أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - داعش و تدمير الآثار














المزيد.....

داعش و تدمير الآثار


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


al
غالبا ما تلجأ حركة داعش لاقتراف كل الموبقات متعمدة إثارة غضب العالم
المتحضر تجاهها,فكيف لحركة سياسية دينية بكل هذه الممارسات التي لا رابط
بينها,بل لا يمكن حتى فهم الغاية منها؟
1_الآثار
أقامت داعش كما فعلت حركة طالبان,تشابها بين التماثيل الحضارية و
الوثنية,متعمدة تجاهلها أو تجاهل رجالات دينها,لحقيقة واضحة,و هي أن تلك
الآثار لا تعبد,فهي بقايا دالة على حضارة عمرها أكثر من 5آلاف سنة,بما
تعنيه من قيمة تاريخية,كان المسلمون القدامى يعتبرونها دليلا قوة ما ورد
في القرآن عن الأقوام السابقة عن كل ما عرفته الحضارات البشرية,و لذلك
احترمها المسلمون في العراق و سوريا و حتى الصين و كل دول المعمور,بل
عملوا على اعتبارها دليل قوة نصهم القرآني,لكن جهلة داعش,لا يخفون كرههم
للتاريخ و ربما حتى للعقيدة الإسلامية التي لا تجاري أهواءهم المتعطشة
للموت و الخراب.
2_الكتب
من المؤكد أن الكتب و المخطوطات التي طالتها أيادي الداعشيين,سوف تلاقي
المصير نفسه,في هجومها المغولي على الفكر و الحضارة,فكيف لا يعي قوادها
نتائج تخريب المكتبات و المخطوطات التي تزخر بخير ما أنتجته الحضارة
الإنسانية و الإسلامية منها,إن درجة التخريب,لتوحي بأن المشروع التخريبي
لداعش له أبعاد لا تستوعبها حتى الحركة نفسها,مما يوحي بأن هناك لاعبين
آخرين,أو تحالفا خفيا بين,توجهات معادية للحضارة في صيغتها
العقلانية,التي يمكن للعالم العربي الإستفادة منها لاستكمال نهضته
الفكرية و الحضارية العامة,رغم ما يعج به العالم العربي نفسه من
تخلف,يسمح للفكر التكفيري و المغالي بالإنتشار,و التوجه نحو كل بؤر
المواجهات طمعا في انتصار لما سمي بدولة الخلافة,في صيغتها المتشددة
لقراءة النصوص الدينية الإسلامية.
3_آثار السلف
هناك كتب في الشريعة و الفقه الإسلامي,و حتى الفكر الإسلامي,سوف تصادفها
رقابات داعش القرووسطوية,حتما سوف تحاول تصنيفها قبل حرقها و التخلص
منها,و بذلك فهي حركة تحاول الإدعاء بانتصارها لآثار السنة,أي الشريعة في
اختزالها فيما هو قرآني و ربما سني مكتوب,مما سوف يضيق مجالات
الشريعة,بحيث هناك اجتهادات عقلية,و قياسية و فقهية لفقهاء من كل المذاهب
الإسلامية,تعتبر مراجع هامة للفكر الفقهي الإسلامي و الفكر الإسلامي,بما
زخر به من فلسفات و اجتهادات عقلية و حوارات بين المفكرين و القضاة,مما
يعني أن هذه الحركة إن لم يتم وقفها سوف تعود بالعالم العربي الإسلامي
إلى زمن التحجر و الحجر,مما سيسمح للقوى المنافسة بالسيطرة عليه و التحكم
فيه,باسم الخلافة,العثمانية أو الأفغانية و ربما الباكستانية,بحيث باسم
الخلافة يفرض على العالم العربي القبول باستعمار جديد,يمارس باسم تأويل
جامد للإسلام.
خلاصات.
داعش مشروع استعماري,بأيد متشددة و مغالية إسلاميا,هدفه تحطيم كل إمكانات
التقدم و التطور الحضاري,فهي إعادة بناء و تقسيم للعالم العربي,بذريعة
إسلامية متطرفة,لها حساباتها التي تخفيها بما هو ديني إسلامي,مستغلة
تعاطف المتدينين مع كل شعارات الخلافة الإسلامية,كرد فعل على شعور
بالإحتقار و المهانة من طرف إسرائيل و الغرب عموما,
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة السياسية في المغرب
- أزمة تطور المجتمعات العربية
- الثقافة بين الحياد و الإنحياز
- فاشية القتل حرقا
- الآداب و الموقف
- الريع و السلطة في المغرب
- لادينية الدولة ولا دينية الدولة و الدين
- العقلانية و الدين
- عولمة الإسلام السياسي
- الثورات و الشبهات
- العقلانية و التجديد
- سلطة الطبقة و سلطة الخلافة
- ثورات الربيع العربي
- الإشتراكية و رهان التغيير
- جريمة داعشية
- إلحادية الديني
- المثقف المغربي,رهانات و واقع
- داعش و الوهابية
- الإسلام السياسي و الدولة العالمية
- الحكم و التحكم


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - داعش و تدمير الآثار