أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سلطة الطبقة و سلطة الخلافة














المزيد.....

سلطة الطبقة و سلطة الخلافة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهرت السلطة السياسية كنموذج للحكم بعد تجارب عديدة,اعتبر فيها الحكام آلهة في التجربة الفرعونية,أو كائنات خارقة,شبيهة بالآلهة,فكانت الدولة كائنا أسطوريا,يسحق المجتمع و يحول الناس إلى عبيد,بهم تصفي حساباتها مع كل تطلع للحكم,من طرف الباعد الغزاة أو حتى الأقارب,لكن في سياق التاريخ,ظهرت نماذج أخرى غريبة,كتحالفات بين قبائل رافضة للسلطة,كما أثبت بيير كلاستر,أي مجتمعات ضد السلطة,بحيث كان الزعيم الحاكم,عندما تشتد قوته,تتم تصفيته من طرف حراس الأساطير,ليفسح المجال لغيره,و هو يعرف مصيره مسبقا,و قد وجدت مثل هذه المجتمعات في أمريكا قديما,و ربما في مناطق أخرى من العالم,لكن هذا الشكل فشل,ليظهر بعده,الشكل السلطوي العنيف,أي سلطة العسكر,القديمة نسبيا,لكنها و رجالاتها أدركوا الحاجة للمجتمع,و كيفية فرض المقبولية الفكرية و الوجدانية للمحكومين,فتدخلت الديانات,المتعددة الآلهة ثم الموحدة فيما بعد,مما مهد بعد التطور,للدولة التعاقدية,و الطبقية ثم الديمقراطية,
دولة الدين1
هي صيغة تعتمد القداسة لبسط سلطتها,قديمة قدم الديانات,في ديانات التوحيد,تعتبر نفسها ممثلة للإرادة الإلاهية,كما فعلت الدولة الرومانية قديما,عندما اشتدت القوى المناهضة للوثنية و الأساطير,فتحالفت السلطة العسكرية مع السلطة اللاهوتية,لتأسيس تحالف بين الكهنة و قيادات الجند,مع اختيار الممثل الأسمى ,أي الحاكم,الذي باسم الدين يحكم,و لا يمكن معارضته أو نقد ما يقدم عليه من أفعال تجاه الناس,و قد كانت هذه الطريقة تدبر بها الأمور باسم الملكية المطلقة,الربانية,و المباركة باسم الله من خلال الأكليروس المسيحي,وجد المسلمون أنفسهم أمام هذه النماذج من سلطة الحكم,فرفضوا اعتبار حكامهم ملوكا,فاهتدوا إلى تسميتهم خلفاء,فصارت الدولة الإسلامية,تسمى بدولة الخلافة,و غدا رجال الدين يسمون بالفقهاء أو أهل الحل و العقد,الباحثين عن شرعنة السلوكات السياسية للخلفاء,و عندما اشتدت الصراعات حول الحكم وجد معارضون باسم الدين نفسه أي الإسلام,ينازعون الخليفة سلطته,مما أثر على عملية التفكير السياسي لبناء نموذج للسلطة ينال رضى المجتمعات المحكومة بهذا النمط من الحكم.
2دولة التعاقد
اهتدت إليه الدول الأروبية بعد حروب طاحنة مورست باسم باسم المسيحية كديانة,و التي عرفت بفعل الإجتهادات انشقاقات عميقة,حول سلطات البابوية و الكثير من طقوس القبول للحكام منذ القرن السابع عشر الميلادي,و مع تطور الفكر السياسي و العلمي,تراجعت سلطة الكنيسة,فتم الإعتراف بأن بناء الدولة السياسية يعتمد على غرادة المواطنين و ليست الدولة إلهاما مقتصرا على رجالات الدين و الحكام,وظهرت الحاجة لمشاركة الناس في اختيار حكامهم,و هو ما عرف سياسيا بالديمقراطية,التي تقر بحق الإختيار,و الإحتكام لرغبات الناس وفق منطق المصلحة و ليس القداسة,التي تجعل الأرض تابعة للسماء حسب الكهنوت الديني,غير أن هذه التجربة ظهرت في سياق حفاظ الرأسمال التجاري و الصناعي على مصالحه,خرجت من صلبها تصورات أخرى مناقضة,رغم اعتبارها لمدنية الدولة.
3دولة الطبقة
و المقصود بها نموذج سلطة الشيوعية,التي اعتبرت نفسها ديمقراطية اجتماعية,بحكم أن البروليتاريا تشكل أغلبية داخل المجتمعات الصناعية,و هي الخالقة للثروات,عليها الثورة على السلطة الطبقية الممثلة للبرجوازية المتحالفة مع باقي مكونات الإقطاع,و هنا وجدت هذه السلطة البديلة نفسها,مؤبدة لحكم الحزب الواحد,الذي تماهى مع الدولة,فصارت سلطته أقوى من الدولة نفسها,بل هو أساسها,معتبرة نفسه ممثلا لأغلبية مستحقة للحكم بفعل ثورتها و عنفها المشروع ضد المستغلين,لكن البروليتاريا بقيت حبيسة منطق السيطرة,التي مورست عليها فيما بعد باسم الحزب.
خلاصة
عالمنا العربي و ربما الثالث,لم يبدع نمطا سلطويا خاصا به,فبقي يكرر الصيغ القديمة في ماضيه,أو استورد أنماطا مغايرة له,و ربما هي أكثر تطورا من رقيه الحضاري المعطوب,فماذا عليه أن يفعل ليتحرر من رهانات القدامى,و يشيد نموذجه الخاص؟؟؟
عليه أن يدرك أن الديمقراطية ديمقراطيات,المشترك بينها أنها سلطة مدنية,لا سلطة إلاه و لا سلطة طبقة.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات الربيع العربي
- الإشتراكية و رهان التغيير
- جريمة داعشية
- إلحادية الديني
- المثقف المغربي,رهانات و واقع
- داعش و الوهابية
- الإسلام السياسي و الدولة العالمية
- الحكم و التحكم
- العرب و السلطة السياسية
- علاقة الفني بالأدبي في المغرب
- إبق حيث أنت
- قصص حب غامضة
- الحزبية الدينية
- عفا الله عمن خرف
- مصر الآن
- النص و النقص
- تحقيبات الرواية في المغرب ,بين النقد و الإبداعية
- إبداعية الأدب و سلطته
- الرواية و المعنى
- المثقف العربي و رهان التحديث


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سلطة الطبقة و سلطة الخلافة