أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإشتراكية و رهان التغيير














المزيد.....

الإشتراكية و رهان التغيير


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر الإشتراكي في عالمنا العربي,ظهر تاريخيا بشكل مفارق,فلم يكن وليد
صراعات طبقية حادة بين الطبقة العاملة وخصومها الإقتصاديين,الذين تنحاز
لهم الدولة,بل كان نتيجة انبهار النخبة العربية بفكرة العدالة,التي
اعتبرتها مطلبا يمكن أن يتجمع حوله العاطلون والفقراء,والفلاحون
والمتضررون من اختيارات الدول التي ظهرت بعد استقلال الدول العربية,والتي
لم تحقق ما طمح له رجالات المقاومة,سياسيا الإستقلال عن القوى
الإستعمارية,اقتصاديا تحقيق ما يضمن تنمية الوطن وخصوصا المناطق
المهمشة,والتي كانت بفعل بعدها عن المراكز الحضرية,بؤرة لبداية المقاومة
المسلحة,والتي أرغمت على التخلص من أسلحتها والإنخراط في النضال
المدني,الذي تزعمه رجالات المدن,وتجارها,فاعتبر بمثابة التحرير
والإستقلال,من هنا كانت حركات اليسار التاريخية,تحمل في طياتها بوادر
الصراعات والتقاطبات بين المراكز المدنية,والضواحي المهمشة في المحيط
البعيد عن القرارات السياسية كما أن رهانات الثورة لديها,ظلت
حبيسة اختيارين,الأول عنيف,حصر نفسه في الممارسة السرية,وربما اعتمد
السلاح لتغيير الأنظمة العربية بالعنف,مع العمل في الواجهات
المدنية,استعدادا وتهييئا لشروط الثورات,باستحضار النموذجين,الروسي أو
حتى الصيني والفتنامي ,أما الخيار الثاني فحاول استلهام الأسلوب المدني
الحضاري كما نهجه غاندي و طورتهتجارب الشعوب في العالم,و بذلك يتم إقصاء
أساليب الجيش,التي راهنت على الإنقلابات العسكرية,محاولة اعتبار ذلك
تغييرا أو ثورة,فلماذا فشلت كل هذه التجارب؟ و هل حدثت لنفسها مشروعا
تنمويا حققت من خلاله التطور و الرقي؟و هل كانت ثورات الربيع العربي
استكمالا لها أم يأسا منها؟
1اشتراكية الثورة
كانت محاولة للتنظيمات اليسارية العربية,لتأكيد تحرر المجتمعات بعد
الإستقلال,بفعل تضرر الفقراء من سيطرة الأعيان و قمعهم لأبناء الشرائح
المتوسطة,التي تعلمت,لكنها وجدت نفسها بعيدة عن مراكز القرار
السياسي,فكان من الطبيعي أن تبحث لنفسها عن حوافز إيديولوجية تعيد من
خلال التأكيد على انتمائها لعمق المجتمعات العربية,بأغلب فئاتها,تلك التي
تحررت من سياط المستعمرفوجدت نفسها تحت سياط الإخوة القدامى في الوطنية,,
الذين باسمها مارسوا السطو و ربما حتى النهب بجشع الإقطاعيين و
البرجوازيين بالشبه لا التاريخ و الفعل,و لأنهم كذلط,جعلوا من الدولة
حارسا لطموحاتهم,و خادما لمصالح القوى الإستعمارية,فبدأت التنظيمات
السرية تقوي نفسها,بالعنف اللفظي ثم البحث عن الأسلحة ,و رفاق للثورة
المنتظرة,و هنا عرف العالم العربي تفاوتات من حيث عمق التخطيط,و دقة
الفعل التغييري,كما أن التحالفات اختلفت فأثرت على التقديرات السياسية
للقوى الإششتراكية و الشيوعية,فانضافت إليها قوى أخرى قومية و حتى
إسلامية,فمنها ما انتهى بالسجون و المنافي أو التصفية الجسدية,, بعضها
عاش بعد الثورة تصفيات من نوع آخر دارت معاركها بين رفاق الأمس,لكن
المشترك بينها جميعا,أنها لم تحقق نهضة تنموية فكرية و اقتصادية و
حضارية,فلا هي انتصرت على الرأسمال,و لا هي أسست اشتراكية عادلة,بل فقط
حافظت على شعارات العدالة و نقحتها و انتهت في الأخير بمزايدات على القوى
الغربية.
2ديمقراطية الإشتراكيين
بعد فشل مشاريع التغيير بالثورة,إما من خلال المواجهات و المأسي التي
عاشتها التنظيمات اليسارية,اضطر الباقي من المناضلين بضرورة التخلص من
فكرة السطو على السلطة بالقوة,و اعتبار الديمقراطية وسيلة لتحقيق ذلك
بدون اللجوء للمواجهات العنيفة المكلفة للمجتمعات العربية,التي أنهكتها
الصراعات الدموية,فيما بينها,و حتى ضد إسرائيل و حلفائها الإقليميين من
العرب و غير العرب,لكن السلطة في العالم العربي,لم تكن تثق في اليسار
الشيوعي و حلفائه من الإشتراكيين,بل حتى بعض الليبراليين,الممكن
تحالفهم,مع الإسلاميين,فاضطرت دول العالم العربي إضعاف اليسار
الإشتراكي,قبل السماح له بالمشاركة في العمليات الإنتخابية,التي وجد نفسه
فيها ضعيفا,و من استطاع تحقيق اقتراب من مراكز القرار,فوجئ,فلم يعرف
كيفيات تدبير التحويل السياسي و الثقافي و الإقتصادي للمجتمعات
العربية,بفعل تحفظ الكثير من المثقفين العرب,ذوي التجارب الإشتراكية,من
المشاركة,مما ترك فراغا أمام ساسة الإششتراكية الديمقراطية,فاستنفذوا
زادهم في الشعارات و المشاحنات السياسية ضد بعضهم.
خلاصات
لم يكن الربيع العربي تتويجا لهذه الحركات,لكنه كان استمرارا لها,رغم قوة
التيارات الإسلامية,التي حاولت جرف الحشود عن بناء الدولة الوطنية,لتشيد
مشروعها اللاهوتي,فانهزمت بفعل القوى المدنية و ما تبقى من اليسار ,كما
حدث بتونس,أما بمصر فقد اضطرت بعض قوى اليسار للإستعانة بالمؤسسة
العسكرية,تفاديا للأسوء,و انتهت العملية في اليمن بطرد كل رموز الفساد من
السلطة,فاستغلت القوى الدينية هذا الفراغ,لكنها لم تنجح,مما حتم اللجوء
للعمل التوافقي,رغم الصعوبات التي عاشتهاعمليات التغيير بفعل عوامل
خارجية و عشائرية قديمة.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة داعشية
- إلحادية الديني
- المثقف المغربي,رهانات و واقع
- داعش و الوهابية
- الإسلام السياسي و الدولة العالمية
- الحكم و التحكم
- العرب و السلطة السياسية
- علاقة الفني بالأدبي في المغرب
- إبق حيث أنت
- قصص حب غامضة
- الحزبية الدينية
- عفا الله عمن خرف
- مصر الآن
- النص و النقص
- تحقيبات الرواية في المغرب ,بين النقد و الإبداعية
- إبداعية الأدب و سلطته
- الرواية و المعنى
- المثقف العربي و رهان التحديث
- الساسة و البطولة في المغرب
- الثقافة والمثقفون في المغرب


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإشتراكية و رهان التغيير