أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - العقيدة و الوطن سياسيا














المزيد.....

العقيدة و الوطن سياسيا


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 19:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من خلال التحولات السياسية التي عرفها العالم العربي,و التي استغلتها حركات الإسلام السياسي,لتفرض وجودها كقوة حازت على سلطة الدولة أو الحكومات فقط,من خلال إما العنف المباشر لأتباعها المدربين عسكريا في الكثير من البؤر التوتر,أو الإنتخابات بما يمثله الإسلام من حافز ثقة في المرشحين الذين يلجأون لتسخير الدين لخدمة الغايات السياسية,و بذلك حق طرح الكثير من الأسئلة المحرجة,من ضمنها كيف نرتب هذين المفهومين,و بصيغة أكثر وضوحا أيهما أكثر ولاء من الآخر,الوطن أم العقيدة؟؟
1ولاء الإسلام السياسي
في كل الكتابات التي انتشرت في أدبيات حركة الإخوان المسلمين,هناك تفاضل بين الأخوة العرقية و الأخوة الإسلامية,فالأخ في الإسلام مهما كان عرقه و قربه العائلي أحق من الأخ في العرق و الرحم,و هناك مبررات يسوقها التيار لتنفير الأتباع من سلطة حتى الأب إن كان على غير دين الجماعة بما أن لها تأويلها الخاص للديانة الإسلامية,بحيث لا يمكن الثقة في الأقارب عندما يكونون من خارج الجماعة أو ينتمون لجماعة مختلفة أو حتى للديانة الإسلامية في صيغتها الشعبية كما يعرف الجميع,و هنا سر قوة التلاحم بين أفراد الجماعة,كما تبدو حركة الإخوان المسلمين و غيرها من الجماعات الشبيهة بها أو لها علاقة تاريخية بتكوينها و تاكتيكاتها السياسية التنظيمية,و بذلك فإن العقيدة الإسلامية أولت بطريقة تسمح باستبعاد القرابة عندما لا تكون داعمة لفكر الجماعة التي تعتبر فكرها هو الإسلام الحقيقي و ما عداه ليس إلا جنوحا عنه أو كفرا به كما يعتقد دعاتها و زعماؤها.
2العقيدة السياسية
كل جماعة تعتبر نفسها ممثلة للإسلام الحقيقي,فهي تبعد العقيدة عن معناها الروحي التعبدي و تدمجها في سياق سياسي,الغاية منه خلق التماثل الوهمي بين بداية الدعوة الإسلامية و بداية الجماعة,لذلك فهي تضع لنفسها مراحل,تبدأ بالدعوة ثم الهجرة فالعودة للتمكين,من هنا تؤسس فكرها على منطق التماثل مع مرحلة بداية النبوة,لتؤشر على ضرورة السرية و التنكر لكل الروابط العائلية إن لم تكن داعمة للتنظيم و قابلة به,أبوة كانت أو بنوة أو أخوة,فالولاء لله و الآمر بأمره من رجالات الجماعات الإسلامية,بل هناك حركات و صلت في بحثها عن التشبه بماضي الدعوة,إلى اعتبار المساجد الرسمية غير مقبولة العبادة بهم,و اختلقت لنفسها مبالغات في ممارسة الطقوس,للتحكم في انغلاق أفرادها و انفتاحهم عمن يرونهم مؤهلين للقبول بالزعام الدينية,و هنا يتم اللجوء للكثير من وسائل الإستقطاب حسب المستوى التعليمي و المعرفي و حتى الإجتماعي للأفراد المحتمل انتماؤهم للجماعة,ذات الأذرع الدعوية و السياسية و العائلية و النسائية و الشبابية.
3الوطنية إسلامويا
بناء على ما سبق,فمادامت الأخوة العقدية السياسية لها الأسبقية على القرابة,فحتما علاقة المواطنة ليست لها الأولوية,فلا معنى للوطن إن لم تكن تحكمه دولة إسلامية,فهو أرض حرب,يصح فيها الإستنجاد بالإخوة في العقيدة و طلب النصرة منهم,أما إن كان على الوطن أقليات دينية غير المسلمين,فإن الدعوة للتحالف ضدهم تكون أكثر لزوما و ضرورة,مع أن الحقيقة التي لا يريد الكل التنبه إليها,هي إن أية إهانة يتعرض لها مواطني حتى إن لم يكن مشاركا لي في الملة,على يد مشارك لي فيها,تفرض علي الإنتصار لمن يجمعني به الوطن مهما كانت درجة التقارب العقدي,فلا أقبل كمغربي أن يعتدي شيشاني مسلم على مغربي يهودي مهما كانت الظروف و الملابسات,و أعتقد أن الأمر نفسه بالنسبة للمصري المسلم و القبطي.
خلاصات
الحركة الدينية الوحيدة التي استحضرت الوطني و جعلته محددا لغيرها من الإنتماءا,هي حزب الله و إلى حد ما الجهاد الإسلامي الفلسطينية,و هما حركتان ربما بفعل اجتهاداتهما الفكرية أضافتا الكثير للفكر الإسلامي السياسي,و لهذا السبب تتحامل عليهما حركات الإسلام السياسي التكفيرية.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الإسلامية و إسرائيل
- مجتمع اللامدرسة
- المدرسة المغربية و المعرفة
- المجتمع المغربي و المدرسة
- اليسار العربي و الجيش
- الجيش المصري و الإخوان
- سقوط إخوان مصر
- السياسة و الصراع في المغرب
- الدولة المغربية
- حكومة الإسلام السياسي مغربيا
- الحكومة المغربية المعارضة
- فن الرواية
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب
- الحداثة و التحديث عربيا
- صراع السلفيات الخفي
- المعارضة السياسية في المغرب
- الرأسمال اللاتنموي


المزيد.....




- الإمارات تدين اقتحام باحات المسجد الأقصى وتحذر من التصعيد
- عبارة -فلسطين حرة- على وجبات لركاب يهود على متن رحلة لشركة ط ...
- رئيسة المسيحي الديمقراطي تريد نقل سفارة السويد من تل أبيب إل ...
- هل دعا شيخ الأزهر لمسيرة إلى رفح لإغاثة غزة؟
- -في المشمش-.. هكذا رد ساويرس على إمكانية -عودة الإخوان المسل ...
- أي دور للبنوك الإسلامية بالمغرب في تمويل مشاريع مونديال 2030 ...
- قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
- -العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة ...
- وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
- الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - العقيدة و الوطن سياسيا