أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تاريخ المغرب














المزيد.....

تاريخ المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاريخ وقائع و أحداث,صراعات و توافقات بين المتنافسين و الخصوم الذين يصيرون أعداء,و تصل العداوات حد التصفية الجسدية,فالمنتصر فيه,يدافع عن شرعية صراعاته,و تجسيدها للشرعية,أما المنهزم,فيختار تصوير نفسه كمطالب بحق انتزع منه عنوة,فعانى القهر,و لكل تصوره الخاص للتاريخ,أي الوقائع و الأحداث رغم أنها واحدة,لكن تفسيراته تختلف مع المدة,و تغدو حقائق مثيرة لما تحتويه من تأويلات,تعج بالتناقض,ففي ثناياها حقائق خفية,إظهارها يؤدي بالبنية للإنهيار,فهي غير قابلة للمساءلة,و إلا اتهم الفاعلون بالتشكيك في تلك الحقائق التي توحد الجماعات,و تصهر الترابط و تقديس أفعال الأجداد,و اعتبارها أحسن ما أمكن فعله و تجسيده,حماية للجماعة أو الوطن أو حتى الدولة,فالتاريخ ليس مجرد حكايات,غايتها المعرفة,و ربط الأجيال بعضها ببعض,بل التاريخ تشكيل لوعي الجماعة,بغية التحكم فيها و الحفاظ على هويتها,التي تطلبت صيانتها تضحيات عظام,مجرد التفكير فيها جديا يعرض الفاعل نفسه لنقمة جماعته,أو تخوين الدولة له,و التآمر عليه.
1تاريخ الحزب
لكل حزب في المغرب,الأحزاب التاريخية,له قراءته لتارخ المغرب سياسيا,و له موقفه من عملية الإستقلال,و تحديد ظروف حدوث ذلك,إذ يتم الربط يسنه و بين الحركة الوطنية,من خلال التعريف بمؤسسيها المنتمين له,و بذلك ينتزع مشروعيته كامتداد للحركة الوطنية,بل يمد جذوره حد جيش التحرير,برجالاته الذين واجهوا المستعمر بالحديد و النار,في سبيل تحرير البلد,مع أن بعض الأحزاب الوطنية,تصدت للحركات المسلحة و الداعين لها في صفوفها,أو على الأقل صمتت على تصفيتهم الجسدية,و قد كان هذا الصراع في صلب التجربة الحزبية المغربية,فهناك الرغبة في التحرير المنبعثة من البوادي و الجبال,و التي لم تكن تعترف بأهمية التفاوض,و الإستقلال اتفاقا مع فرنسا,و في المقتبل كانت الحركة الحزبية المدنية من داخل الحواضر,تؤمن بالمواجهات السلمية و المسارات التفاوضية,مع بعض الإنفلاتات المسلحة التي نفذها الشباب الحزبي المقاوم,سرا,و لم يعرف مدى موافقة المؤسسات الحزبية آنداك على مثل هذه الخطوات الجريئة,هنا يتجه الحزب إلى ربط الصلة بالحركة المسلحة بالبوادي المغربية,رغم تكلفة ذلك السياسية في تلك المرحلة,التي اختارت فيها الحركة الوطنية عدم الإنجرار مع العنف تجاه المستعمر و التعبير عنه.
2الدولة و التاريخ
للدولة أيضا تصورها عن ذاتها,و نشأتها,بل و دورها في تحقيق الإستقلال,بما قدمته من تضحيات في سبيل حرية الشعب,الذي أدرك ضرورة التلاحم بينه و بينها حماية للبلد و تحقيقا لحريته,فقدمت الدولة نفسها كتجسيد لإرادة الجماعة,التي ماهي إلا رغبة إلاهية,فحيثما اتفق الناس و أجمعوا,فتلك حجة على كون الله راضيا عما قرروه,ووفق هذه الترابطات تصير الدولة الحافظ للتاريخ الحقيقي,و المؤتمن عليه تجاه باقي الفاعلين,أحزابا كانوا أو جماعات أخرى,و أية محاولة لتفسير التحولات التي عرفها المغرب,خارج هذا السياق تعتبر لاغية و لا قيمة تاريخية لها,إلا إن انطلقت من ثوابت الدولة,و تصورها لبطولات حكامها,مقابل العوامل المساعدة الأخرى,مع ضرورة التجاهل الكلي للحركات التي واجهت المستعمر الفرنسي,خصوصا في الريف و الأطلس,فتلك انطلقت من الإيمان بالسلاح,و تجنب ما يقتضيه منطق المطالبة بالإستقلال,الذي لا يتحقق إلا بدحر المستعمر و إرباك خططه للإنفراد بدول الشمال الإفريقي,و من هنا كانت خلفية الكثير من الصراعات التي عاشتها الدولة بعد الإستقلال,و المواجهات التي نشبت بين التنظيمات السياسية و بعض مكوناتها التي تعاطفت مع الخيار المسلح و حاولت فرضه على بعض القوى السياسية.
3التاريخ و الإيديولوجيا
لارتباطه بها,حاولت التنظيمات السياسية إخفاء الكثير منه,لتضمن هيمنتها كزعامات على حق القول,و حق فضح الخفي في الممارسة السياسية قبل الإستقلال و بعده,فبقي شفاهيا في غالبه عدا ما دونته الدولة من وجهة نظرها,و هكذا بقي التاريخ المغربي,المختلف حوله سلطة في يد الزعماء,يستغلونه أحيانا حتى ضد بعضهم,بحيث صور و كأنه سلاح معرفي و نظري ضد الدولة,لا ينبغي ائتمان الصغار عليه,ربما يسيؤون استخدامه,فغدا جزءا من سلطة إيديولوجية,تنشط في الصراعات لتصفية الحسابات,أو تحقيق التفوق الإنتخابي على الخصوم و حتى الأعداء,و مع الزمن تقادمت فعاليته,و لم يعد حافزا على جذب الأنصار,و تقريب النظر بين المختلفين,لأن منطق البطولة لم يعد كافيا لتحقيق الإنتصارات,إذ حلت مكانه الفعالية التنظيمية,و جدت آليات التجييش الديني,الأكثر فعالية في مجتمع لم ينخرط بعد كليا في فكر الحداثة,
خلاصات
تاريخ المغرب بغناه و تنوعه,ينبغي ألا يظل حبيس الروايات,بل عليه التأكيد على أن التاريخ ليس كالذكريات,بل هو وثائق ملموسة تستنطق,و تساؤل لكشف الحقيقة,و دونها لا معنى لتاريخ يحكى و كأنه مجرد صور,لكل رؤيته الخاصة لها.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركات الإسلامية
- قتل المرتد و المجلس العلمي المغربي
- الديانات والعلمانية
- السرد المعاصر المغربي
- الحكومة المغربية
- الثقافة عربيا
- النفحة الروحية في الزجل المغربي المعاصر
- صورة الشيء و جمالياته الشعرية
- المرأة و السياسة
- الحكومة المعارضة
- السرد و النقد في المغرب
- الهوية و العولمة
- القضاء و العدالة في المغرب
- الكاتب و الثقافة في المغرب
- الإغتيالات في الإسلام
- قوة الإسلام السياسي
- الأخوة الإسلامية و الوطنية
- تجارب حكومية مغربية
- هفوات اليسار المغربي
- الخيال و الصورة


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تاريخ المغرب