أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - مفهومان ماديان للتاريخ؟














المزيد.....

مفهومان ماديان للتاريخ؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهومان ماديان للتاريخ؟
عبدالأميرالركابي
لايمكن للعقل الخرافي استيعاب الحقائق غير الخرافية الا اذا حولها لخرافة، وهذا الحكم ينطبق على حالة مانميل لتسميته"الجهالة الماركسية" في المنطقة العربية، وهو مايتجلى بالذات في الموقف الذي يتبناه "الماركسيون العرب" من التاريخ ومفهومه كما اتى به ماركس، فهولاء يستوردون التظرية وواقعها الذي انتجها، ويلغون بناء عليه واقعهم، ومن ثم تاريخهم، ليصبح هذا افتراضات يخلقها تقدير مفهومي مسبق، وفي العراق على الرغم من ضآلة الانتاج النظري مقارنة بالجانب العملي الماركسي والشيوعي، قام حنا بطاطو ومن خارج العراق بالمحاولة الاكبر في هذا المجال، ومع توسيعه للفذلكات والاسس المنهجية والنظرية للمفهوم الطبقي الذي اعتمده للنظر في تاريخ العراق الحديث، الا انه لم يخرج من دائرة الاسقاط، وافترض في النهاية مجتمعا لاوجود له من حيث التكوين والاليات، الا في الكتب والنظريات التي ارتكز عليها.
وفي الحصيلة والواقع فلقد اسهم الماركسيون العرب ابان تلك الفترة في تغييب واقعهم، وجانبوا بهذا وحكما حركة التاريخ، ووجدوا لانفسهم حلا لمعضلة كانوا عاجزين كلياعن معالجتها، وبهذا تكون الماركسية قد لعبت في منطقتنا دور تبرير الكسل المعرفي، وانعدام الابداعية، واعادة انتاج المنطق الخرافي باسم العلم ومفاهيم العصرعلى وجه العموم، لقد صادق هؤلاء بدون اي قدر من التحفظ على التعميم الماركسي فلم ينتبهوا ـ على فرض انهم كانوا قادرين على الاتباه ـ لجانب الاحادية الحضارية والنموذجية في عمل ماركس الكبير، اي تعميم حالة مجتمع "الملكية الخاصة" و "صراع الطبقات"، واسقاطها على مجتمعات لاتشكل الملكية الخاصة فيها المحرك الرئيسي للتاريخ، وحين كان هؤلاء يجدون نصا لماركس او انجلس يتحدث عن "نمط الانتاج الاسيوي"، يصدقون فورا بان هذا النمط الاستبدادي، هامشي ولايمثل "دائرة كونية" ونموذجا بذاته، ويروحون ينسجون على تلك المقولة مجلدات، خاصة في مصر حيث العقل الاتباعي، والابداعية النقلية تسودان حركة الفكر، ومختلف مظاهر النشاط الحياتي.
ايضا يصدق هؤلاء بلا دليل، بان المنطقة مرت بخمس مراحل، حتى وان هم لم يتمكنوا يوما من التدليل على هذه الفرضية، كما انهم يعتقدون بان المشاعية البدائية كانت قد مرت تاريخيا على الحياة المجتمعية في هذا الحيز من العالم، الامر الذي تنكره حقائق التاريخ كليا، ذلك مع العلم ان منطقتنا عرفت ثلاث دورات حضارية، الاولى التاسيسية وقمتها الحضارة البابلية، والثانية وحدثت بقوة الفتح الاسلامي الجزيري الذي حرر الاليات الحضارية المعطلة لاسباب تاريخية موضوعية، وبفعل الهيمنة الامبراطورية الشرقية والغربية، وهي تمر اليوم بالدورة الثالثة المستمرة منذ قرابة ثلاثة قرون، وماتزال مستمرة قبل ان تتبلور في الصيغة الاكمل.
بالمقابل تكررظهور المشاعية في التاريخ المعروف هنا في 2355 في لكش في جنوب العراق مع ثورة كوراجينا، حين ظهر التمييز بين الفقراء وظالمهيم وظهرت كلمة ـ حرية / امارجي ـ في وثيقة مكتوبة ادرجت فيها حقوق الانسان ومفهوم "العدالة" والمساواة، كما كانت "اريدو " من قبل" مدينة دولة المشاع ألألهي"، قبل ان يعود هذا الشكل من التشاركية ليظهر في الدورة الحضارية الثانية في العراق ايضا على شكل "دولة لادولة" استمرت ل 105 عاما، يديرها " مجلس العقدانية"، وينص دستورها في بنده الاول على انه "يحق للانسان ان يؤمن كما يحق له ان لايؤمن"، وكان ذلك التكريس القرمطي لازدواجية الدولة في العراق دليلا صارخا على طبيعة الكيان العراقي وخاصيته المركبة المزدوجة، وهو ماتكرر في العصر الحديث، سواء في المدينة الدولة اللادولة "في النجف" وقبلها في "سوق الشيوخ"، وفي كل التجليات التي ميزت الفترة الايديلوجية من الوطنية العراقية، وكانت في خلفية زخمها ومحفزها المادي الفعلي، وليس اي عامل اخر طبقي او ماالى ذلك من توهمات مستعارة.
هذه الاختلافات الجوهرية تجعل من "مادية التاريخ" كما يتصورها ماركسيو الجهالة الماركسية، غير مادية، وبالمقارنة بينها وبين مفهوم شائع في هذه المنطقة ويعتبره هؤلاء "مثاليا" يصبح الاخير وبالذات "الابراهيمي التوحيدي" هو " المادي"، بما انه الواقعي من حيث الفعالية والتاثير في مجريات التاريخ واحداث المتغيرات والتحولات الكبرى والحاسمة، مايعني انطباقه على الخاصيات التاريخية الواقعية للمنطقة، ومع ان هذا الجانب يطرح على الفكر معضلة يصورها الغرب في اخر تجلياته بصورة "صدام" بين الحضارات حسب هنتكتون، الا ان هذا المفهوم التعصبي الاحادي الغربي المتكرر،يمكن لابل ينبغي مقابلته بمفهوم "تفاعل الحضارات"، مع تاكيد الاعتقاد بان التع
ددية هي سر تقدم التاريخ المطرد، ولولا التدافع بين الدوائر الحضارية الكونية، لتوقفت او تباطأت ديناميات الحضارة وحركة التاريخ.
عليه فان "الخصوصيات"، او اقرار حقيقتها "المادية" كما هي في حال وجدت، لايتعارض مع الكونية، بل يؤكدها، بان يمنحها طابع التعددية كمصدر للحيوية، وبلا شك فان اكتشاف "ماديتنا"، اي قوانين وآليات عمل التاريخ وفقا "للتوحيدية التاريخية"، ومسارات تكاملها، ودوراتها، وانقطاعاتها، ومستقبلها، هو اهم مايمكن ان يقدم للتاريخ، وللفكر في الدائرة الحضارية الكونية المتقابلة على ضفتي المتوسط، ومثل هذا المسعى يتطلب بلاشك عقلية وجهدا كونيا اصيلا وتجديديا، داخل وفي نطاق الابراهيمية المنتكسة منذ قرون.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
- بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
- الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة
- العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)
- هل كان ماركس شيوعيا؟
- ماركسية عربية لمابعد ماركس
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية / ...
- في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ...
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ...
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - مفهومان ماديان للتاريخ؟