أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - بؤس السياسي ويأس الثقافي














المزيد.....

بؤس السياسي ويأس الثقافي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحرك المشهد السياسي العربي في القرن الحالي بعد ركود كاد يؤدي إلى اليأس,وربما انهيار تام وشلل يغرق هذه المنطقة من العالم في فوضى عارمة,حتما كانت ستنتهي بصراعات ومواجهات دامية,طبقية طائفية وحتى دينية,الكل كان يتوقع الفظاعات,وقد كان الروائيون سباقون حدسيا إلى التنبيه لخطورة الوضع في العالم العربي,ويمكن تقديم الكثير من النماذج,وكان أيضا بعض رجالات الفكر وعلم المستقبليات,والبحوث الإستراتيجية,وكل هؤلاء ينتمون للمنطقة العربية,غير أن رجالات السلطة ,و بحكم بساطة فكرهم,سخروا من هذه التحذيرات وتجاهلوها,بمختلف توجهاتهم الإيديولوجية,من اليسار إلى أقصى اليمين,بمن فيهم أيضا حركات الإسلام السياسي,وإن كان بعضها دائم التحذير ,من نهاية العالم ,وفي كل مرة يقدمون أحاديث عن علامات الساعة,حتى بدا هذا الطقس اعتياديا وتخويفيا لدرجة أن الناس تجاهلوه بلباقة دون إثار جروح الماض والتشكيك في تكهنات حامليه من أتباع الدعوة والسياسة الدينية,من هنا أتت أهمية تناول فكر الساسة ومدى قدرتهم على الإمساك بزمام المبادرات في ظل غياب اهتمام المثقفين بما يعرفه العالم العربي من تحولات,ربما هذه فقط مجرد مقدمات لما هو أعظم,فكيف يفكر ساسة العالم العربي,وما هي رهاناتهم الحالية ومدى إدراكهم لحساسية اللحظة التي يمر منها العالم العربي ودوله وحتى مجتمعاته؟
وأي دور للمثقفين ومدى قدرتهم على تمثل واقعهم؟وما هي العلاقة المفترضة بينهم والساسة؟وهل سيستمرون في التفرج على حيرة الساسة وهم يمارسون سياسة التيه والإغتراب عن المشهد التاريخي الراهن؟؟؟؟
1بؤس الساسة
بدا الواقع في تحوله متجاوزا لهم,سواء كانوا في الحكومات القائمة أو حتى المعارضة,التي حاول سياسيوها,التحكم في الأحداث في آخر اللحظات,بل حتى الذين التحقوا مبكرا,وجدوا أنفسهم منخرطين عمليا في ظبط تحركات الشباب,وتحميسهم وحثهم على الصمود,فانشغلوا بالهم اليومي داخل المعتصمات,وكانوا منتشين بفكرة التغيير أكثر من التخطيط لها وإدارة عجلات الحركات الإحتجاجية لتتحول إلى ثورات حقيقية,ببناء تحالفات واضحة,مع الأحزاب المؤهلة للفعل الثوري,وليس التحالف مع أية حركة تواجدت بالميدان,بل اضطرت للنزول بعد أن كانت قيادتها رافضة أصلا لفعل التغيير كما حدث بمصر مع الإخوان المسلمين,والذين اضطر الثوار إلى القبول بمشاركتهم,بل صوتوا على الرئيس الإخواني حتى لا يفوز أحد أتباع النظام القديم,وهو محمد شفيق,وهنا كانت قوى اليسار السياسي بالخصوص والقومي وحتى بقايا الحركات الشيوعية,متدبدبة في مواقفها وحذرة من بعضها,لأن جل تحالفاتها كانت مبنية على التفاعل اليومي,وبدون تأكيدات مدنية على أهمية معركة الرئاسة,فالناس والمناضلون ابتهجوا بسقوط النظام,ولم يعدو لأساس البناء السياسي,وكانت تلك دلالة على بؤس السياسي,وعدم قدرته على قراءة الوضع سياسيا,وتحليل رهانات مختلف القوى المشاركة في التحولات التي عرفتها بعض المجتمعات العربية,وما ينطبق على مصر,ينطبق على كل المجتمعات العربية,باستثناء ليبيا وإلى حد ما اليمن,الذي عرفت القوى السياسية كيف تصارع حد الإنهاك,,غكرة تسليح الثورة والوقوف ضدها,وهو إنجاز تاريخي,لعبت فيه المعارضة السياسية دورا مهما لا يمكن إنكار أهميته,نظرا للرهانات التي غامر النظام اليمني لإيقاع المعارضة السياسية فيها.
2يأس المثقف
كان المثقفون غير مرتاحين بشكل عام,للحركات الإحتجاجية التي بدأت تعرفها المنطقة العربية,وزادهم يأسا تواجد الساسة,الذين راكموا صراعات مع رجالات الثقافة,وخصوصا المنحدرون من قوى اليسار والفكر التقدمي بشكل عام,كما أن وجود الحركات الدينية,كان عاملا محبطا لتطلعات المثقفين ورهاناتهم,فوجود حركات الإسلام السياسي,بتلك القوة,وتلك التاكتيكات المعرروفة,زرع الكثير من الشكوك,في نفوس هذه الفئة,التي كانت لها تصوراتهاالخاصة لكيفيات إدارة الصراعات,فكريا,ثم تتويجها بما هو عملي وفعلي,لكن الساسة,المباشرين,والذين كعادتهم,يعطون الأولوية للفعل على الفكر,تجاهلوا منتجي النظريات,واعتبروهم غير عمليين,وأن اللحظة لحظة ثورة,لا قابلية فيها للنقاشات والجدالات الإستراتيجية,وحتى الإيديولوجية,و هو ما سمح للحركات الدينية,بتديين المعركة,ونشر اعتبارها معركة للمسلمين ضد الكفرة والملحدين,وهو استباق لمعركة أخرى,كانت الحركات الدينية وأحزابها تعد لها منذ البداية.
3الثورة سياسة وثقافة
كل الثورات التي عرفها العالم,لم تنجز كلها مرة واحدة,بل تم التأسيس التدريجي لها,باختلاف وتيرة سرعة تحولات المجتمعات,مدى نضج البناءات الإقتصادية والثقافية والتربوية,فالثورة صيرورة تاريخية,لها آليات ومحركات,وتعرف عوائق,كما أن رجالات الثورة المضادة لا ينامون,فهم يتحركون في الظل,و يتخذون وجوها متعددة,ويؤسسون تحالفات هجينة وغير متوقعة,وهنا فإن تلازم الثقافي والسياسي,شرط أساسي لإنجاح أية ثورة وتحصينها,وهو ما لم يتحقق لحدود اللحظة بالكيفية التي ينبغي أن يكون عليها,كما حدث في كل التحولات الكبرى التي عرفها العالم,فالمعارك الدستورية تبدو سياسية,غير أن للمثقف القدرة,على إدراك أبعادها والكشف عن مختلف الجعات التي تتحصن بها للإجهاز على الثورة,وهو ما تعرفه الجمهورية المصرية,فمنذ متى كانت حركات الإخوان تهتم بالدستور,وهم يحملون القرآن منذ نصف قرن ويهتفون هذا دستورنا,إن معركتهم الحالية ليست الدفاع عن الدستور,بل هي مرحلة للتخلص من كل الدساتير.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي
- الشيعة والسنة ورهان التقارب
- الثقافة العربية
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة
- المغرب العربي والخليج


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - بؤس السياسي ويأس الثقافي