كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 00:57
المحور:
الادب والفن
"سَمِعْتُ مَــا يَكْفِي"
ذَاكَ مَــا قَالَتْ غَــدَاةَ الشَّكِّ الأَكْبَرْ؛
لَيْـــتَـــهَــا تُبْصِــرُ أكْثَــرْ
تِيهِي بَيْنَ المَقَـــاهِي والمَحَــطَّــاتِ
وانْــكِسَــارِي فَــوْقَ الأَعْشَــابِ،
لَيْتَــهَــا تُبِصِــرُ أكْثَــرْ
عَثَـــرَاتِي فِي طَــرِيقِي نَحْوَ مِرْآتِي
وَغُبَـــارَ الشَّــوْقِ فِي أكْوَابِي،
أَحْطِبُ مَــا اسَّــاقَطَ مِنْ أضْــوَاءِ
قَبْلَ هُــرُوبِ الشَّمْسِ،
أَسْبُكُ فَــانُــوسًــا، أَسْرِقُ شُعْلَــةً
مِنْ شَمْعِ العُشَّــاقِ المُسْرِفِيــنَ
لأَرَى بَسْمَــتَــهَــا سَـابِحَةً كالهَمْسِ
(لَيْسَ هُنَــاكَ سَرِيرٌ فِي دِفْءِ
شَفَـــتَيْهَـــا).
لَيْتَـــــهَــا تُبْصِرُ أَكْثَــرْ
دَمِـــيَ المَسْحُــوقَ تَحْتَ السَّيَّــارَاتِ
ومَسَـــامَّ القَلْبِ
يَــغْزُوهَــا نَــوْحُ قِطَـــارٍ جَــرِيحِ،
وَأَنَـــا بَيْـــدَرُ كُــلِّ السَّـــاعَـــاتِ
تَــحْصِــدُ أسْنَـــانُهَــا بَــاقَــةً
نَــضَّـدَتْهَــا أرْوِيَــةٌ فِي كَــفِّي،
قَــالَتْ: تِلْكَ امْــرَأَةٌ فِي جُــمُوحِ
مِــرْوَحَــةِ الحُبِّ
كُلَّـــمَــا بَاعَدْتَ بَيْنَ الضِّلْــعِ
والضِّــلْعِ
ازْدَادَتْ سِيَّــتُهَــا غَــوْرَا؛
لَيْتَـــهَـــا تُبْصِــرُ أكْثَــرْ
دَفْقَ نِصَــالِ العِطْرِ
وَحَــرِيــقَ الأُغْنِيَــــاتِ،
لَــيْــتَـــهَــا تُبْصِرُ أكْثَـــرْ
مِئْـــذَنَــةَ البَحْـــرِ
فِي خَــلاَيَــا لَــوْحَــاتِي
فَــيُـــذِيعَ الغَيْــمُ الأَحْـــمَــرْ
مِلْـــحَ دَمْـــعِي
وتُــنِـــيرُ الأَدْيِــرَةُ المُكْتَظَّةُ فَــقْرَا
غُصْــنَ رُفَـــاتِي
فِي إحْدَى غُرَزِ المِعْطَفِ؛
لَيْتَـــنِي كُنْتُ عَــلَى نَبْضِهَــا
صَقْــرًا أوْ مِجْــهَـــرْ
لَيْتَ الأَقْمَــــــارَ أغْـــزَرْ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟