أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العقلانية و التجديد














المزيد.....

العقلانية و التجديد


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست العقلانية وليدة التفكير الأروبي,أو حتى القديم اليوناني,إنها حصيلة تجارب,بدأت مند أن فكر الإنسان في التعبير عن وجوده الخاص والمتميز.و هو بذلك,يجدد أنماط عيشه و وجوده الإجتماعي,مبدعا أشكالا جديدة,و قد تكون غريبة مقارنة بالمعتاد,و سطوة العادات,تلك صراعات قديمة,عاشتها كل التجمعات البشرية,و لم نعرف منها إلا المنتصر,بعد اكتشاف الكتابات القديمة,فلم يعثر الباحثون إلا على ما اعتبر إرثا يونانيا,و لو سمحت البحوث بالتعمق في تاريخ البشرية,و الكشف عما عاشته الشعوب القديمة,لكانت المفاجآت أكثر من أن يتسع لها علم التاريخ البشري,فكل الشعوب عرفت محاولات لتغيير نمط تفكيرها,لكن تلك المحاولات انتهت بأحداث درامية و دموية أحيانا,و لأنها لم تنجح فقد تجاهلها التاريخ,و لم يسع لنفض الغبار عنها,قصد التعريف بها,و فهم أسباب فشلها التاريخي,و القوى التي تصدت لها,و عملت على إبادة صناعها,فقد شهد التاريخ الفرعوني صدامات بين أفراد الأسرة الحاكمة,حول مفهوم الإلاه,و تحريم الزواج المؤسس على القرابة,تفاديا لما بدا أنه امتثال لأساطير,لم يعد العقل الفرعوني يتحملها,فتم الإجهاز على الراغبين في التجديد,و أحرقت الوثائق الدالة على دلالات تلك الصراعات السياسية,بل حتى قبور القتلى لم تنج من الحرق و التدمير,مما يعني أن صيغ التحديث,كانت كثيرة,لكن التاريخ,لا يعترف إلا بالمنتصر منها,مما يطرح إشكالات ملحة حاليا,و يؤجج آنية السؤال التالي,هل هناك صيغ غير أروبية حاليا للإنخراط في الحداثة؟؟
1إعادة عقلنة الحداثة
لا يمكن خلق حداثة جديدة,بدون تجديد آليات العقلانية المعاصرة,تلك التي تأسست على المنطق الحسابي,في العلم و الحياة,وفق منطق برغماتي,انتصر على الأخلاقية التي أسستها الحداثة في بدايتها,لتنقلب عليها,من خلال دعم مقولات البرغماتية,و محاولة جعل المصالح تتحقق وفق مبادئ أخلاقية,لكن لحد الآن,لم تنجح المحاولات في العلوم,و الإقتصاد,و مؤشر ذلك,محاولة الغرب,احتكار العلوم الدقيقة,و تسويق إنتاجاتها للعالم المتخلف,بل هناك من أثار فكرة,إبداع فيروسات,قصد تسويق علاجاتها للدول و الأمم العاجزة عن تمويل مثل هذه البحوث المكلفة ماليا,مما ولد ردود فعل عنيفة على الغرب,تمثلت في ظهور التطرف الديني و العرقي و الحضاري ضده,بل هناك مواطنين من الغرب الأروبي و الأمريكي,يقاتلون إلى جانب الحركات المتطرفة,و يرحلون بحثا عما يعبرون به عن سخطهم,على القيم الغربية و الحداثية,و هو ما يعني,أن العقلانية في حاجة لتجديد ذاتها,أو تطهيرها مما علق بها من عنصرية,و مبالغة في تقديس آليات العقل نفسه,بحيث ينبغي الإعتراف بما هو عاطفي,و خاص بالحضارات المختلفة عن أروبا و الغرب بشكل عام,مع المزيد من الإعتراف,بما ارتكبه الغرب الإستعماري من بشاعات في حق الشعوب المختلفة عنه,.
2العقل العاطفي
ليس العقل مجرد آلية حسابية,محكومة بحتمية الإنتصار الأبدي على الغامض,و الغريب,في الطبيعة و الإنسان,فالإنسانية,تحتاج للحمة الحب و الإعتراف,و الإقرار بحق الجماعات,في تمييز ذاتها,شريطة ألا يكون ذلك مبررا للكره و التحامل و القتال,و لا يمكن للعقل أن يستعيد عافيته الإنسانية,إلا بدعم التواصل العاطفي بين الحضارات و الشعوب,و تفعيل التقارب بين الديانات,بعيدا عن التعصب و الكراهية,فالتجديد في الفكر الديني,غاية مشتركة بين كل الحضارات,و عليها تنمية عاطفة الإنصات للغير,و تفهمه بحب,و ليس لغاية السيطرة عليه,و إخضاع للبحوث العقلانية,تلك التي تقلص من التعاطف,و تعتبر ذلك نزوعا ذاتيا لا يخدم العلوم.
3العقلانية المتعددة
بحيث لا يختزل العقل و العقلانية في نموذج أحادي,يعتبر الممثل الأسمى للحضارة الإنسانية,و بذلك تكون التدخلات الغربية,مبررة أخلاقيا ضد المختلفين,و المنافسين,لتفادي ذلك,ينبغي,البحث في التراث البشري,عن صيغ الحداثة في تنوعها,أي المساهمة في إعادة بناء الآثار الفكرية الدالة على مؤشرات الحداثة في الحضارات القديمة,لنزع الغبار عنها,و اعتبارها تجارب بشرية,جديرة بالوجود و التطوير,بعيدا عن أية نزعة احتكارية و مركزية,فالعالم يتقارب,بتعدد العقلانيات فيه,تفاديا لنزوعات العنف و التعصب و التدمير الذاتي المرضي,المنبعث كرفض لعقلانية أجحفت في حق الأخلاق و العاطفة الإنسانية اللاجمة لروح التخريب و التنكر للإبداعات الإنسانية في مختلف مجالات التفكير,العلمي و الفني.
خلاصات
اختلاف النماذج,هو المدخل الأساس,للقبول بالتعددية,فكرا و سياسة و حتى حضارة,و هي مهمة كل المجتمعات البشرية,حتى لا يقلد بعضها بعضا,فتنتج التبعية,بدل الإبداعية,التي تعني تفكير المجتمع في تحقيق تنميته بدون تكرار للنماذج المستوردة,سواء من الماضي,أو القارات الأخرى و الأمم,فالعقلانية الحقيقية,هي تلك الرافضة للتكرار,و الحاثة على الإبتكار.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة الطبقة و سلطة الخلافة
- ثورات الربيع العربي
- الإشتراكية و رهان التغيير
- جريمة داعشية
- إلحادية الديني
- المثقف المغربي,رهانات و واقع
- داعش و الوهابية
- الإسلام السياسي و الدولة العالمية
- الحكم و التحكم
- العرب و السلطة السياسية
- علاقة الفني بالأدبي في المغرب
- إبق حيث أنت
- قصص حب غامضة
- الحزبية الدينية
- عفا الله عمن خرف
- مصر الآن
- النص و النقص
- تحقيبات الرواية في المغرب ,بين النقد و الإبداعية
- إبداعية الأدب و سلطته
- الرواية و المعنى


المزيد.....




- مدفيديف: الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية خطيرة وقد ت ...
- ما هي خصائص القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات والقاذفة الت ...
- دوي انفجارات عنيفة في محيط مدينة رشت شمال إيران والمضادات تع ...
- الترويكا الأوروبية.. الانحياز لإسرائيل
- سخط إسرائيلي على مؤثرَين انتقدا -النفاق- والتباكي على قصف سو ...
- نتنياهو: سنقضي على التهديد الإيراني النووي والباليستي
- إيران.. توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- الكرملين: أي هجوم أميركي على إيران قد يشعل حربا إقليمية
- بعد خامنئي.. ما سيناريوهات الحكم في إيران؟
- وسط تصاعد التوتر.. دول تطلب مساعدة مصر لإجلاء رعاياها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العقلانية و التجديد