القمار والمُقامِرين
-
بينَ عالمَين
المزيد.....
-
جمعية مغربية للمهاجرين تحظى بجائزة إسبانية
-
إعلام أمريكي: إدارة بايدن بصدد إنهاء الاحتجاز طويل الأمد لعا
...
-
للأسبوع الـ37.. آلاف الصهاينة يتظاهرون مطالبين باستقالة نتني
...
-
للأسبوع الـ37.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين باستقالة
...
-
سوريا: بعض الدول الغربية تتعامل مع ملف اللاجئين بطريقة -مسيّ
...
-
اليمن.. عشرات القتلى في احتدام معارك مأرب وتعز وعدد النازحين
...
-
فيروس كورونا: مجلس الشيوخ الأمريكي يقر خطة إغاثة بقيمة 1.9 ت
...
-
عملية للمارينز الأمريكي تنتهي باعتقال القيادي البارز في القا
...
-
المقداد يتهم دولا غربية بـ-تسييس- ملف عودة اللاجئين السوريين
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين برحيل نتنياهو
المزيد.....
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
-
منظمات «المجتمع المدني» المعاصر: بين العلم السياسي و«اللغة ا
...
/ جوزف عبدالله
-
وسائل الاعلام والتنشئة الاجتماعية ( دور وسائل الاعلام في الت
...
/ فاطمة غاي
-
تقرير عن مؤشر مدركات الفساد 2018 /العراق
/ سعيد ياسين موسى
-
المجتمع المدني .. بين المخاض والولادات القسرية
/ بير رستم
-
المثقف العربي و السلطة للدكتور زهير كعبى
/ زهير كعبى
-
التواصل والخطاب في احتجاجات الريف: قراءة سوسيوسميائية
/ . وديع جعواني
-
قانون اللامركزية وعلاقته بالتنمية المستدامة ودور الحكومة الر
...
/ راوية رياض الصمادي
المزيد.....
|