أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الثقافة والمثقفون في المغرب














المزيد.....

الثقافة والمثقفون في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 01:34
المحور: الادب والفن
    


الثقافة في المغرب
الثقافة هي روح المجتمعات,و ما يبقى بعد اندحار كل شيء,إنها سجل الإبداع الفكري و الفني,و بوثقة هوية الحضارات,بل هي الحضارة نفسها,بها تتوازن المجتمعات,و تدبر حياتها بخلق رموز تجعل الحياة أكثر احتمالا,و فهما و استجابة للمتغيرات التي يفرضها
العالم في صيروته,فلماذا تتعامل مؤسسات الدولة,و حتى الحكومات بحذر الغاضب من الثقافة,بفعلها و إعلامها؟
1التاريخ المغربي
في الصراعات السياسية ,التي عرفها تاريخ المغرب,اعتبر السياسي مثقفا,بفعل ضرورة إلمامه بالمعرفة,التي على المناضل أن يكونها على خصومه الإيديولوجيين,إن كانت لهم القدرة على إنتاج إيديولوجيتهم الخاصة,فبعد الإستقلال,تولدت النزوعات الإشتراكية,التي اعتبرت المثقف الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا اشتراكيا,حتى إن اتخذ القومية خيارا بلبوسات اشتراكية,كما تصورت في المشرق العربي إبان ظهور بعض الأنظمة القومية,بمصر و سوريا و العراق,و كانت الدولة المغربية حينها منحازة للمعادين لهذه الدول,بل خاضت ضدهم الكثير من المعارك,و بذلك كان المثقف المغربيوبحسه القومي مضطرا للإنحياز للقضايا الإجتماعية,كالفقر و التهميش الذي عاشته الجماهير الكادحة,و قد نال الكثير من المثقفين المغاربة نصيبهم من السجن و التنكيل و الإعتقال,فترسخت العدائية تجاههم من طرف الدولة,و لم تعد تأمن لهم,لكنها رغم ذلك جرت بعضهم لخياراتها,و استعانت بمعرفتهم لتوظفها في صراعاتها ضد اليسار المغربي,بكل توجهاته.
2طرق المواجهة
أما على مستوى المجتمع,فقد اختارت الدولة اللجوء لما عرف بالثقافة الشعبية,المعتبرة نقيضا لثقافة النخبة,و احتوتها,لتوظفها بصيغة فلكلورية,غايتها التعريف بالمضحك و الغريب,و المقبول شعبيا ,فصارت الثقافة الشعبية مرادفا للفرجة و المتعة الخالية من أية معرفة نقدية,تستفز العقول على التفكير و التساؤل حول المصير و المآل,و بذلك عزلت المثقفين عن محيطهم الإجتماعي و حرضت عليهم,ليعيشوا اغترابات مزدوجة,بعد انتصار الدولة على المشاريع السياسية التقدمية و الوطنية,الداعية إلى التوعية و مقاومة التجهيل,و ما سماه المرحوم محمد جسوس سياسة التضبيع,دون نسيان الدولة إلى الخطة الأخرى الموازية,و هي شحن الوجدان الديني,بما يعتبر احتياطا اجتماعيا آخر,تمثل في تقربها من الفقهاء و إرضائهم,بفسح المجال للخطابات الدينية الرافضة للفكر الإشتراكي و كل قيمه و حتى الحداثي منه فيما بعد,.
3وسائل المواجهة
كان الإعلام,سلطة,تسلحت الدولة به للتحامل على الثقافة ,بل و تجاهلها لصالح ثقافة الفلكلور, و تجييش النفوس ضد كل خطابات المعرفة,فلم تكن إلا فيما ندر برامج علمية و معرفية,أما السياسية فلم يسمح للبرامج المباشرة إلا مؤخرا,و كذا بعض البرامج الثقافية,التي تتجنب الإشارة للمثقفين و المبدعين,الذين صاروا خصوما لساسة,أثت بهم المشهد السياسي,كبديل للمعارضة,تقاسموا مع الدولة عداءها للثقافة و المثقفين,باعتبارهم أناس لا تعنيهم نظريات المعرفة,بل همهم خدمة البلد بعيدا عن المفاهيم الكبرى,التي نفروا منها أجيالا بكاملها,بل حتى السياسة كعلم اعتبروها أمام تجاربهم لا تضيف شيئا للفعل السياسي.
4العداء كتقليد
بعد التحولات التي عرفها المغرب,من خلال المصالحة,و طي ملفات الماضي السياسي العنيف الذي عرفها المغرب,أدركت الدولة نسبيا أهمية الثقافة و دورها,لكنها احتاجت لفصلها عن السياسة,فأدرك المثقف المغربي أو الكثير منهم,أهمية اعتزال معترك السياسة,و صاروا ينأون بأنفسهم عن المماحكات الإيديولوجية,فجاءت حكومة التناوب,و أمام طموحات الكثير من المثقفين,لم تستطع تلبية تطلعاتهم,لكنها أدركت حاجتها إليهم,غير أنهم كانوا لها معولا بانتقاداتهم السياسية لها و حتى الفكرية,ليتوج المشهد بحكومة دينية,ذات حزب أغلبي إسلامي,له تصوره الخاص للثقافة,و عداؤه المبطن للمعرفة العلمية و الفلسفية و حتى الإبداعية الأدبية,و لأنه مفتقد لمثقفين قادرين على تسييد رؤيته الإسلامية,كان عليه تجنب الصراع ضد المثقفين و السماح لهم باللعب خارج حقل السياسة,طبعا إلى حين,و هنا بقي المثقف المغربي معلقا,فانفتح بإبداعيته و فكره على المشرق الخليجي,ليجد فيه عزاءه,طبعا و نشرا و نقدا,ليفر على نفسه انتظار التفاتات الحكومات,التي لازالت رهينة الحذر من الثقافة و المثقفين,.
خلاصات
على المثقف المغربي أن يفعل آليات نشر الثقافة بنفسه,فالدولة لا يمكنها الترويج له,كما كل الحكومات,و أقصى ما يمكنها أن تقدم له,هو خلق وزارة ثقافة,تكون واقيا لها من غضباته,و لم لا أن تختار مثقفا منهم أو فاعلا سياسيا من دعاة التنوير و الحداثة,ليكون محاورا لهم و موزعا لترضيات,يعرف الجميع أنها لن تنال رضى الكل.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزبية الديني في المغرب
- العدالة و التنمية و النقابات في المغرب
- المعارضة و الحكومة في المغرب
- فكر التكفير
- سياسة الإضمار و سياسة الإعلان
- المثقفون المغاربة الجدد
- اللغة و اللهجة المغربية
- العدالة و التنمية,سياسية الديني
- سياسية المتدين
- الصراع الديني اندحار
- الديمقراطية و الديموسلامية
- أين الإقتصاد الإسلامي؟؟
- المدرسة المغربية و العنف
- المدرس و جودة التعلمات
- السلفية و حداثية الحزب
- استراتيجية الكفايات
- العقيدة و الوطن سياسيا
- الدولة الإسلامية و إسرائيل
- مجتمع اللامدرسة
- المدرسة المغربية و المعرفة


المزيد.....




- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الثقافة والمثقفون في المغرب