أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإغتيالات في الإسلام














المزيد.....

الإغتيالات في الإسلام


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد ينكر تحريم الإسلام للقتل إلا في ساحات الحروب و المواجهات,بل حتى الحروب كان النبي عليه الصلاة والسلام يوصي أصحابه بعدم التعرض لغير المحاربين بالأذية و الأطفال و الشيوخ,و تجنب الحرق و اقتلاع الأشجار و غيرها من السلوكات الوحشية المتعارضة مع القيم الدينية الإسلامية التي دافع عنها الإسلام الروحي, و حث على احترامها فيما بعد.
فكيف يمكن للإسلام القبول بتصفية الخصوم خارج المعارك من خلال الإغتيالات؟؟
و هل ذلك مشروع دينيا؟و ماهي القياسات الشرعية التي لجأت إليها الحركات الإسلامية لتبرير القتل و التصفية الجسدية للأعداء و الخصوم؟؟
1النصوص الدينية
هناك نصوص الكل يعرف أنها ليست عامة,بل مرتبطة بحادث بعينه,غالبا ما يكون حالة الحروب,وما يعتريها من خدع و حيل غايتها النيل من العدو و إنهاكه أو شل مقاومته,و هي عمليات لا تصل حد خرق بنود و الإتفاقات التي تلي استسلام العدو أو انسحابه,بل إن المسلمين أحسنوا معاملة أسراهم,مما طيب خواطرهم فآمنوا بالقيم الإسلامية و غدوا مسلمين لما لاقوه من حفاوة و احترام لمللهم و معتقداتهم المختلفة عن العقيدة الإسلامية,صحيح أن هناك في التاريخ الإسلامي فظاعات حدثت تجاه المسلمين حتى في محاربتهم لبعضهم,بعد أن نشطت آليات التكفير و التجريم,التي وفقا لها أحل دم الناس,و أبيح قتلهم أمام الأشهاد,حتى أنها امتدت لحفدة النبي,و حفدة علي من آل البيت,بل طالت كل الخلفاء,باستثناء أب بكر,الذي هناك من يشكك في حقيقة موته,
2القياسات الفقهية
اختلف حولها,عندما ظهرت فكرة الإفتاء,لتسد على بعض المؤولين سبل الإجتهادات المتنورة التي تحاول تطوير عمليات التدين و إبعادها عن الغايات السياسية,التي نشدتها الكثير من الفئات و التجمعات مستغلة الديانة الإسلامية لتحقيق حلمها في فرض السيطرة على المسلمين و حرمانهم من التفكير الحر في قضاياه وفق ما يمليه العصر و ما عرفه من متغيرات,تحتم على المسلمين الإنخراط في عصرهم بإعادة التفكير فيما اعتقد أن دين,بينما الحقيقة أنه لم يكن إلا اجتهادات فقهية أقحمت عنوة لتصير دينا و ثابتا شرعيا فيه لصد رغبات الإجتهاد و الحرص على إعمال الفكر و العقل في القضايا الخلافية,بما هي مجالات لا يمكن لأية فئة احتكار التفكير فيها,بسلطة الفقه الذي لم يعد معارف خفية,يتولاها البعض دون الكل,و بذلك فإن الإسلام لا يمكنه القبول عقلا و قيما بتصفية المختلفين مع بعض معتقداته,من الديانات الأخرى أو حتى غير المتدينين أصلا,بناء على أن الإسلام اعترف بأن الله لو شاء لجعل الناس أمة واحدة,و فرض الإيمان على الكل فتشابه الخلق و تشابهت الحضارات و سادت ديانة واحدة,فالدين لله و هو حاميه و لم يفوض لأحد من الناس حمايته أو الدفاع عنه في وجه الغير لكي ييتخذه مبررا للقتل و العنف و العسف.
3دعوية العنف
كل الديانات يمارس أتباعها العنف الجسدي ضد خصومهم من خلال تحويلهم إلى أعداء لآلهتمه,بل من هذه الديانات من يأتي بأوامر إلاهية صريحة حاثة على القتل,و تحويل الأعداء إلى قرابين كما كان يحدث أيام الديانات الطوطمية و الوثنية,التي أباحت واعتبرت دم الأعداء وسيلة للتقرب من آلهة الخصب و البحار و الأنهار و الوديان في عرف تلك التجمعات الوحشية,التي ظهرت الديانات الموحدة و منها الإسم للقضاء عليها,لكن ظهرت في لحظات محددة بعض الدعوات في الإسلام لمعاملة الأعداء بالمثل,أي الإغتيال السياسي للأعداء,و هنا كانت اجتهادات بعض حركات الإسلام السياسي مدافعة عن هذه الخيارات,بحيث اعتبرت ذلك من الخدع الحربية التي قبل النبي بها,و هنا عادت وسائل التقرب إلى الله بدم الخصوم,و كانت هاته الخروقات هي ما حول الإسلام السياسي من حركة و تنظيم دعوي إلى تجمعات عنيفة متعصبة و دموية في حات كثييرة,ولازالت مثل هذه الدعوات قائمة,بحيث غدا الجهاد ضرورة ضد الأقارب بدل الأباعد الأقوياء من رجالات الغرب و حتى الصهاينة أنفسهم.
4خلاصات
جل حركات الإسلام السياسي صارت تلجأ للعنف و من هنا فهي غير رافضة للتصفيات الجسدية,لكنها لا تأمر أحدا من أتباعها,بل فقط تفعل الرغبة في الشهادة التي ما أن تصل للمريدين حتى يمتشق سكينه ,سيفه أو مسدسه و يمضي لتصفية من اعتقد وفق مقوت شيوخه أنهم من أعداء الله و الديانة,و هي لعبة تمارسها حركات الإسلام الديني السياسي حتى لا تتحمل المسؤولية السياسية,و تظل هي في منأى عن المتابعات القانونية و حتى التاريخية كما حدث في العديد من الجرائم السياسية ذات الطابع الديني الإسمي السياسي في كل الدول العربية و الإسلامية.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة الإسلام السياسي
- الأخوة الإسلامية و الوطنية
- تجارب حكومية مغربية
- هفوات اليسار المغربي
- الخيال و الصورة
- لاهوت التكفير و لاهوت التدبير
- الفكر الديني والفقه الإسلامي
- التربية و التعليم في المغرب
- الدستور المغربي.تأويل التنزيل
- صراع الأفكار وصراع النوايا في الإتحاد الإشتراكي
- مقطع من رواية موت المجنون
- الرواية,كيفيات الكتابة
- الدين والأخلاق
- العروبة والقراءة
- الدرس المصري
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإغتيالات في الإسلام