أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - اليسار العربي و الجيش














المزيد.....

اليسار العربي و الجيش


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفارقات الغريبة,أن الحركات اليسارية في العالم العربي بدأت ثورية,داعية لتملك السلطة بالقوة,بغية تحقيق مجتمع العدالة,المتعارضة مع كل الطبقات الإجتماعية,عدا البروليتاريا و البورجوازية الصغيرة المنتحرة طبقيا,مع إضافة صغار الفلاحين و الكادحين و التجار,فبدأت القاعدة تتسع,باتساع التجارب العنيفة التي عرفها العالم العربي,في ثوراته الناجحة أو حتى الفاشلة,هاته هي التي فرضت استحضار الجيش في المعادلة الثورية,ليصير قادته ساسة ثوريون,في صيغتين,القومية و الناصرية و الإشتراكية الأممية,فكيف تحولت هذه الرهانات و ما هي غاياتها و شروط تحققها,و باختصار كيف يمكن تصور علاقة الجيش بقوى اليسار العربي؟؟؟؟؟
1الجيش عربيا
تشكيله يختلف باختلاف شروط تأسيسه في الدول العربية,لكن المشترك,أنه كان تتويجا للتحرر من الإستعمار,و تعبيرا عن تطلعات المواطنين,في السيادة,فكانت نواته,أو أريد لها أن تكون من كبار المقاومين للإحتلال,و المجاهدين,أو المناضلين حسب تعريفات البلدان العربية لرجالات حركة تحررها,لكن رجالات السياسة,كما هي عادتهم متوجسون من المسلحين,خصوصا الذين تعلموا المواجهات خارج الأكاديميات العسكرية الرسمية أو حتى الإستعمارية,مما ولد تجاذبات و صراعات انتهت بمواجهات مسلحة بين الساسة أو بعضهم و المقاومين,لكن ظهور الفكر اليساري و ثقافته التي حملتها الأجيال المتعلمة,دفعتها للإنحياز لرجالات المقاومة و بقايا جيوش التحرير,فوجدها قادة الجيوش فرصة لفرض أنفسهم كثوار,يحققون المشروع الإشتراكي,فبدأت التقديرات في صفوف اليسار العربي تختلف في كيفيات القبول بالجيش ليكون حليفا لقوى اليسار,خصوصا أن ولاءاته صعبة الحسم فيها أثناء الثورات أو حتى بعدها.
اليسار مدنيا2
اختلفت مواقف اليسار حسب طبيعة الأنظمة السياسية و مدى قربها من خطوط المواجهة مع إسرائيل,أو التزامها بالفكر القومي,لخلق ما عرف فيما بعد بالإشتراكية العربية,كتركيب سياسي للوحدة و العدالة الإجتماعية,و قد كانت تلك استجابة يسارية لنداءات الجماهير العربية و تعبيرا عن مدى الإعتراف لها بمكانة القضية الفلسطينية في الوجدان العربي و حتى الثقافة و مجمل القيم الدينية و الحضارية و التاريخية,بذلك أدركت مؤسسات الجيش في المشرق العربي بالأخص و دول المواجهة تحديدا,أهمية القومية و خطورة الإشتراكية الأممية,أي الماركسية,فاختارت القيادات العسكرية أسلوبين سياسيين للتعامل مع اليسار,
أ التصفية
و هي صيغة الحركة القومية الناصرية,و البعثية العراقية,بعد طبعا فشل التحالف بين القوميين البعثيين و الشيوعيين بالعراق,فقد وجدت الناصرية نفسها محاصرة بطرفين,متناقضين,الشيوعيون و الإخوان,و أدركت أن تحالفها مع القوى اليسارية و الشيوعية,يعرضها لتحامل الإخوان المسلمين,ففضلت إدارة وجهها لليسار,لتدرك في الأخير خطورة الحركات الإخوانية,كما أن الشيوعيين,لم تكن لديهم حقيقة التقرب من النظام الناصري المعتبر في نظرهم,ممثلا للبورجوازية الصغيرة التي لا يمكنها تحقيق الإشتراكية.
ب التحالف
و هي صيغة البعث السوري,الذي أسس ما عرف بالجبهة التقدمية مع وجود شيوعيين سوريين رافضين لهذه التجربة,و مع ذلك كانت التقاربات أبعد من أن يعكر صفوها التناقض الحاد بين المؤسسات العسكرية و الأحزاب اليسارية,التي تقديرا منها لخطورة تفكك التحالف الوطني عملت على تفهم رهانات الجيش العربي السوري الذي غدا قوميا بعثيا في تكوينه و إيديولوجيته.
3اليسار و الجيش مغاربيا
لم ينتشر الفكر البعثي,و لا القومي إلا مرتبطا بالإشتراكية العربية,لكن جيوش هذه المنطقة,لم و قادتها بالخصوص,لم تكن لهم ميولات قومية حركية,رغم التصريحات التي عاشتها هذه الدول إبان الحرب الباردة,لكنها جميعا تميزت بغريزة الحذر المبالغ فيه من اليسار حتى عندما اختار الإشتراكية الديمقراطية و تخلى عن رهانات العنف,و لم يثبت تاريخيا وجود تحالفات بين الجيش و قوى اليسار المغاربي ,رغم شعارات الجيش الجزائري مثلا,و ووصف متزعمي الإنقلابات التي عرفها المغرب كمحاولات تتشبه بما عرف بالضباط الأحرار كما عاشتها مصر أو الضباط الوطنيين كما عاشها العراق.
خلاصات
ربما بسبب ما ذكر,و غيره بقيت نظرة اليسار العربي للجيش ملتبسة,و حذرة,غير أن التجربة التونسية و المصرية و حتى السورية بصيغة أخرى أكسبت الجيش احتراما و إقرارا بضرورته للتغيير أو ضبط التوازنات العامة في ظل وجود قوى عابرة للقارات تنتظر فتح الحدود لتهرع باسم الجهاد لتقسيم الأوطان و تدميرها.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش المصري و الإخوان
- سقوط إخوان مصر
- السياسة و الصراع في المغرب
- الدولة المغربية
- حكومة الإسلام السياسي مغربيا
- الحكومة المغربية المعارضة
- فن الرواية
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب
- الحداثة و التحديث عربيا
- صراع السلفيات الخفي
- المعارضة السياسية في المغرب
- الرأسمال اللاتنموي
- العلمانية و إمارة المؤمنين
- تاريخ المغرب
- الحركات الإسلامية
- قتل المرتد و المجلس العلمي المغربي
- الديانات والعلمانية


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - اليسار العربي و الجيش