أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - طقوس السلطة و أبعادها














المزيد.....

طقوس السلطة و أبعادها


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل سلطة طقوسها الخاصة بها منذ القدم,فقد عرف عن ملوك العالم القديم,تنظيم مواجهات دموية,يحاكي بها المقاتلون المعارك التي خاضتها الإمبراطوريات ضد الخصوم والأعداء,حيث يحارب العبيد باعتبارهم متوحشين مواجهات تنتهي في الغالب بموتهم جميعا,وقبل ذلك يحيون الحاكم,تحية من سوف يقتلون على عتبات مجده,وهم مزهوون باالقتل أمام عيون الحاكم,كما تقام صراعات بين بطلين,يطلب المنتصر منهما الإذن من الحاكم بقتل خصمه أو تركه حيا,فيوافق الحاكم بإشارة منه بالقتل أو تحرير المنهزم أمام جمهور متعطش للقتل,منبهر بسلطة الحاكم وجبرونه,وهو طقس الغاية منه,خلق رهبة في قلوب الشعوب من حكامها,كأسلوب لإخافة المحكومين من الحاكمين,وقد تتخذ الطقوس بعدا رمزيا مع تطور الحضارات الإنسانية,لذلك,كات الطقوس,تعبيرا رمزيا عن القوة,لكن بعد الثورات,و أقدمها تلك التي حدثت أيام الرومان و قادها اسبارطاكوز,صارت السلطة تحاول التماهي مع الشعوب,و التقرب منها,و اعتبارها دليل خلودها,و شرط وجودها,فظهرت الأسر المقدسة,تلك التي تم تقديسها لتعيش مفارقة للوجود البشري,حتى تحافظ على تعاليها و سموها,عن الطبيعة الزائلة و البشرية,فما هي غايات الطقوس في الممارسة السياسية التي تختارها الدولة؟ما هي التطورات التي عرفتها؟و هل تستطيع التقاليد الحديثة للسلطة السياسية القضاء عليها,أم أنها ابتدعت طقوسا أخرى أسمتها ابروتوكولات؟
1طقوس الدم
تلك البشاعات التي بها سيج الحكام وجودهم,بحيث بالغوا في تصفية المحكومين,لدرجة أن الرجل إن مر بجانب حاكم,و وصل إلى بيته سالما,عليه أن يقدم قرابين النجاة للكهنة حمدا على سلامته,و شكرا للآلهة,التي لم تكن متمايزة عن الحاكمين,بل كانت هي صدى لهم,كما هم استمرار لوجودها,فقد كانت طقوس الحكم في الأنظمة القديمة,تستهين بحياة المحكومين,لدرجة المطالبة بدمائهم عندما يغضبونها,أو يتطاولون عليها بالنظر في وجوهها أثناء مرور مواكبهم في الممرات المؤدية للسكن الإمبراطوري العظيم,تلك كانت آليات لضمان الحكم و الخضوع بإثارة الرعب في نفوس المجتمعات,التي قبل أهلها بتلك الممارسات حماية لهم,لكن من المؤكد أن هناك طغمة مستفيدة من هذه السطوة,و هم الكهنة و المنتمون للأسر الحاكمة.
2_طقوس السحر
كانت الممارسات الغامضة,تلك التي تدعي تملك المعرفة بالماضي و المستقبل,تنتمي لطقوس سحرية,كان الحكام مستدمجين لها في ممارستهم للسيطرة على المجتمعات التي كانوا يحكمونها,بحيث كانت السلطة مشخصة في الحاكم الإلاه,الذي له زبانيته من السحرة,الذين يبلغونه بما ينبغي فعله ليبدو متحكما في مصير المحكومين,فهو سبيل خلاصهم الأبدي,بما له من خوارق منسوبة له,بما فيها حتى بعض الظواهر الطبيعة,التي لم تسمح علوم تلك العصور بتفسيرها و فهمها.
3طقوس السر
غالبا ما لجأت النظم القديمة,لدس سر وجودها في أماكن السيادة,أو العبادة حفظا لها من التلاشي و الضياع,برمزية السيف الموروث أو الكتاب,بما هي آثار دالة على أحقية الحاكم في الحكم,و كل كشف عن هذه الأسرارويعني الموت و القتل و التصفية,و دليل الإستحقاق هو الحفاظ على قدسية السر,وبذلك احتلت أمكنة البوح قداسة,و فرضت طقوسا خاصة بالحكام,مشيا و أصواتا و إشارات تحيل زمنيا على وقت الحدث أو مكانيا,بتمثيل صور المكان,كما رسمتها المخيلة الطقوسية.
4طقوس السياسة اليوم
من الملاحظ أنها صارت عبارة عن ابروتوكولات عامة,تحافظ على الأمجاد القديمة,باللباس الإمبراطوري و حتى الموسيقى الحربية للدول التي كان لها ماضي إمبراطوري عتيق,يتم تذكير الحضور بها,للإيحاء بقوة المشترك تاريخيا و حضاريا,لكن هموما بدأت مثل هذه الطقوس تتراجع,إلا في الدول المتخلفة,تلك التي لن تنخرط بعد كليا في الوعي الديمقراطي و الثقافي ,لاعتبار السلة و الحكم ,وظيفة,لها غاية سياسية,و ليست في ذاتها أية ابعاد تفاضلية أو تمييزية.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختلافات الجهاديين السياسية
- المسأل النسائي في المغرب
- داعش و تدمير الآثار
- السلطة السياسية في المغرب
- أزمة تطور المجتمعات العربية
- الثقافة بين الحياد و الإنحياز
- فاشية القتل حرقا
- الآداب و الموقف
- الريع و السلطة في المغرب
- لادينية الدولة ولا دينية الدولة و الدين
- العقلانية و الدين
- عولمة الإسلام السياسي
- الثورات و الشبهات
- العقلانية و التجديد
- سلطة الطبقة و سلطة الخلافة
- ثورات الربيع العربي
- الإشتراكية و رهان التغيير
- جريمة داعشية
- إلحادية الديني
- المثقف المغربي,رهانات و واقع


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - طقوس السلطة و أبعادها